من الجزائر جازية روابحي: على هامش مهرجان جميلة الدولي المنظم بالجزائر أين تم تسليم فعاليته من طرف وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي إلى مهرجان بعلبك الذي مثله رئيس فرقة كركلا الفنان عبد لحليم كركلا.. فالقت الروائية الأديبة السيدة أحلام مستغانمي كلمة ها هي نصها:

مساؤكم مقاومة. مساؤكم عنفوان

لسنا هنا لنواسي بيروت أو نتضامن معها في كل مرة خربت بيروت سقطت معها قلاعنا , وانكشفت عورات عروبتنا.وانكسرت مرأتنا أمام العالم لذا نهرع جميعا لنجدتها انقاذا لما كان جميلا فينا
يا لبيروت كم اقترفت في حقنا من جرائم حب . يوم علمتنا ثقافة الحياة و أعطتنا دروسا في الحرية . وأجلستنا على مقاعد الحب الأول ورافقت كهولة أحلامنا القومية و انتهينا منخرطين في حزب كبريائها
المدينة العصية على الانحناء جعلتنا ننحني أمام دمع رئيس وزرائها في زمن جفت فيه المياه الجوفية لكرامتنا
سكوت انهم يجهزون على بيروت
ليس الشهداء وحدهم الذين يموتون غصبا عنهم المشاهدون الشاهدون على موتهم يواصلون الموت بعدهم بعدد نشرات الأخبار
فوالله ما قصفو سوانا . نحن الذين لا نقيم في بيروت لكنها تقيم فينا . في كل التوابيت المصفوفة المرقمة كان لنا تابوت . في كل المشارح لنا جثامين مشوهة . في كل سيارة اغاثة منعت من الوصول , كانت حمولتها دمائنا و دموعنا و قوت أولادنا
ماكانت مربط خيلنا فحسب . بيروت كانت كانت فارسنا و فرسنا , فلماذا في أمة تباهي بالفروسية و يحمل فيها الحصان مائة اسم تركنا حصان سباقنا وحيدا ينزف
في هذه الأمة المنكوبة , المنهوبة , المغلوب على أمرها , ما زال بامكاننا اشهار ثقافة المواجهة ,فعندما تحمل سلاحا أنت جندي لكنك عندما تشهر قلما أنت جيش قوامه عدد قرائك
لولا الشعراء لوقع الشهداء في شرك النسيان لذا كان ستالين ينادي الشعب الروسي عبر المذياع والنازيون على أبواب موسكو :دافعو عن وطن بوشكين وتوسلتوي فالأوطان تنتمي لشعرائها كما تنتمي لشهدائها
نحن هنا ندافع عن وطن جبران و جرجي زيدان و ميخائيل نعيمة وامين نخلة و الأخطل الصغير و سعيد عقل. وطن فيروز و الرحابنة ووديع الصافي . لندافع عن لقمة الحلم التي اقتسمناها معهم . وقامة الزهو العربي الذي منحونا اياه
لبنان الكبير بكبريائه وضعنا أمام مآثر القتلة و عنفوان القتيل . وضعنا أمام ما أبكانا .اما قال أحدهم : لا تخشى أعدائك في أسؤ الحالات يمكنهم قتلك لا تخشى أصدقائك في أسؤ الحالات يمكنهم خيانتك . اخشى الامبالين فصمتهم يجيز الجريمة والخيانة بسبب المتواطئين صمتا. حصدت الاهانة بيننا أكثر مما حصدته القذائف . وقضى جلنا تحت أنقاض الكرامة العربية المهدورة فكم يساوي العربي اليوم في سوق الكرامة الإنسانية، إن كان عشرة آلاف أسير يقبعون في سجون إسرائيل لم يسمع بمأساتهم أحد، وستتة آلاف عراقي لقوا حتفهم في الشهرين الماضيين فقط، ولم يأبه بموتهم أحد؟
والكرامة هي بعض ما أعطتنا إياه المقاومة
صادرات البضائع الاسرائلية الى العالم العربي زادت خلال الأشهر الأولى لهذه السنة وحدها 35 بالمئة.
انهم منهمكون في الضحك علينا والاستخفاف بغبائنا في الرد على دمارهم بقنابل الخطب ووابل الهتافات
ماجدوى حرق الأعلام الأمريكية و الاسرائلية لمواجهة أكبر عملية سطو شرعت لها دولة في التاريخ لنهب دولة أخرى هي العراق . وأكبر عملية دمار تعرض لها وطن هو لبنان.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
أهو ضرب من السذاجة أن نقول أشهرو علم المقاطعة الشعبية العربية والتكن مقاطعة منظمة و شاملة من هنا من معقل الأحرار . نطالب براية عربية موحدة ترمز للمقاطعة نرفعها جميعا لنرد عنا الاهانة .
لماذا نتوسل السلام اذا كان بامكاننا انقاذ ماء وجهنا بالتلويح باستخدام ما في حوزتنا من أوراق ضغط اقتصادية و يخاف حتى منا من استعمالها .
لماذا نشتري بالمليارات أسلحة ندري أنها ستنتهي خردة في المستودعات.
انه درس تعلمناه من غادي الذي كان يقول :حارب عدوك بالسلاح الذي يخافه لا الذي تخاف أنت.
انها حرب نهب و سلب هذه التي أعلنت علينا كفانا كلاما كفانا هوانا لنقاطع فبأموالنا يموت أهلنا ويقصفو , بأموالنا نستعبد و نهان فبلمال بامكانك أن تشتري سلاحا لكنك لا تشتري احتراما ولا كرامة و هو ما ينقصنا