معرض تشكيلي مشترك

من أمستردام- صالح حسن فارس: بالتعاون مع مؤسسة مي كارتMECART Foundation الهولندية التي تعنى بالتبادل الثقافي في الشرق الاوسط تفتتح مؤسسة ليفانتي على قاعة كاليري ليفانتي (Levante ) في العاصمة الهولندية امستردام مساء الخميس المقبل الاول من حزيران المعرض الثالث للفنانين العراقيين التشكيليين اناهيت سركيس وكاظم الخليفة بعنوان ( توقيعان على لوحة واحدة 3). يضم المعرض حوالي ثلاثين عملا باحجام مختلفة ومنجزة بتقنيات وادوات متنوعة، وهي مجموعة من الاعمال لتي انجزها الفنانان معا مؤخرا اضافة الى بعض الاعمال المنتخبة من معرضيهما السابقين بقصد عرض مسار تجربتهما في هذا المجال، هذه التجربة المبتكرة منذ اكثر من عشر سنوات كمغامرة في التجريب التي قد يتفرد الفنانان بريادتها سواء على مستوى الفن التشكيلي في العراق او سواه، يصح القول بانها قد اضحت الان تجربة مستقرة تؤسس لمشاريع تأخذ مديات ابعد. عادة ما يتحقق المنجز التشكيلي بطبيعته كما هو متعارف عليه من مسعى فردي محض يتضمن مشروعه الخاص اضافة الى ادواته التعبيرية المواكبة والموافقة لمعرفة الفنان وثقافته البصرية والجمالية، الا ان الفنانين في مسعاهما هذا يطوعان هذه المعادلة نحو بناء عمل واحد تتماهى فيه الاختلافات في الفردانية نحو تمثل معنى الابداع كونه يسعى دائما لتحدي السائد والموروث ومن معنى التقارب والتضامن الروحي في الفن ومن فضائه. تنظر الباحثة الهولندية( دينكيه هاوزنخا) المعنية بشأن الفن التشكيلي المعاصر في الشرق الاوسط للموضوع كما جاء في تقديمها له في دليل المعرض بانه يمثل (تحديا ومراجعة للفردانية في الفن ) وتضيف (ان الفنانين ومن خلال خبرة الممارسة صارا قادرين على تطويع واستيعاب العوائق والاشكالات والخصوصيات والفرديات التي واجهتهما).
يستمر المعرض لغاية الاول من اب المقبل وسيشهد المعرض برنامجا فنياً خاصا،يتضمن امسية موسيقية لفرقة هولندية تحييها المطربة الهولندية وفي ختام المعرض هناك دراسة محورها الفن التشكيلي داخل العراق وخارجه ودراسة تتناول تجربة الفنانين تقدمها الباحثة الهولندية ( دنيكيه هاوزنخا) بمشاركة مجموعة من المختصين، والمهتمين بشؤون الفن في هولندا والشرق الاوسط. التقت ايلاف الفنان التشكيلي العراقي كاظم الخليفة وحاورته حول هذا المعرض اثناء وجوده في هولندا لحضور الافتتاح.


*كيف جاءت فكرة هذا المعرض في هولندا؟
- للباحثة الهولندية (دنيكيه هاوزنخا) متابعة جادة في مجال الحركة التشكيلية العراقية وأخص منها التجارب المنجزة في الخارج، فقد سبق لها وأن أطلعت على تجربتي بأكثر من وجه، وكذلك على تجربة الفنانة أناهيت سركيس وفنانين عراقيين أخرين، ومن حماستها وتعاطفها مع فكرة اشتراكنا في لوحة واحدة وما انجز من هذا أقترحت علينا أكثر من مشروع عرض تشكيلي، جماعي، فردي، ثنائي، وذلك من أجل اضاءة هذا الجانب من الفن التشكيلي العراقي وتقديمه في هولندا.
فجاءت فكرة العرض هنا في هولندا من أقتراحها وبالتنسيق مع مؤسسة (ليفانتي) لتعرض أعمالنا وتقدمها الى الجمهور الهولندي ليطلع على المزيد من التجارب الفنية العراقية المختلفة حيث تعمل منذ فترة ليست بالقصيرة على تعريف المتابع الهولندي على سمات ونتاجات المبدعين من فناني الشرق الاوسط لغرض تلاقح الثقافات المختلفة.

* وماذا عن مصير ومستقبل العمل الفني؟
- أرى أن الفنان معني بمصير ومستقبل عمله، وأنه يعي ان عملية العرض هي طور من أطوار تطوره وتحقيقه، فالعمل الفني يمكن أن يرى أكثر من مرة سواءً بعين المتلقي أو بعين الفنان الذي صنعه، أو من خلال أستقراره في تاريخ الفن، واستجابنا للدعوة تأتي أيضاً من هذا المعنى، كون أن الفن مجرد مقترح جاد على أفق الحياة.

*كيف ترى الفردانية في العمل التشكيلي؟
- الفردية أو الخصوصية أو ما يطبع العمل الابداعي، عادة، بسمات صانعه، تظهر لي وفي أحوال كثيرة وكأنها قيمة مكتسبة أو مضافة لاحقاً على العمل الابداعي، رغم ايماني بانها عنصر أساسي من مكوناته( العمل) فاني أنظر للوحة قبل أن أرى توقيع الرسام، وللقصيدة قبل أن أعرف أسم الشاعر.

مجاراة للسؤال يمكن أن يعوض اداء فنانين أثنين يجمعهما الموقف الواحد في الفن والرؤية المتشابهة عن هذا المعنى ، حيث تحل الفردية بالنتيجة هنا فردية اللوحة او القصيدة او العمل الابداعي لذاته..

من الجدير بالذكر أن الفنانين أناهيت سركيس وكاظم الخليفة ولدا في العراق، وتخرجا من أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، وقد تتلمذا على يد رواد الحركة التشكيلية في العراق مثل فائق حسن، كاظم حيدر، وأسماعيل الشيخلي.
وتقول أناهيت سركيس عن تجربتها quot;لقد تعلمت الكثير من أساتذتي الكبار وأخص بالذكر منهم الفنان كاظم حيدر الذي تعملتُ منه كيفية الشروع في وتأمل مراحل انجازها بصبر، وأهمية الموضوع، باعتبار أن كاظم حيدر فنان يعمل على الافكار وتتمتع تجربته بالحيويةquot;.