سلوى اللوباني من القاهرة: أصدر القس عبد المسيح بسيط أبو الخير كتاباً يرد به على رواية شيفرة دافنشي بعنوان quot;مريم المجدلية هل هي الكأس المقدسة وهل كانت زوجة للمسيح؟quot;، ويعد الكتاب الخامس في سلسلة اللاهوت الدفاعي، والجدير بالذكر أن القس عبد المسيح هو كاهن كنيسة السيدة العذراء الاثرية بمسطرد في مصر، يضم الكتاب 7 اصول تناول من خلالها القس مصادر رواية شفرة دافنشي ومحور روايات وأساطير الكأس المقدسة، واساطير واوهام مريم المجدلية، اضافة الى ذلك تضمن الكتاب المجدلية والكأس المقدسة في لوحة العشاء الاخير، ومريم المجدلية في الاناجيل القانونية والكتب الابركريفية وهل تزوج منها المسيح؟ وكيف قبلت الاناجيل القانونية ولماذا رفضت الكتب الابوكريفية، كما وضح ما جاء بهذه الكتب وفكرها وموقف الكنيسة منها، وانتقد القس عبد المسيح كتابات الكُتاب العرب من غير المسيحين حول الرواية، واضافة الى ذلك وجه اللوم للحملة الاعلامية الغربية التي روجت لرواية شفرة دافنشي، وقال أن الرواية ترجمت الى 80 لغة منها اللغة العربية، وقرأها حتى الان 40 مليون شخص، لذلك كان واجباً عليه أن يقدم من خلال كتابه الجديد الأدلة والبراهين العلمية والكتابية والتاريخية واللاهوتية، معتمداً ليس على الكتب الدينية فقط، بل بالدرجة الأولى على الموسوعات العلمية والدراسات التي قام بها مئات العلماء، لإثبات بطلان هذه الادعاءات الوهمية الملفقة والكاذبة، وليثبت أن كل ما زعمه الروائي براون والذين تأثر بهم ونقل عنهم والذين هللوا لما كتبه، بعيد تماماً عن الصحة والحقيقة.

الرواية ومصادرها:
ويعتبر القس عبد المسيح أن الكثير من الأكاذيب والضلالات جاءت في عدة كتب نُشرت ابتداء من سنة 1983، وهذه الكتب راحت تستعين بأساطير العصور الوسطى لتنسج أساطير وهمية جديدة حول شخصية مريم المجدلية وتزعم بأنها تزوجت المسيح وأنه أنجب منها نسلاً، ويوضح القس عبد المسيح أن هذه الكتب نسجت الاساطير والاوهام حول لوحة الفنان الايطالي quot;ليوناردو دافنشيquot; العشاء الاخير وجعلوها تقول ما لم تقل به، وتخيلوا فيها ما لم يفكر فيه الرسام مطلقاً، وراحوا يبشرون بعبادة الأنثى المقدسة، الكاهنة والإلهة بعبادتها الجنسية الإباحية الداعرة، ويطالبون المجتمع بممارسة الجنس الإباحي بدلاً من الذهاب إلى الكنيسة، وأنكروا لاهوت المسيح ووحي الكتاب المقدس، ومن أهمها كتابان هما quot;كتاب الدم المقدس-الكأس المقدسةquot; ورواية quot;شفرة دافنشيquot; للروائي الامريكي quot;دان براونquot; التي نشرت عام 2003، والتي هو بصددها في كتابه الجديد، ويقول انها اعتمدت بشكل رئيسي على ما سبقها من كتب، خاصة كتاب quot;الدم المقدس الكأس المقدسةquot;، والتي اقتبس براون منه معظم أفكار روايته، ولهذا السبب يواجه براون دعوى قضائية لا تزال منظورة أمام القضاء بتهمة انتحال أفكار الغير.

موقف الكُتاب العرب من الرواية:
وانتقد موقف بعض الكُتاب العرب من غير المسيحين الذين كتبوا عن الرواية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والدراسة ومعرفة مدى وحقيقة ومصداقية هذه الرواية التي سبت المسيحية واليهودية والإسلام صراحة، واعتبرهم أنهم كتبوا ما تصوروا وزعموا أنها حقائق تمس جوهر العقيدة المسيحية، وتجاهلوا ما جاء بها من تلفيق وخرافات وأوهام وأكاذيب وأخطاء تاريخية وعلمية وفلكية وكتابية، كما وضح أسباب التقاء هؤلاء الكتاب العرب مع فكر كاتب الرواية من خلال نقطتين، أولاً الزعم بأنه كان يوجد عشرات الكتب التي كتبها تلاميذ المسيح، وقد رفضتها الكنيسة وأبقت فقط على الأناجيل الأربعة، وبقية أسفار العهد الجديد القانونية، لأنها تؤيد وجهة نظرها في عقيدة لاهوت المسيح، والثانية بأن المسيح كان مجرد نبي عظيم فقط وبشر فان، وأنه ليس إلهاً، كما تؤمن بذلك المسيحية، ومن هنا رأوا في خرافة وأسطورة مريم المجدلية وادعاء الكاتب، دان براون وبقية الكتاب ممن يسمون ب quot;متأملي العصر الجديدquot;، بأن المسيح قد تزوج بها وأنجب منها نسلاً، وبذلك يكونوا قد تجاهلوا أنه سب الاسلام كما سب اليهودية والمسيحية عندما قال أن الاديان جميعاً مبنية على تلفيق.

[email protected]