بدل رفو المزوري من النمسا \ غراتس: الصين... هذه هي المرة الاولى التي تتجه فيها انظار النمساويين وعشاق الفن لمشاهدة فن صيني معاصر.الفن (صنع في الصين) يقع جدا في الاتجاه العام وليس في هذه السنة فقط بل هي هذه المرة الاربعون (اليوبيل)على ثورة الحضارة والمرة الثلاثون على موت( ماوتسي تونغ). الصين بلاد كبيرة ترى نفسها في انقلاب اقتصادي واجتماعي وهذا الانقلاب سريع والانفتاح الصناعي فيها في تزايد مستمر. الفن العالمي مد مجسه الى مملكة الوسط (الصين).. قبل 7 سنوات جلب (هارالد سيمان) كان عامل معارض، جلب فنا صينيا معاصرا الى البندقية لمهرجان بينالي، ومنذ ذلك الوقت انفجرت الاسعار. مزادات كريستيس و سوثابيس اكتسحت نجاحات قياسية هائلة. نهاية اذار تم بيع لوحة ( العائلة الكبيرة ) بورتريت من سلسلة بورتريات خط الدم للفنان( زانك كسياو كانك ) بسعر مليون دولار تقريبا...لوحات من سلسلة اخرى لنفس الفنان سماها ( قرابة الدم) ، الذي ولد عام 1958 ويعمل الان في بكين وهذه الاعمال معروضة في معرض الصين الان والذي يعرض في كلوستر بوي بورك ضمن مجاميع ايسل والمعرض سيستمر عرضه لغاية 28 كانون الثاني 2007، يحاول فنانو وفنانات الصين على تغيير المجتمع الصيني والبحث عن هوية خاصة بالفن وتفرقته عن الرأسمالية ، ولهذا ابتعد الكثير منهم من النظام الصناعي وبهجوم هجائي واسلوب نقدي مثالي سلكوه مثل (وانكو آنكي) و(وانك دايوت) وقد عملوا اعمالهم باسلوب خاص.
وفي بداية التسعينيات ،كانت نقطة التقاء وبداية مجوعة من الفنانين والفنانات الشباب حيث قاموا بتقوية ادماج الاسلوب والتغيير ومنهم من قام باللوحات الزيتية (يانك شاوبينس) وبالتصوير (اي فايفاس) والعروض كانت بالاسود والابيض وفنانة الخرز (رونك رونك).
الفنانون الصينيون والمقيمون في الخارج أو الذين التحقوا بركب العالمية وعلى سبيل المثال (كين يوفين) (خوبينك)يتحركون على ضوء قدرتهم الحضارية على ان يجدوا (خط الحدود) بين حضارة وطنهم الصين والاوطان التي يقيمون فيها وقد اعتبروا بان الصين هي الحجرة الاولى لهم واوطان الغربة هي الحجرة الثانية.

أحد مسببي انفجار الفن الصيني المعاصر اسمه اولي سيغ وكان في التسعينيات يعمل سفير سويسرا في الصين وكان السفير يملك حوالي 1200 لوحاتة خطيرة ل( 180) فنانا صينيا وهذه اللوحات التي ظلت في منزله ويسمى قصر( ماوين سى) بالقرب( لوتسيرن) ولم يسمح للزوار بمشاهدة هذه الاعمال.
مجاميع عائلة( ايسل رات ) استطاعت ان تمد يدها الى هذه المجموعة القيمة واشترتها عن طريق وسيط فن (تجار فن ) والذين يعملون في الصين على سبيل المثال من بينهم( البرليني الكساندر اوكس )، لوحات( يان شاو بين) الذي قدمه سيمان عام 1999 في البندقية ولوحات (زانك سياوكانك) وكلاهما صارت ملكا لايسل وتعرض الان ضمن معرض الصين الان. ليس من الممكن القول او التقدير بان هذا المعرض وهذه الاعمال تمثل الوجه الحقيقي والاجمالي للفن الصيني وهم 100 عمل و44 فنانا. على كل حال فيعتبر المعرض اعلاما وخبرا مهما عن الفن الصيني. عائلة ايسل عهدت مساعدا صينيا (فينك بوي ) ب ترتيتب المعرض وبجانب لوحات الصين هناك اعمالا اخرى.
والمساعد (فينك بوي) قسم المعرض الى 9 أقسام وذلك حسب الترتيب من حيث التاريخ وموقع العمل لدى الصينيين.
مثلا الفنان الشاب( جيبي نك) مواليد 1981 مع سلسلته (سارع للامام ) وهي صور مطبوعة شمسية ترى فيها ظهور لناس عراة، الذين يركضون في الشارع واما في ممرات المباني، وطبعت عليها طيارات حمراء.
سارع للامام... يظل السؤال اين الاتجاه والى اين...

وفي معرض (الصين الان)تم طبع (كتلوك ـ دليل) باللغتين الالمانية والانكليزية لزوار المعرض ويضم لوحات ونصوص ل ( كارل هاينز ايسل و فينيك بوي ) وكذلك يضم بيوغرافيا 42 فنانا صينيا ونصوصا قصيرة متعلقة بهم... افتتح المعرض في 14\9 \2006 وسيستمر لغاية 28 \ كانون الثاني \ 2007

معرض الصين الان فرصة للتعرف على الفن الصيني بعيدا عن الصناعات الصينية والتي اكتسحت اوربا واليوم جاء دور الفن الصين ليكستح غاليريات ومعارض اوربا وها قد بدا بكبريات معارض النمسا.

الكاتب : شاعر ومترجم كردي مقيم في النمسا
[email protected]