من مذكرات طفل الحرب (3)


1

كان العودُ شجرة ً
كانت الشجرة ُ زحاماً
ورفيقاً آتي إليه
كلما غنّى المطرُ
أغنية البرتقال.

أغنيةٌٌ
هي الآنُ
وحشُ المستقبل.

2
للبيوت سقوفٌ
لماذا نصرُ على أن تكون
للبيوت سقوف ؟
وللطرقات جسرٌ
لماذا نعشق تضاعف صفير الحرّا س
ونقفز من النوافذ للمشاكسة؟
الحروبُ تكره الشوائبَ
علينا ان نسكن الخلاء
بلا دهشةٍ
أورغبةٍ بهيأة باب.

3
ضيّقٌ ولئيمٌ
هذا الذي يُدعى الفضاء
الذي يلتهم قطع ا لحلوى
لم يدرِ بأني ضممتُ يدي
حتى أدميتُ قبضتها
وأنا أ تخيل
أن الخشب المغروس في راحتها
قطعة حلوى
سأغمض عيني لأتخيل
أن الجرذ المتهور
أخي الصغير.

يالفضاعة ا لفضاء
الفضاءات ا لسود لم تترك
للزنابق رغبة أن يطاردها أخ
كي تتفتّح.


4
الفضل للبساتين
المطرقة الرؤوس
وللأشجار التي نسيت الكلام
بعيداً بعيداً
الفواخت الراحلة
لنوارس أكلتها الكواسج
بعيداً بعيداً
بعيدا ًبراءتي
كطفل بلا أذرع ٍ
رحلت
تلوّح لي بالصمت.

5
فرصةُ ضئيلةٌ
أن أرى بخزانة أبي
بعض كلمات.
وأنا أعد اللحظات بإلحاح
وأتساءل :
لربما لها شكل نجيمات
ثلاثة كتب مندسة بين ملابسه
فرصة ضئيلة
أن أحصل على شىء من أبي
بين ورق له شكل تراب.
أخذت اتراجع
وأتساءل بتراجع ٍ
أتراه ينتظر مني أن أكتشف
الموت الذي دخل بيتنا دون استئذان؟


6
أصيلٌ
أصيلُ
أصيل
الذباب الذي خرج كسرب ٍ
من جذع عجوز.