.......
ماذا تفعل بي يا سيدي؟
لو رأيتني وأنا أبحث عني في عينيك
كنتُ أبحث في تفاصيل صوتك عن شيئ مني..
وأكرر اسمي على شفتيّ كي لا أنساه في رحلةِ الغرق فيك.
كلُّ مرة أخشى الاقتراب منك أكثر.
كي لا أحبك أكثر وأكثر وأكثر.
وكلُّ مرّة أُخفق في الهروب
بل أجدني اليك .أهرب.

يراكَ كلّ جزء بي يتنفّس
قدماي الحافيتان ركضتا إليك
و ذراعاي حضنتاك
وهمست في كأسكَ الغائب :

خلقتُكَ في قلبي نبضاً تمشي فيه وحدك
وأمشي معك وحدي دون أن تعلم
وتبادَلَنا الصمت

مسافاتي مرهونة بقصاصةِ ورقة
أخطو اليها كل موعدِ حنين , ومع نموّ جنين البكاء ,
ألّاأجد منكَ ..كلمة.
فأغادر بخيبة تطفو على وجهي , وحزن يغرق فيهِ زورق.

تورّم الشوّق ,
وصرخةُ البعثِ في قمقمِ الصدّفة:
متى يشاء الرّب
ويحبلُ المارد بالصيحة ؟

طريقٌ باتجاهٍ واحد, بضفّة واحدة,
ونهرٌ بذراعٍ مشلول, والنصفُ الآخر مفطومٌ على الغياب , يتوسّله عُشبَ التوّحد
ويعودُ بي الكأس للصَّحوة
لتغادرني دون تحيّة,
وأحييكَ بابتسامة وقُبلة شقيّة
أودّعُكَ على موعد لا زمن له ولا عنوان
ولكني في حضرة الّلقاء
أُصلّيكَ.

http://www.dm4lbm.com/forum/index.php
[email protected]