قلت: أستطيع أن أكتب قصيدة في دقيقة، لأنني أعرف أن هذا يشبه دخول أرنب في أنفك، أو طيران عصفور من بين أسنانك. ربما يكون الأمر أقرب إلى دخول كرسي إلى حانة غير موجودة.
انكببت طوال ألف وخمسمئة يوم على كتابة ديوان بالأمس، ثم قمت بعمليات جمع وضرب، وشربت زجاجات كبيرة محشوة بالشاي، والسهر، وأصبت بنوبات دوار وعصبية، وأزعجت امرأتي بكوابيس كنت أدلقها على شعرها الناعم، الفاحم، أثناء نومها العميق في زاوية السرير، حيث أعتقد أن الزمن ينتهي، وتبدأ الفانتازيا بالكذب بين نهديها النائمين.
لم أعد أضحك من فمي، منذ عرفت أنني أستطيع كتابة قصيدة واحدة كل ألف عام، ونصف قصيدة كل عشرة آلاف عام، وديوان كل أمس، وحرف كل عمر!
أتخيل نفسي الآن ستون ثانية، تكتبن قصيدة، وتمحون نفسها.

قالت: يالكَ من واقعي... ضحل!