في ذِكْرى محمّد الماغوط

كمْ زفْرةً
أثَرتْ عنْ رُسوم الأيّام
في الأشْباحِ ـ كمْ مرّة !
أنْظُرُ إلَيّ
بِعُيونٍ مُغْروْرَقةٍ بِالْوُعودْ
مِنْ عَلى جَبَلٍ طافٍ عَلى الآثار
اَنْظُر حَوْلي
لا أجِدُ إلّا شَجَر الْمُحيط
يُواصِلُ الْمَجاز
حجَراً عنْ حجَر.
مرّ ليْلاً هذا النّهَار،
ونَهاراً قاسَمَ اللّيْل أَمَل الْمَشّائين
وحْدَهُ الْفَجْرُ
يُبْقي لِنَفْسِه
علَى الأُنْشُودة نفْسِها
حيْثُ تغْتَرِبُ الْعَصافيرُ في ألْحَانِها الْجَليلة
وقدْ باعَدَتْ بيْنَها وبيْنَ الْحَياة
حَشَراتُ الطّوفان
كََما الْبَرْزخ تَحْجُبه الْحُدُود والأحْراش
لكِنَّهُ يَشفُّ كَجُرْحٍ
عنْ أيادٍ تَتأثّرُ لِمُصابِ الأَرْض الْحُبْلى بِالْآمالِ الْخَطيرة
في خُمولِ الأشْباح على الأجْسادِ الْمُترهِّلة
في مَحْل الأقْدام الْعابِرة
في عَطَب الأوْقاتِ عَلى طَرف السّنابِل
في سُخْف أقْوال فاوسْت مِنْ مُتخيَّل الْبَراري
في تَداعي السّاعات عَلى جَبين الشّجَرة
في انْشِطارالْمَادّة إلى كِلابٍ مِنْ قشّ
يَرْعاها حمُّورابي الْوَضيع
في شُرودِ الْمَلائِكة تنْزفُ منْ حَديد
في غُرْبة الشِّعْر هوامِش عَلى لَامِ الشّنْفَرى
يشْرُد وَحيداً
ليْل نَهارْ
ويَقُول :
هَذِه الأرْضُ حُبْلى ،حقّاً، بالآمَالِ الْخَطِيره!

(شاعر من المغرب)