مهرجان ذو طموحات كبيرة رغم معاناته من الإفلاس

عمان/ إيلاف:تواصل أيام عمّان المسرحية (الملتقى الدولي للفرق المستقلة)، في دورتها الثانية عشرة التي بدأت في السابع والعشرين من مارس (آذار) الجاري، وتستمر حتى الخامس من أبريل (نيسان) المقبل، فعالياتها في المركز الثقافي الملكي، ومركز الحسين الثقافي بالعاصمة الأردنية عمان. وكان برنامج الافتتاح يشتمل على فعاليتين هما: احتفالية مشهدية بعنوان (ترانيم عمان في عرس الدم) لفرقة الفوانيس المسرحية، وهي الفرقة المنظمة للمهرجان بالاشتراك مع فرقة الورشة المسرحية المصرية. وتدور حول موضوع الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة عمان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وراح ضحيتها العشرات بين قتلى وجرحى، في اختيار جديد ليكون هذا الحدث السياسي واجهةً لمقاربة مسرحية في موازاة الخطاب الاعلامي الذي تصدى له. ولكن مدير المهرجان نادر عمران أعلن قبل أسبوع من بدء المهرجان عن إلغاء هذه الفعالية لعدم توفر المال اللازم لإنتاجها! أما الفعالية الثانية فهي العرض المسرحي السوري (حمام بغدادي)، تأليف وسينوغرافيا وإخراج المخرج العراقي جواد الأسدي، وتمثيل فايز قزق، ونضال سيجري. ويقوم على استحضار ذاكرة الموت، الذي يشهده العراق من دون توقف، عبر حكاية أخوين عراقيين (مجيد وحميد)، يمثلان أنموذجين للشعب العراقي في اختلاف وجهات نظر أبنائه للاحتلال الأمريكي، وأسلوب التعامل معه، وهما ضحيتان رغم اختلاف الجاني: الأول ضحية حاكم مستبد، والثاني ضحية محتل، يختلفان في كل شيء، وحين يلتقيان، يلتقيان على موت، ليكون هو والحزن المعادل الموضوعي الوحيد الذي يجمع في ظلاله العراق كله. ويسلط (حمام بغدادي) الضوء على الشخصيات العراقية المعدمة، وتحديداً شريحة سائقي السيارات، الذين يعملون على الحدود بين عمان وبغداد، ويهدف إلى تشريح هذه الشريحة وتحليلها، ورصد تحولاتها وتغيراتها في ظرف جحيمي يعيشه العراق، من خلال تاريخ حافل بالألم.
تشارك في المهرجان، الذي يتميز عن المهرجانات المسرحية الأخرى بعدم تقديم جوائز، فرق من سبع دول، إضافةً إلى الأردن، لتقديم أحد عشر عرضاً هي: العرض الألماني الفرنسي المشترك (كاليفورنيا)، العراقي (نساء في الحرب) للمخرج كاظم النصار، من تونس (هيدروجين) للفرقة المتوسطية، واخراج معز الاقديري، و(بخارة) انتاج المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية في الكاف، ومن سوريا عرض (حلم ليلة العيد) نص وإخراج طالب عزيزي، ومن فلسطين عرض (قصص تحت الاحتلال) لفرقة مسرح القصبة، واخراج نزار الزعبي، وعرض فلسطيني سويدي مشترك بعنوان (حنين البحر) اخراج رائدة غزالة. أما العروض الأردنية فهي: عرض (No Good) مسرح الفوانيس وإخراج أحمد المغربي، و(الخروج الى الداخل) تأليف واخراج محمد الابراهيمي.
ويحتضن المهرجان عروض أفلام مختارة من مهرجان الفيلم اللبناني وهي: (كراسي للمشاركة) للمخرح خالد رمضان، (نقطة شاتيلا) للمخرج ماهر أبي سمرة، (هز يا وز) للمخرج وسام شرف، (فقط مع الحرب) للمخرج دانييل عربيد، (مشوار) إخراج مارك كاسا ليوتير وزياد عنتر، (بعد الحلاقة) للمخرجة هانية تامبا،( في هذا البيت) للمخرج أكرم زعتر،(الزواج والاطفال في لبنان) إنتاج مهرجان الفيلم اللبناني، ( بيت أبي) للمخرجة ليلى كنعان، (الكرسي) سنثيا شقير، (المقياس الرمادي) للمخرجة أمينة دورا، (السقطة الكبرى) للمخرج أنطوان واكد، (فيلم لبناني طويل) إخراج غسان قطيط، ووسام سمرايا، (صديقي عماد والتاكسي) إخراج حسن زبيب، واولغا نكاس. ومن الأردن تشارك أفلام : ( خوف ) و (محطة باص) للمخرج نائل ابو عياش، (جود) إخراج ألما خصاونة، وحنان خليل، (أبو محجوب) لرسام الكاريكاتير عماد حجاج، ومن إنتاج أبو محجوب للانتاج الإبداعي، (مستهلك 1) و(مستهلك2) للمخرجة سهاد الخطيب، ( صفي صفي) للمخرج أمين مطالقة، (غصيب) للمخرج زيد غصيب، و(الحياة مؤقتا) للمخرج محمد الحكشي.
ويتضمن برنامج المهرجان في دورته الحالية، إلى جانب العروض المسرحية والسينمائية، احتفاليات متنوعة في الموسيقى، والفنون التشكيلية، وندوة متخصصة حول التمويل الثقافي، وورشة عمل لصناعة الأفلام بأسلوب كاميرا الفيديو (الديجتال)، تشارك فيها نخبة من المتخصصين والمبدعين الأردنيين والعرب والأجانب مثل: المخرج المصري خيري بشارة، وزميله المخرج يسري نصر الله، والمخرج الفلسطيني هاني أبو اسعد، والسوريين جمال سليمان، وبسام كوسا، وآخرين.
ويعاني المهرجان، الذي تدعمه سنوياً أمانة عمان الكبرى، من صعوبات وديون مالية متراكمة، كونه نشاطاً تقوم به فرقة خاصة غير مدعومة من الدولة، وقد يؤدي إفلاسه إلى توقفه في السنوات القادمة إذا لم تبادر مؤسسات تعنى بالثقافة إلى دعمه.