الإنفجار المعرفي للإرهاب ظهر بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م حيث الفت المسرحيات تلو المسرحيات عن ذلك وخرجت الى حيز الوجود كتب ومقالات من الصعوبه بمكان حصرها بل اجزم بأن حتى العقول الإلكترونيه لم تستطع إستيعابها وتسونامي المعرفه اغرق ملايين العقول عن الإرهاب وطرقه واساليبه ووصل ضرره إلى كل إنسان على هذه المعموره فمن منا لم يكتوي بالإرهاب!!! اطفال في بطون امهاتهم واطفال في الحاضنات واطفال في المدارس ونساء وشيوخ ليس لهم دخل من قريب او بعيد تعرضوا لنيران الارهاب. في الإردن لم يسلم حتى ايام الفرح والزواج منه فقد اشعلوا النار في فنادق العاصمة عمان في التاسع من نوفمبر2005م وشاءت ارادة الله ان تنكشف الغيمه ليعرف العالم حقيقه الإرهاب. الزوج يموت والزوجه تبقى لتعلن للعالم الموقف الصعب وكيف جندت لتدمر ومدى استعدادها لهذا العمل المشين. لم تقضى نحبها مع رفيق عمرها وفي هذه معجزه الهية خياليه للمفكرين والعلماء ودارسي الإرهاب لمعرفه خفاياه التي لازالت سر من أسرار الوجود البشري. فلازال السؤال السرابي قائم يحسبه الإنسان ارضا يرسي بسفنه في شواطئها. قتله بالامس لا لشىء إلا لانه قرب قربانا فتقبل منه ولم يتقبل من الآخر. قتله لأنه اختلف معه. قتله لامور سياسيه، قتله لامور دينيه، قتله لامور عصبيه ممقوته، وقتله وقتله ثم ماادراك ماقتله. قتله على حق وقتله على باطل وهذا هو تاريخ الإنسان على مر العصور وفي اي مكان وزمان. نريد ان نفسر ونعلل لماذا يحدث الذي حدث؟! أم تقتل أبنائها وابناء يقتلون امهاتهم وأب يقتل زوجته وزوجه تقتل زوجها وطفل يقتل طفل وخلاف يسبب اختلاف. وضغط يولد الإنفجار ولماذا ينفجر؟!! التفسيرات متعدده سواء التفسير المادي للإرهاب او التفسير السيكولوجي (النفسي) او الجدلي او التفسير السيسيلوجي ( الإجتماعي)اوالايدلوجي أو الطبيعي أو التفسير الزمنى او ما يطلق عليه التاريخي والذي يوحي بان الوقت كفيل بتوليد الإنفجار او الإرهاب. توقيت الحدث ووقت الحدوث. راقب احد خبراء الإرهاب علبه مليئه بالماء في احدى الصحاري واخذ يراقبها ويحسب متى تنفجر هذه العلبه؟!، وبعد مرور خمسه ايام وفي وقت القيلوله انفجرت عبوة الماء واخذ يحلل الامر من منظور تاريخي فوجد أن العلبه عمرها الزمني من وقت الانتاج الى وقت الانفجار بلغ سنتين واربعه اشهر وعشر ا، واستنتج ان هناك علاقه بين الزمن (التاريخ) والانفجار ولكن هناك عوامل كثيره تتدخل خارجيه و داخليه تساعد على هذه العمليه المعقده فيها الحرارة و الرطوبة والمكونات الداخليه لحفظ الماء في العلبه . هذا الانفجار يشابه الى حد كبير العمليات الانتحاريه التي يقوم بها ارهابي هذا العصر فهناك توقيت وهناك اسباب خارجيه واخرى داخليه من حيث غسيل الادمغه وادلجتها لتسير في طريق الإرهاب والإقناع بمستقبل زاهر ينتظر من يقوم بهذه العمليه او تلك.
نعود إلى ماحدث في الاردن في ذلك اليوم العصيب (مع اعتراض اهل القارة السوداء على تسميته باليوم الاسود) وما روت المرأه التى لم يقدر الله ان الحزام الناسف ينسفها مع زوجها نسفا، وبعيدا عن ما اثير حول الامر من شكوك كعاده اي حدث من انه من صنع الضد وتفسيرات نظريات المؤامره التي تحيط المواضيع مهما كانت بسيطه او معقده بسياج السذاجه وانه من فعل فاعل. وان هذا الفاعل معروف مقاصده . أقول بعيدا عن ذلك فإن مشاركة هذه المراه للفعل المشين يعطي الدليل الناصع عن ان القضيه التاريخيه و التفسير التاريخي للإرهاب هو المسيطر وان كانت التفسيرات الأخرى لها وجاهتها هي الاخرى. التاريخ يفسر الارهاب بمحكاته المختلفه ولابد من التنقيب والبحث في بؤر الإرهاب وتتبع جيناته للقضاء عليه. وهذا الامر ليس سهلا فمنعطفاته كثيره وطحالبه راكده ولابد من اعاده قراءه الارهاب من جديد فقد اقض المضاجع وتسرب داخل الجسم ولعب في كرياته من زمن بعيد ويحتاج الى ردح من الزمن من اجل القضاء عليه والتاريخ حكى ويحكي قصته مع الارهاب ويفسره في تتابع احداثه قبل وبعد الحادي عشر من سبتمبر الاليمة فهل نستوعب الارهاب من منظوره التاريخي بعيدا عن الامور الدينية التي اسيء تفسير الارهاب على اساسها؟؟!!، فالدين وان استخدم فهو مطية لأغراض في نفس مؤسسي الارهاب لأن الدين هو من اكثر المطايا قبولا عند المؤدلجين علما ان الدين من الماقتين لقتل النفس البشرية انتحارا اواعتداءا غير محبب عند صاحب الدين الذي قال وهو احسن من قال"ولاتعتدوا ان الله لايحب المعتدين"

كاتب واكاديمي سعودي
[email protected]