في عصر العولمة أو ما قد يطلق عليه العصر المادي الحديث ازدادت مؤشرات الأسهم الاقتصادية بشكل لم يسبق له مثيل خاصة لدى الدول الداخلة حديثاً في عالم الاقتصاد الحر وقد تسابق الناس فرادى وجماعات إلى صالات الأسهم المحلية والعالمية وقد خسر من خسر وربح من ربح في هذا الأثناء أصبح كثير من الناس لا يتورع إطلاقاً في قرع بيوت الآخرين طالباً قرضاً معيناً وإياك إياك أن ترسب في إمتحان ذلك الطارق خاصة إذا كان قريب أو صديق فإن ما سوف تواجهه هو إعلان الجفاء وبصراحة سواء بالطرق التقليدية أو بالطرق الحديثة للاتصال والتي لا تكلف كثيراً إما مجاناً أو بخمسة وعشرون هللة ليقول لك "بنت على حقيقتك فقد رفضت إعطائي سلفاً ذلك المبلغ المعين وأعتبر العلاقة بيني وبينك على حافة الهاوية وليس المقصود هو المادة ولكن الاختبار الذي لم تنجح فيه". هذا الاختبار لاشك أختبار فاشل جملة وتفصيلاً وليس له معايير صدق أو ثبات أو حتى محكات معينة وإنما ساقته الاستغلال للعلاقات البشرية سواء علاقات الرحم أو علاقات الصداقة.
وقد بينت في مقال سابق تحت عنوان "عندما ينقلب الصديق" المأساة الحقيقية لانقلاب الصديق ولكن الأسوء من ذلك عندما ينقلب القريب فالأمر يتحول إلى "أدهى وأمر".
بالطبع ليس كل الأقرباء أو الأصدقاء أو ما شاكلهما بهذه السوداوية فقد نجد البعض يحافظ على عهود الترابط ويتجنب الدخول أو إدخال العنصر المادي في العلاقة بل حتى لو عرضت عليه بطريقة غير مباشرة مسألة فيها مادة فتجده متحفظاً على القدوم عليها لما يؤمن به أن المادة إذا دخلت في العلاقات البشرية أو الترابط البشري فإنها تفسدها ولهذا فالعلاقات البشرية مثل الأسهم الاقتصادية بعضها راكد ومتزن والبعض الآخر مهزوز ومعرض للانهيار مع افتتاح سوق البورصة الصباحي.
أن الحل الأمثل للحفاظ على ممتلكات الترابط البشري سواء الترابط الأسري أو الترابط الصداقي هو الابتعاد عن إدخال العنصر المادي في العلاقة سواء حقيقة أم خيال فإن كنت تريد علاقة أبدية لقريب أو صديق فإن الطريق الواضح هو تجنب تلك المزالق ويمكنك عرض المشكلة على ذلك القريب أو الصديق ولكن تجنب كل ما يسيء إلى العلاقة الحميمة التي تربطك بهذا الشخص أو ذاك او أن تتجه إلى المؤسسات القارضة للأشخاص لتأخذ منها حاجتك أما أن تتجه إلى صديق أو قريب لتأخذ مبالغ مالية وإذا رفض فسوف تعلن الحرب عليه فهذا دليل على خلط ولعب في أوراق الترابط البشري قد يؤدي على قطيعة الرحم أو الإنزلاق في بحر الهجران المذموم شرائعياً أو اجتماعياً وقد تفلس أسهمياً لأن بعض الأسهم وأقول البعض مثل لعب القمار قد تربح وقد تخسر وربحك وخسارتك هو خسارة واضحة لأنك مقامر.
كاتب أكاديمي
التعليقات