راقني كثيرا التراشق خفيف الظل الذي شاهدناه بين شركتي الجوال وموبايلي في الأيام الماضية - وهما شركتا الهاتف الخليوي أو النقال أو السيليولير في المملكة -، فكل شركة تحجز صفحات الصحف ولوحات الشوارع للاعلان عن خدماتها، وكل ذلك لاختطافنا، العام الماضي شكرت (موبايلي )عملاءها المليون، لم تمرأيام قليلة حتى أنزلت شركة الجوال اعلانا يشكر عملاءها الذين بلغوا احد عشر مليونا (ومافيش حد أحسن من حد )، وقبل فترة أعلنت موبايلي عن امكانية نقل رقمك كما هومن الجوال الى موبايلي، لتبادر الاتصالات بدفع الملايين على اعلانات تشكك فيها بتغطية موبايلي، التي بادرت بدورها بدفع ملايين أخرى لاعلان ظريف آخر لا يحوي الا على جملة واحدة (اللهم اني صائم ) بمعنى أنها لن ترد، شعور جميل أن تجد هذه الشركات تتنافس على كسبك وتقديم الخدمات لك، وتتسابق لارضائك .
بالمقابل لو أن خطوطنا السعودية العزيزة تم تخصيصها ووجدت لها منافس واحد في الساحة ألن تكف عن (الدلع) علينا؟، وسيكف أن يكون الحجز عبر خط وحيد تجده مشغولا طوال الوقت، ولو أن لها منافس آخر ألن تحاول أن تلتزم بمواعيد الاقلاع أو على الأقل أن يكون معدل التأخر بالدقائق وليس بالساعات؟أو على الأقل ستعبرنا وتعتذر منا أو على الأقل ستخبرنا عن أسباب التأخير؟-في الصيف كنت مسافرة على واحدة من الخطوط الأوروبية وتأخر الاقلاع عشرون دقيقة وهذا التأخير لم نعد نعترف به في الخطوط السعودية والتأخر الى نصف ساعة يدخل في خانة أننا (الحمد لله أقلعنا في وقتنا) في تلك الطائرة كدت أنفجر من الضحك وأنا أسمع الكابتن يكاد يقتل نفسه من الاعتذار عن التأخر الذي كان بسبب نقص المياه مما سيترتب عليه (كارثة أخرى وهي أننا لن نشرب قهوة أو شاي خلال الرحلة -ياللهول -وأعادوا الاعتذار عدة مرات حتى وصلنا -
فلو كان وضع طائراتنا كوضع جوالاتنا ألن تهتم الخطوط بصيانة مقاعدها وشاشاتها وخدماتها بدل من أن تكون كما هي اليوم وحيدة وبلا شركاء وضامنة أنه لن نجد غيرها؟
فمتى سنرى اليوم الذي تتعب فيه الخطوط السعودية نفسها لارضاء زبائنها كما هو الحال مع شركات ا لاتصال ؟
- آخر تحديث :
التعليقات