quot;بلاكquot;، quot;فودكاquot;، quot;جينquot;.. الخ الخ الخ
اسماء خمر هي الاكثر تداولا اليوم بين كثير من المسلمين من الخليج العربي الى البحر الاحمر، سيما وأن الشهر الفضيل على ابواب الرحيل.
شباب و شيوخ: من المعتدلين الى الاقل اعتدالا. من المتطرفين الى الاكثر او الاقل تطرفا. لن تجد سوى قلة تجهل الثمن فقط.
ينظرون الى ساعاتهم، وتقويم أيامهم، وينشدون مع الشاعر:
رمضان قد ولى فهاتها يا ساقي
مشتاقة تسعى الى مشتاق
وكم رأيت في ارض الله من مشتاقين..
حسنا، ربما كانت الملاحظة عامة في كل العالم الاسلامي، لا في منطقة جغرافية محددة.
لكني رأيت في هذه المنطقة تحديدا، واعني من الخليج الى البحر الاحمر، رجال لا يلههم عن ذكر الله شيء، ولا عن الخمرة شيء.
لعلي لا ابالغ ان قلت ان اكثر ما يملك الشيطان من قوة في عقول ابناء المنطقة ليس النساء كما كنت اعتقد، بل هي الخمر.
أهي ضغوط الحياة؟
ربما.
أو لعله الملل؟
ايضا ربما..
قد يكون هناك الف سبب والف ربما، لكني لست اتحدث سوى عن القناع الذي نلبسه امام الله تعالى.
ولمن شاء ان يتأكد بنفسه فليستمع لما يدور في بعض المجالس وقد اقتربنا من نهاية الشهر الكريم.
بل ليس هناك من داع للسماع، يكفي السؤال عن ثمن الزجاجة الواحدة. سيجدها، بعد ان تعاظم الطلب عليها، قد تجاوزت ثلاثة اضعاف ما هي عليه في الأيام الاخرى. (تخطت حاجز الـ 300 دولار للبلاك).
انه المجتمع عندما ينقسم على ذاته: مؤمن في الصباح، ثمل في الليل.
من حق الانسان ان يفعل ما يشاء في السر، فحسابه على الله وحده. لكن ليس أن يثمل في الليل الأسود ثم يصبح ملاكا في النهار.
اعلم ان ليس هناك من يملك الجرأة ليعترف بما يدخل في جوفه، ولست أطلب منه اعترافا، لكني لا اريده ان يلبس ثوب العفاف ومذاق النبيذ ما يزال في فمه.
نحن نعتقد اننا بصيامنا وزكاتنا نخلص انفسنا من خطايا العالم، لكني اقول ان الخطايا الحقيقية ليست في شرب الخمر، بل في الكذب والنفاق.. في القناع الذي نخدع به الآخرين.
quot;البلاكquot; كشف لي اننا نقول ما لا نفعل، ونفعل ما لا نقول.
quot;البلاكquot; كشف لي ان مجتمعنا مشروخ، وان الانسان الواحد فينا.. مشطور الى اثنين.