الفظائع الشنيعة التي إرتكبتها جماعات الإرهاب السلف / بعثية المجرمة بحق الأبرياء من أهل وشباب (قضاء بلد) تعتبر واحدة من أبشع صور الحرب الأهلية العراقية الراهنة توحشا وفظاظة وإرهابا أسود ذا شكل طائفي فض ومجرم موجه ضد الأبرياء والعزل من الفقراء والكادحين والمظلومين في العراق؟ فمقتل عشرات من العمال العراقيين الأبرياء لا لسبب أو ذنب سوى انتمائهم الطائفي هو حالة مرفوضة ومجرمة من حالات الشد والشحن والجذب الطائفي التي تعصف بالعراق وتحيله لهشيم وبقايا وطن، بل أن ما حدث من جريمة نكراء هو أمر لا يمكن لكل الأحرار السكوت عنه أو تجاوزه لأنه مؤشر فظيع على مقدار ودرجة الوحشية التي باتت متغلغلة في أوساط التيارات التكفيرية والبعثية المجرمة التي تذبح العراق بسواطيرها ورواياتها الإرهابية وعقلياتها المتخلفة وأحقادها المعبئة بكل صور التخلف والكراهية، فهذه الجماعات المصابة بداء الكلب الطائفي قد داست على كل القيم دينية كانت أم إنسانية، وهي في المعيار العام لا يمكن تصنيقها كتيارات فكرية بل كجماعات وقطعان إرهابية مجرمة إنفلتت من كل الضوابط البشرية والإنسانية.
ومهما بالغ وراوغ وناور أهل المكر ومحامو الشيطان فإنه لا يمكن الدفاع بأي شكل من الأشكال حول جريمة (قضاء بلد) الذي يتعرض لهجمة عنصرية طائفية شوفينية من عصابات البعث البائد والسلفية المجرمة المتوحشة التي تقطع رؤوس الناس بوحشية غريبة على الهوية، وتعمل جاهدة لمحاولة فرض خيارها الإرهابي المتمثل في فرض (إمارة العراق الإسلامية)!! على النهج الطالباني المتخلف، وتستأسد على فقراء العراق ومحروميه و تعمق من الجروح والآلام وتعزف على أوتار الطائفية المريضة الحاقدة، أهل بلد لم يقترفوا جريمة ولم يمارسوا سياسة القتل على الهوية ولا علاقة لهم بكل مصائب الميليشيات والعصابات الطائفية بل أنهم أسوة بأهلهم من شيعة وسنة العراق ناس مسالمين يعملون من أجل كد يومهم وقد مارس النظام البائد جرائم شنيعة على شبابهم وغيب الكثير منهم كما عاشوا متحابين متآزرين مع المحيط المجاور ولم يتصور أحد مجرد تصور أن الخلافات الفقهية والمذهبية يمكن لها ذات يوم أن تفجر كل صور الروابط والعلاقات العائلية والعشائرية والأسرية بين عشائر وعوائل المنطقة المتحابة عبر العصور، مجزرة بلد جريمة طائفية شنيعة من نمط خاص لأنها الإعلان الواضح والصريح عن نوايا الجماعات الطائفية والسلفية المريضة ولأنها أصدق تعبير عن طبيعة الحرب الأهلية المشتعلة ميدانيا وعن طبيعة القوى التي تغذيها، كما أنها وهذا هو الأهم إعلان صريح بوفاة حكومة العجز والفشل المالكية التي فشلت فشلا ذريعا في حماية شعبها كما فشلت في كل خططها الأمنية ومبادراتها السياسية، كما أن المجزرة الشنيعة تعبير كامل وواضح عن فشل القوى والأحزاب والجماعات السياسية العاجزة المجتمعة تحت قبة البرلمان الأشد عجزا من إيقاف شلالات الدم العراقي النازفة والمنهمرة، إن الفشل قد بات من سمات الحالة العراقية وهو ذو طبيعة تراكمية فإذا كانت العصابات الطائفية المدعومة من إيران في الجنوب تمارس هواية قتل سنة العراق!! بسادية غريبة فإن عصابات السلف المريض والبعثية التوجهات تمارس نفس السياسة المريضة والمجرمة ضد شيعة الوسط والشمال والهدف معروف هو ترتيب البيت الطائفي لجولة التقسيم القادمة، أما حكومة المالكي فهي منشغلة على ما يبدو في حل (فوازير رمضان)!! فيما شعب العراق يذبح بالجملة والمفرق، وقد أضحت الحاجة ملحة للغاية لحركة أو موقف سياسي وعسكري يوقف عجلة الإنهيار والإنفجار الطائفي الشامل، والحل بطبيعة الحال لن يكون بيد السياسيين التعبانين والأحزاب المريضة الفاشلة؟ بل أنه حل تاريخي شامل يكنس كل اللصوص والمجرمين ويدافع عن حرمة الدم العراقي المستباح وينصف المظلومين من الشيعة والسنة على حد سواء، الرحمة لشهداء إخوتنا أهل (بلد) الجريحة، والرحمة لكل شهداء الحرية من كل الأديان والطوائف والمذاهب، واللعنة على القتلة من البعثيين والتكفيريين وتجار الطائفية وعمائم الدس والتخلف والخيانة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
التعليقات