شيئا فشيئا بدأت تفتضح الأدوار الخفية للسياسة الإيرانية المنافقة في العراق والتي حاول بعض المسؤولين العراقيين الحاليين التخفيف من وطأتها ومن حقائق مصائبها رغم أن هؤلاء المسؤولين يتحملون أعباء مناصب أمنية خطيرة تحتم عليهم قول الحقيقة من أجل الدفاع عن مناصبهم على أقل تقدير؟ إلا أنهم أمام الإختبار الحقيقي والواقعي الميداني قد فشلوا في ذلك الإختبار الوطني الحاسم، وبعيدا عن سياسة فتح الملفات ونبش الذكريات وتحصيل النتائج وتوجيه الإتهامات الحقيقية منها أو الخيالية، فإن التداعيات الميدانية الجارية في العراق قد بدأت تضع خيوط النهاية للفوضى الإيرانية في العراق والتي كانت معروفة للجميع من خلال التدخلات المعروفة في ادق المفاصل والمحاور الأمنية وليس سرا أن المخابرات الإيرانية هي المهيمنة بشكل شبه كامل على جميع أحزاب وقوى الإئتلاف الشيعي بمختلف توجهاتهم وذلك ليس إتهام بل أنه من طبائع الأمور، فبحكم فترة الحضانة التاريخية الطويلة لجماعات المعارضة العراقية السابقة في المنافي الإيرانية أوالسورية كانت لتدخلات وتداخلات المخابرات الإيرانية وزميلتها السورية الدور الحاسم في تقرير الكثير من الملفات وإستثمار مخزون الماضي في تنفيذ المخططات المستقبلية والتي تتناسب وستراتيجيات النظام الإيراني وهو يعيش مأزقه السياسي وتخبطه الكياني، وقد كانت تصريحات وزير الداخلية العراقي السيد جواد البولاني والمنتمي لجماعة المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق والذي هوفي البداية والنهاية فصيل عراقي إيراني الهوى والنشأة والتكوين حاسمة في تحديد مسؤولية المخابرات الإيرانية عن عمليات الخطف والقتل والتعذيب التي تمارس بكثافة وخصوصا عمليات الخطف الشاملة التي شملت مؤسسات ووزارات واسواق وإتسمت بالسمة الطائفية المريضة، فقد أعلن الوزير بشكل لا يقبل الجدل أوالتأويل بأن هنالك عناصر تتكلم الفارسية كانت ضمن لجان التحقيق التي حققت مع المخطوفين إستنادا لشهادات الناجين من تلكم العمليات؟ والقضية واضحة وإنتقلت من مجالات الشك لحالات اليقين المطلق، لقد تحدثنا طويلا عن دور العناصر والمخابرات ألإيرانية في مجازر العراق وأتهمنا العديد من الأطراف بالطائفية والتجني ومعاداة الثورة الإسلامية وها هي الحكومة العراقية ذاتها تفضح المخبوء وتكشف المستور وتؤكد كل الشكوك الواقعية، ثم جاءت عملية إقتحام القوات البريطانية لمقر (الجرائم الكبرى) للشرطة العراقية في مدينة البصرة لتؤكد حقيقة إتطلاق فرق الموت التي روعت المدينة الجنوبية الهادئة من ذلك المقر خصوصا وان ضباط ذلك المقر كانوا يخططون لإعدام أسراهم من المواطنين العراقيين؟ ليعيد هذا الحدث ذكريات المعتقلات الصولاغية التي كانت تمارس التعذيب الفظيع أيام حكومة الجعفري سيئة الصيت والسمعة والتي فاحت روائحها ثم كتمت الأحداث المفجعة التي حدثت في العراق فيما بعد كل النتائج التي كان يمكن أن تحدث؟ وكالعادة لم يحدث شيء بل مرت تلك الجريمة بصمت فاسحة الطريق لجرائم أخرى توالت فصولها مع حروب الشحن والتسخين الطائفية وجرائم التطهير الطائفية التي مارستها العصابات السلفية المتوحشة التكفيرية المتحالفة مع البعثيين وبقاياهم وعصابات التيار الصدري الفوضوية والمخترقة من أكثر من طرف والتي ترتكب الجرائم بدم بارد مشكلة إحدى أهم محاور الحرب الأهلية القائمة فعليا رغم إختلاف المسميات والتوصيفات، ويبدوواضحا اليوم أن ملف جيش المهدي بكل توصيفاته الخرافية وأفعاله الإجرامية في طريقه إلى الحسم العسكري رغم أن مقتدى الصدر بفقدانه لجيشه العقائدي ولسلاحه الضارب قد يفقده آخر محاور هيمنته المريضة على بعض الأطراف الشعبية في العراق لذلك فهو يشترط حل (فيلق بدر) التابع للمجلس الأعلى والذي هورسميا غير موجود لتحوله لتنظيم سياسي؟ ولكنه واقعيا موجود ويمارس عملياته الخاصة وفقا لأجندته الخاصة أيضا؟ وموضوع الحسم العسكري لإنهاء الميليشيات الطائفية هووصفة مهمة ضمن وصفات الستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق... بؤر الشر الإيرانية في العراق في طريقها للإضمحلال الحتمي وسياسة التهور الإيرانية في المنطقة ستفشل حتما في خلط الأوراق...؟

[email protected]