استغرب كثيرا موقف الدول العربية من مسألة اعدام صدام حسين.
استغرب موقف السعودية الذي استنكر ان يعدم الرجل في اول ايام العيد.
استغرب موقف مصر الذي استنكر سرعة الاعدام وتوقيته بالمثل.
استغرب موقف ليبيا..
استغرب موقف اليمن..
استغرب موقف السماء..
أفلم يكن كل هؤلاء يعلمون ان المحاكمة هزلية في الاساس؟
اذا كانت المحاكمة هزلية..
والقاضي مهرج..
والحكومة ايرانية..
فلم الاستغراب من اعدام صدام السريع، وفي أول ايام العيد؟
ان كان من شيء يستحق ان نستغرب له فهو ان الاعدام لم يكن منذ وقت اطول، وبطريقة هزلية اكثر.
رحم الله صدام..
لقد اخطأ.. ولم يكن وحده من أخطأ.
فلو أن القاضي العراقي الذي اصدر الحكم باعدام صدام يعرف القانون، لحكم على نصف اعضاء الحكومة العراقية بالاعدام.
رحم الله صدام..
لقد اخطأ.. ولم يكن وحده من أخطأ.
فقد ساعدناه على الخطأ.. ساعدناه عندما خفنا ان نمنع الولايات المتحدة من ان تمزق العراق.
ساعدناه على ان تصبح العراق ايرانية..
ساعدناه على ان نصبح كلنا تلاميذ نلبس قبعات الذنب امام بوش الذي يلوح بعصاه..
رحم الله الرجل.. فقد اصبح في ذمة الله.
لعله ارتاح الآن من جلاديه..
وجلادوه ليس الحكومة العراقية، ولا بوش وحده، بل كل واحد منا..
صدام اخطأ.. ولا أعلم ان كان العقاب الذي تلقاه عادلا ام لا..
لكني اعلم ان المحاكمة لم تكن كذلك.. ولعل هذا يقودني الى ان النتيجة ليست كذلك بالمثل.
الخطورة ليس في ذبح صدام في نفس توقيت ذبح الخراف، فلن يقدم موعد الاعدام او يؤخر من الامر شيئا. الخطورة هي في أننا يمكن ان نرى ملامح المستقبل في العراق من خلال المحاكمة، والتنفيذ.
ولست اظن الملامح تطمئن بخير من حكومة لا تعرف الى اين تسير، ولا أين يكون سيدها، في طهران، ام واشنطن.
ليرحمنا الله جميعا..
[email protected]