نشر في إيلاف ولازال مقالا غريبا من دبي(العودة إلى المتاحف)قال فيه كاتبه سيف الصانع بأن الكويتيون أصيبوا بخيبة أمل من تعيين الشيخ نواف الأحمد وليا للعهد والشيخ ناصر المحمد رئيسا للوزراء، وأفرد للتحليلات التي لا أعلم من أي استقاها ونسبها إلى محللون ومراقبون بأنهم أصيبوا أيضا بخيبة أمل، وتعمد يضع وصفا غير لائقا لمن هم في مقامهما بأنهم كانوا في المتحف، وهو دليل جهل الكاتب وعدم درايته لما يكتب.
فالشيخان المقصودان كلاهما لم ينقطع عن ممارسة العمل السياسي في كافة جوانبه منذ أكثر من ثلاثين سنة، وهو الأمر الذي ذكره الكاتب في مقاله، وأفرد له في سرد السيرة الذاتية لهما.
بعد انتهائي من قراءة ما كتب عرفت كيف يمكن أن يستسهل الكتاب في الاندماج بخيالهم الواسع، ليعتبرون ما يتهيئون به واقعا وحقيقة، ويريدون أن يفرضونه على الآخرين.
ولا أعلم من أين استقى شخص يكتب من دبي وخلال ساعات محدودة بين صدور المرسوم وبين كتابته للمقال، خاصة وأن الصحف الكويتية جميعها، أفردت ارتياحا شعبيا وبرلمانيا وسياسيا لهذين القرارين من خلال عشرات التصريحات لأعضاء مجلس الأمة وسياسيين وكتاب ومحللين.
الأمر الأكثر غرابة الذي لفت نظري هو اهتمام (إيلاف) بما كتب، ونشره بطريقة وكأنه رأيا يمثلها وليس تعليقا من كاتب صور له خياله تهيئات فاعتبرها واقعا أكيدا.
لست ضد طرح الآراء، وهذا حق مكفول، ولكن الغريب هو التلفيق، ومحاولة قلب الحقائق، فقد صور الكاتب بأن هذا القرار ووجه بالسقط والأسى وخيبة الظن من قبل الكويتيين، وهو عكس الحقيقة تماما، حيث أنه وجد كل ترحيب واستبشار لما يتصف به هذا الشيخان بالتحديد من تواضع وطيب خلق وحسن معشر، وهما معروفين لدى أهل الكويت جميعا بتواصلهم الإنساني وخبرتهم السياسية ولديهم صفات وسمات شخصية كثيرة تؤهلهما لهذين المنصبين وتجعلنا سعداء بهذا الاختيار.
إن منح الشباب فرصة ليست بأن نسلمها البلد، فأين تذهب خبرة الحياة وحكمة السنين، وعصارة التجربة، إنها سنة الحياة، ولابد لمن سيكون حاكما للمستقبل أن يستقى الخبرة والحكمة والاستقرار ممن هم أكثر دراية منه.
إن القيادة والحكم بحاجة إلى حكماء وثقاة وخبراء، أكثر من حاجتها إلى دماء شباب ساخنة .. وفي الكويت والحمد لله الكثير الكثير من الشباب الذين أتيحت لهم الفرصة، ووسع لهم الطريق ليصعدوا إلى الصفوف الأمامية وينهلوا من حكمة السابقين، ويكونوا تجاربهم الخاصة، سواء كانوا من أبناء الأسرة الحاكمة أو من خارجها.
نعم .. استفزني مصطلح ( المتاحف ) وأعتقد أنها سقطة شنيعة للكاتب والجريدة.
ثقوا إننا فرحون جميعا بهذا التوجه .. ولم أسمع صوتا معترضا .. وحتى لو كان هناك من له وجهة نظر فالبتأكيد ليست بسبب الأسماء أو الأشخاص أو الأعمار
- آخر تحديث :













التعليقات