لم أكن أرغب في الدخول في قضايا شخصية بحتة، كما لم أكن أتصور في يوم ما أن أكون مضطرا للوقوف في موقف الدفاع عن النفس ضد إفتراءات و أكاذيب و تجنيات ظالمة تتهمني بممارسات لا أخلاقية بل مغرقة في إجراميتها غريبة عني وعن تاريخي المسالم والموثق عبر رحلة سنوات العمر والكفاح والتشرد والتي لا تتضمن ما أخجل منه أو أحاول تغطيته ولو بورق السوليفان الناعم، نعم ليس في تاريخي ما يدينني أو يشوهني على الإطلاق، وقد حاول الأعداء والمغرضون تصيد أية ممارسات خاطئة قد أكون أإقترفتها أملا في أن تكون وقودا مساعدا لتصعيد الحملات الموجهة ضد شخصي المتواضع، فلما أعيتهم الحيلة و(غلب حمارهم)!! كما يقول المثل المصري المعروف، قاموا بالعملية المعروفة في أجهزة المخابرات العربية تحديدا وهي الفبركة الإعلامية وتشويه السمعة!! وخلق سيناريوهات خيالية من الأكاذيب والأراجيف والترهات عبر صياغتها وفق قوالب تقنية معروفة في عالم الفبركة ممثلة في خلق الأسماء الوهمية وبناء الديكورات الخلفية المزيفة، وإيراد شهادات لشهود لا وجود لهم إلا في عالم الإنترنت الخيالي والإفتراضي؟ ثم بعد إطلاق الكذبة وتعميمها عبر بعض المواقع المشبوهة والمعروفة بدعمها للإرهاب والإرهابيين وعصابات القتل والخطف والذبح والطائفية النتنة والمتخلفة، يتركون تلك الأكاذيب تتخمر وتتفاعل ليصدقها بعض الحاقدين ويضيفوا عليها من البهارات والمواد المعطرة الشيء الكثير، فعالم النفاق العراقي والعربي عالم واسع للغاية لا حدود لنهاياته وأساطيره؟، والطريف أن تلك الدوائر المشبوهة وهي تجتهد في تلفيق التهم الخرافية وفي إختلاق وإستنساخ الشخصيات والأحداث الخيالية لا تحارب نظاما ولا مؤسسة ولا حزبا ولا ميليشيا لها إمكانياتها وقواعدها وتمويلها، بل تحارب شخصا أعزلا ومسالما لا يمتلك من حطام الدنيا إلا سيارة قديمة موديل 1988 سأضطر لرميها نهاية العام في مقبرة السيارات لإنتهاء صلاحيتها الفنية؟... نعم لقد كنت أستحق تلك الحملات من التهديدات بالقتل والتشويه الأخلاقي وغيرها لو أنني كنت أمتلك منصبا أو موقعا يتيح لي إيذاء الآخرين من خلاله، أو يوفر لي مصدرا للنهب والإستغلال والرشوة والإختلاس؟ وكنت أستطيع أن أتفهم ضراوة وشراسة الحملة ضدي لو أنني أمتلك من العلاقات الدولية والمخابراتية مع الأجهزة السرية ما يتيح لي الإطلاع على معلومات غاية في السرية!! ولكن المشكلة إن تلك الأطراف المريضة تجتهد في محاولة إيقاع الأذى بمن لا علاقة له بكل العوالم التي عنها يتحدثون ويخنلقون السيناريوهات، ولعل الجميع يعرف بحكاية التهديدات الغامضة التي تصلني من ذلك الطرف المسعور أو هذا الطرف المتخلف والتي تتهمني بالطائفية التي لا أعترف بها أصلا؟ أو بالعداء لأهل البيت رغم أن تاريخي مشهود وموثق بالدفاع عن مظلومية شيعة أهل البيت منذ أن كان أهل العمائم المتشنجة اليوم أعضاء في (الجيش الشعبي) ورفاق في (حزب البعث) النافق!! أو كانوا يشكلون طوابير (جيش القدس) التي كانت تهتف عاليا:
(بالروح.. بالدم.. نفديك يا صدام)!! أو كانوا ضمن جيش الحرامية العراقي البعثي العقائدي الذي سرق وسطا على أموال وممتلكات عرب إيران وعلى الشعب الكويتي؟.. نعم تاريخي معروف ومشهود وموثق بالكامل، ويكفيني شرفا أنني كنت أول من دعا علنا وعبر وسائل الإعلام إلى ضرورة قيام الولايات المتحدة بإسقاط النظام العراقي البائد وكان ذلك تحديدا بتاريخ 15 يناير 2002 ومن على شاشة (قناة الجزيرة)!! أي قبل حرب تحرير العراق بعام ونيف!! ورغم ذلك لم أصبح بعدها مستشارا للبنتاغون ولا خبيرا لشؤون الإرهاب ولم أستلم أي مخصصات مالية من التحالف ولم أرتبط مع أي منظمة أو حزب أستطيع من خلاله التكالب على المناصب و(شفط) المعلوم ثم التواري والعيش برغد كما فعل العديد من (المناضلين) ورفاق اللجوء الذين تحولوا لوزراء ثم (شفاطين) ثم (ركبوا الهوا) ليعيشوا عيشة السلاطين بأموال العراقيين المنهوبة؟.. كلا لم أكن كذلك مطلقا ومع ذلك لم يجد الحاقدون الذين أرقتهم وأقضت مضاجعهم رصاص كلماتي العارية بدا من تلفيق الإتهامات، وليس إنتهاءا بالتهديدات الجبانة والسخيفة، ولعل أكبر الإفتراءات التي نشرت عبر عوالم الإنترنت والتي تجاهلتها تجاهلا تاما لكونها تجنيات مضحكة هي إتهامي بالقيام بدور الجلاد الفاشي المولع بالتعذيب والإغتصاب والسلخ والجلد!!، وقد وردتني رسائل عديدة تطالبني بتوضيح موقفي والدفاع عن نفسي!! وكان ردي دائما أدافع عن ماذا؟ وفي قضية لا وجود لها أصلا؟.. ولكن الأمور والتطورات الأخيرة قد فرضت علي العودة لذلك الموضوع وتحديد الموقف نهائيا وبصورة شاملة... وأصل الحكاية تقول بأن (داود البصري) كان مرافقا ومترجما للقوات البريطانية التي دخلت البصرة وكان أحد أشرس العناصر من جلاوزة التعذيب ضد عناصر النظام السابق!! وإنه كان شهيرا بتعذيب النساء عبر إدخال العصي في الأماكن الحساسة!!! ولم يعينوا أو يثبتوا تاريخا لذلك؟ بل تركوا الأمور عائمة عبر رواية شخص مجهول لا وجود حقيقي له أشبه بروايات (عبد الله بن سبأ) الذي كان يتنقل من اليمن للبصرة في عصر البعير بلمح البصر؟.
وهنا يهمني التأكيد النهائي والحاسم بأنني لم أعمل يوما في الترجمة ولا علاقة لي بهذا العالم ولغتي الإنكليزية متواضعة لا تصل لمستوى المترجمين المحترفين، ولم ألمس السلاح في حياتي أبدا، وحتى زياراتي للعراق كانت عابرة وسريعة لإلتزاماتي العائلية في الغربة فأنا أب لثلاثة أطفال أرعى شؤونهم بكل حرص وعناية وأحرص على تربيتهم تربية سليمة وإنسانية وحضارية، ثم أن كل من يعرفني يعلم هذه الحقائق، ويعرف مدى حرصي على النأي بنفسي عن العنف والقتل والشراسة، ثم أن حرية المعلومات في العالم الغربي تتيح لمن يرغب سؤال الجهات البريطانية المسؤولة فيما إذا كنت ضمن طواقم قواتهم المتواجدة هناك؟ فالتهمة سخيفة وموجهة لعقول البسطاء الذين قد يصدقون تلك الأكاذيب ولا نصيب لها من الواقع أبدا... فقد أكون وأصلح لأي مهنة إلا مهنة (الجلاد) التي يبدو أنها من المهن المفضلة لعصابات الضلالة والقتل والتخريب ونشر الأكاذيب... اللهم فأشهد إني قد بلغت.
- آخر تحديث :
التعليقات