ثلاثون قمة عربية تكون قد عقدت، حتى الآن، مع قمة الخرطوم التي ستعقد بعد ايام.
امين عام الجامعة العربية يقول ان القمة القادمة ستكون تاريخية.
لا أعرف ماذا يقصد السيد الأمين بالتاريخية؟
الم تكن كل القمم السابقة تاريخية ايضا؟
ما الجديد في القمة القادمة، وما الذي سيختلف فيها عما سبق؟
منذ اول قمة عقدت قي انشاص، بمصر، عام 1946 لم ار اختلافا واحدا.
منذ اول قمة ونحن نتحدث عن الصراع العربي الاسرائيلي.
قمتان او ثلاث تناولت مواضيع مختلفة: الحرب العراقية الايرانية (قمة عمان 1987)، وغزو الكويت (قمة القاهرة 1990)، والحرب الاميركية على العراق (قمة شرم الشيخ 2003). عدا ذلك كانت القضية الفلسيطينة هي المحور.
وليتها قدمت حتى للقضايا الاخرى ما يفيد.
بل ليتها قدمت للقضية الفلسطينية نفسها ما يفيد.
هل تعرفون من هو البطل الحقيقي في القضية الفلسطينية؟
بل طفل وحجر..
وحدهما كانا اهم من كل القمم والمؤتمرات.
لكن الى متى سيصمد الطفل ويبقى الحجر؟
الاطفال تموت، والحجارة تنفق.
دماء الابرياء فينا تسيل، ودماء الابرياء من اليهود تسيل، والامين العام يقول ان القمة القادمة ستكون تاريخية!
سأقول لكم من المستفيد من القمة العربية القادمة:
شركات الطيران التي ستنقل الصحافيين.
الفنادق التي ستستضيف الوفود الرسمية والاعلاميين.
المطاعم التي ستطبخ للزائرين.
وربما بعض النكات والطرائف، التي تسلينا عن مصائبنا.
قد يقول بعضنا ان سبب فشل كل، او معظم، قرارات القمم العربية هي الانظمة العربية نفسها.
لو كان الامر كذلك، فهل سيتغير في الأمر شيء مع القمة المقبلة؟
القادة العرب لا يزالون على حالهم.
والعقلية العربية ما تزال على حالها.
ما الداعي للقمة التاريخية القادمة اذا كانت ستنتهي كسابقتها؟
كان يمكن القول ان الفائدة هي في جمع الاضداد ببعضها. وتصفية النفوس. وعقد اللقاءات الجانبية.
لكن ألا يمكن عقد مثل هذه اللقاءات وتصفية النفوس دون الحاجة الى انفاق الملايين في مؤتمر quot;تاريخيquot;؟!
في الحقيقة ان اللقاءات الفردية التي تتم بين الدول العربية، بعيدا عن اروقة القمم، هي التي تأتي بنتجية!
لست اقول بأن تتوقف هذه القمم، التي اصبحت اكثر برودة من قمة ايفرست، لكني اقول بضرورة البحث عن آلية لتفعيل قراراتها. فان لم تكن هناك آلية ما، فمن الافضل ان لا تكون القمة في الاساس. ولتذهب الملايين التي سننفقها الى الفقراء الذين لا يجدون ما يأكلون، حتى في الخرطوم نفسها، حيث ستعقد القمة التاريخية.
- آخر تحديث :
التعليقات