تعثر بعد تعثر، و فشل كارثي واضح في كسب خيار الحرية المقدسة التي ضحى من أجلها الشعب العراقي بالغالي والنفيس يوم خرج قبل ستة شهور ماضيات متحديا الإرهاب الأسود ومشاركا في العملية الإنتخابية من أجل قيامة جديدة لعراق حر معافى من السقم التاريخي والأمراض المستوطنة التي كرستها سنوات الهيمنة البعثية الفاشية البائدة ورسختها للأسف ممارسات القوى الدينية والطائفية البديلة التي اضحت خيارا كارثيا ومدمرا في ضوء فشلها الواضح وإنكشاف أوراقها، وهشاشة طبيعتها الفكرية والآيديولوجية المقترنة بممارسات سياسية وإدارية متخلفة وسقيمة لا تخرج عن نفس إطار الممارسات البعثية البائدة !، وقد كان لإنسحاب (حزب الفضيلة) وهو أحد مراكز القوى المهمة في الإئتلاف العراقي من عملية المشاورات الوزارية دورا واضحا في إنكشاف وتعرية المزيد من المواقف والتصورات للقوى الحزبية الدينية والطائفية المتصارعة على المناصب والكراسي والإمتيازات والتي تحاول عن طريق الصراع والتدافع عليها أن تكرس واقعا سياسيا وسلطويا جديدا ومؤسسا يكون إطارا جامعا لكل الحلقات المستقبلية وبما يعزز قواعد المحاصصة الطائفية والحزبية ووفقا لطريقة وأسلوب يكون بها دمار العراق وتلاشيه، فالأفواه مفتوحة ومشرعة وهي كنار جهنم تتساءل : (هل من مزيد)!!.

لقد أدت ممارسات وتصرفات الأحزاب الطائفية الفاشلة في العراق لنكسة حقيقية للعملية الديمقراطية، ولتشويه قيمي حقيقي لكل قيمها ومرتكزاتها وأظهرت على الملأ وبفضائحية مدهشة طبيعة وحجم التخلف الموروث في القوى السياسية العراقية وفشلها الذريع في التعامل مع الملفات المستقبلية والمستجدات الوطنية، وظهرت على حقيقتها كقوى طفيلية بائسة تعتمد على الغير في العمل، وتفشل في أقل وأصغر المهام إضافة لكونها في عزلة حقيقية عن الشارع العراقي المهموم والمبتلي بألف هم وهم، وإرتباطاتها التي باتت مفضوحة بحبالها السرية والمرجعية في خارج العراق، وخروجها الفاضح على كل قيم الولاء الوطني والذي هو آخر الإهتمامات في أجندة تلكم الأحزاب التي ظلت طويلا تتعيش على بوابات الإرتزاق في خانة المعارضة العراقية السابقة والتي لولا الدماء والتضحيات الأميركية ما طرقت أبواب بغداد ولا تجرأت على التحكم في ثروات الشعب ونهبها نهبا أسطوريا يفوق الوصف والخيال !!، فكما أن الفشل ذو طبيعة تراكمية فإن للنهب المنظم نفس الطبيعة ويسير على نفس المنوال !، فبعد إنكشاف فضيحة (المقاولات النفطية) وهيمنة تيار طائفي معين على ثروة العراق الوطنية الوحيدة والكبرى لم يتحرك أحد ؟ ولم يجر أي تحقيق ؟ ولن يتم قطعا أي شيء ؟ لأن حالة الجبن والنفاق في الواقع العراقي هي من أنجح الأمور هناك ؟ فلا أحد يجرؤ على ما يبدو علة مساءلة (العمائم المقدسة)!!؟ ولا أحد يمتلك الجرأة ولا الرجولة على إيقاف النهب أو كشف المستور أو تحدي أصنام الطائفية والتدين ؟ وهي نفس المواقف التي جعلت من إنكشارية العوجة وغلمان تكريت سلاطين زمانهم يتحكمون بثروات العراق، ويقررون ستراتيجية الشرق الأوسط، ويغزون من يشاؤون ويغدقون على من يرغبون؟؟ ونفس المعادلة المريضة باتت تتشكل اليوم في العراق المريض بأمراض الطائفية والتخلف والتدين المزيف والروح العشائرية المريضة، لقد هيمنت المخابرات الإيرانية على كل منافذ السياسة والإقتصاد في العراق، وبات نفط الجنوب نهبا مستباحا للغلمان الجدد يعبون منه ويملئون جيوبهم بأموال التهريب بالتعاون مع عصابة (إطلاعات) الإيرانية أي المخابرات بل أن سعر البرميل العراقي المسروق قد تحدد ب 25 دولارا في الأسواق الإيرانية بينما أسعاره في السوق الدولية تعدت ال 70 دولارا؟ وهي ليست مجرد عملية شفط ونهب بل خيانة وطنية عظمى للأمانة الشعبية العراقية وضحكا على ذقون الجوعى والمحرومين والعراق والحفاة من الذين لا زالوا يعيشون على مكارم (بطاقة صدام التموينية)!! إنها الفضيحة الكبرى في مغارة علي بابا العراقية الدسمة، فهل تساءل أحدكم عن طبيعة الشركات والمكاتب التجارية الخاصة المملوكة لبعض المسؤولين العراقيين الحاليين في دبي وغير دبي ؟ وعن طبيعة أعمالها التجارية وصفقاتها الرابحة ؟ هل تساءل أحد من القوم عن هوية وطبيعة عمل (شركة الغدير للتجارة العامة) في دبي والمملوكة لعمار الحكيم ؟ وعن ماذا يتاجر أهل الغدير ومن والاهم وإنضم لجوقتهم ؟ وما علاقة الوثائق الأخيرة بطبيعة عمل تلكم المكاتب ؟ طبعا لا جواب سوى النفي والنفي المغلظ رغم أن الأمور واضحة وإن حجم (الشفط واللهط) أكبر مما يمكن إخفاؤه....!، لقد تهبوا مدينة النجف سابقا بطريقة فنية و(شرعية وحلال 100%)؟ كما تكسبوا كثيرا أيام المعارضة السابقة، وكانوا أيام طهران يتزوجون ويدفعون المهور بسبائك الذهب رغم أن جماهيرهم العراقية في (قم) كانت تأكل من الزبالة!! وهي أحداث وتصرفات عايشناها شخصيا ؟ والسؤال هل يمتلك أحد في العراق اليوم جرأة التصدي لجشع عمائم النهب المقدسة..؟ تلك هي المسألة... وكل صباح ونهب ودماء جديدة تطل على العراقيين... أما الحكومة العتيدة فهي في (المشمش)!.

[email protected]