العالم كله اليوم يقف على رجل واحدة فى إنتظار ما تسفر عنه الحملة الإسرائيلية الكبرى على قطاع غزة للإفراج عن الجندى الإسرائيلى المخطوف جلعاد شليط (19 سنة)، ومما زاد الطين بلة أن الجندى شليط يحمل الجنسية الفرنسية أيضا (وعلى فكرة لم يتهمه أحد فى إسرائيل بأنه عميل فرنسى لإزدواج جنسيته) ولهذا دخلت فرنسا شريكا فى العملية، وتبدو الحملة الإسرائيلية وكأنها أحد أفلام رامبو الذى فعل المعجزات لإنقاذ أسرى أمريكيين فى فيتنام، وبالرغم من أن إسرائيل حتى الآن قد خطفت ثلث حكومة حماس

الجندي المختطف جلعاد شليط

وواخداهم رهن لحين عودة شليط) إلا ان أحدا لم يناشد إسرائيل الإفراج عنهم، وكأنهم مش مهم quot;يروحوا فى ستين داهيةquot; ولكن الكل يناشد الفلسطينيين بالإفراج عن (شليط)، وقد تحركت الحكومة المصرية (التى تبحث لها عن دور فى المنطقة) بسرعة ونشاط تحسد عليه للإفراج عن (شليط)، والحاج (عنان) يناشد الأطراف بضبط النفس والإفراج عن (شليط)، والست (رايس) تناشد أيضا.
وأكاد أن أجزم بأنه لو تم الإفراج عن (شليط) حيا بأننا سوف نشاهد مجموعة أفلام مغامرات قادمة بعناوين مثل :quot;عودة شليطquot;، quot;شليط والفك المفترسquot;، quot; شليط والفرنسية اللعوبquot; (فيلم المغامرت والإثارة)!! ولم تكتف إسرائيل بخطف وزراء حماس، بل منعت محمود عباس من مغادرة غزة، وقطعت المية والنور عن غزة، يعنى بصراحة قلبوها ضلمة ويقولون بعلو صوتهم:( غزة كلها كوم وquot;شليطquot; كوم)، ولم تكتف بغزة فقط، بل حلقت طاتراتها الحربية فوق دمشق quot;المناضلةquot; وquot;قلعة الصمود والتحدىquot;!!، ولم تحلق طائرات إسرائيل فوق سوق الحميدية فى دمشق ولكنها حلقت فوق قصر الرئيس quot;بشار الأسدquot; شخصيا وأعلنت أن الرئيس كان موجودا فى القصر فى هذا الوقت، ولكن يبدو أنه كان فى الحمام لذلك لم يستطع أن يتصرف بسرعة أمام صلافة وعجرفة الطائرات الإسرائيلية، آه بس لو ما كانش فى الحمام كان وراهم شغلهم.!!
وأنا أرجو أن تنتهى هذه المشكلة على خير، ويعود (الإبن الضال) شليط إلى أهله سالما غانما وفوقه بوسة كمان، وأن يعود وزراء حماس إلى أهلهم أيضا (من غير بوسة مش مهم) ويعود الرجل الفاضل محمود عباس إلى مكتبه فى رام الله بدون بهدله، ويادار ما دخلك شر، وآدى ياعم (شليط) راسك نبوسها آهى حقك علينا!!

ا

السفير المصرى الفقيد إيهاب الشريف
لحقيقة أن الإهتمام الإسرائيلى بالجندى المخطوف والذى قلب العالم كله، يدفعنى إلى ذكرى مؤلمة هى ذكرى الفقيد المصرى السفير إيهاب الشريف والذى تم خطفه وذبحة بواسطة الإرهابيين فى بغداد فى العام الماضى ولا يهم لدى إن كان قتلته إسمهم الزرقاوى أو السماوى أو إبن بلتعة، المهم أننا فقدناه، ولم تحرك الحكومة المصرية ساكنا ولم تحرك كتيبة مظلات مصرية لإنقاذه من براثن الإرهاب، بل ولم تعرض على الشقيقة العراق أن تساعدها بصفة مؤقتة فى القضاء على الإرهاب، لأن القتل اليومى فى العراق اليوم سوف يكون له نهاية قريبة بإذن الله، ولكنه من الممكن أن ينتقل إلى المنطقة كلها التى تتفرج على القتل اليومى فى العراق بحماسة وتأثر أقل من حماستها للفرجة على مباريات كأس العالم.

إنظروا إلى صورة السفير الفقيد والجندى الإسرائيلى، وبغض النظر عن كون هذا جندى وهذا سفير، أليس هذا إنسان وهذا إنسان، لماذا الإنسان الإسرائيلى أثمن لدى بلده من الإنسان العربى، ولماذا أحس بقيمتى كإنسان أكثر فى بلاد الغربة مما أشعر به فى بلدى. وأول طرق التقدم الإنسانى والحضارى هو أن نشعر بقيمة الإنسان، أما أن نترك الناس يقتلون يوميا بالعشرات فى العراق وكأنهم ذباب لا قيمة لهم فهذا هو أحط درجات الإنسانية.
وقد قتل السفير الشريف مرتان مرة عندما ذبحه الأوغاد الإرهابيين ومرة أخرى عندما ذبحته بعض أقلام القومجية وفقهاء الإرهاب عندما أحلوا دمه وقالوا بشماتة ( يستاهل)، وللإسف كان بعضا منهم من مصر.
والحكومة المصرية وقت إختطافه فى العام الماضى توعدت بالإنتقام وبالويل وبالثبور وعظائم الأمور، ولكن تمخض الجبل فولد فأرا، ولم تستطع مصر أن تهز شعرة من شعر الإرهابيين، بل على العكس ضرب الإرهاب مصر فى معقل شرم الشيخ ثم دهب بعد ذلك وسوف يضرب مجددا طالما لا يواجه بحزم فى منابعه.
وأرجو من الحكومة المصرية أن توفق فى مساعيها للإفراج عن الجندى (شليط)، وبالمناسبة أرجو ألا تنسى أن تحيى الذكرى السنوية للسفير الفقيد إيهاب الشريف، تغمده الله برحمته وبالعزاء لأهله.
[email protected]