القائمة السوداء العراقية التي تطالب باسترداد بعض العراقيين من المتورطين في تمويل الإرهاب في العراق وغالبيتهم من عناصر بعثية أو مؤيدة للبعث مع حفنة من السلفيين المجرمين القتلة لا أعتقد أنها ستوضع موضع التطبيق؟ أو تتحرك الدول المعنية التي تقيم فيها تلك العناصر وتسلمهم للحكومة العراقية؟ فالقضية لها أبعاد ومتعلقات بعضها يدخل ضمن مفهوم السيادة الوطنية، وبعضها يدخل ضمن ألعاب سياسية بهلوانية تمارسها بعض الدول والأنظمة العربية التي تحارب الإرهاب علنا ولكنها توفر للإرهابيين أماكنا آمنة للتجمع والتحشد وجمع المعلومات والأموال والتحريض الإعلامي على القتل وعلى إشاعة الدعايات الطائفية النتنة التي تحاول تفجير الحروب الأهلية وتمزيق العالم العربي، ولعل للنظام السوري حصة الأسد في دعم الإرهاب وتجميع القتلة ووضعهم تحت حماية نظام دولة المخابرات السورية وقد إستوقفتني بعض الأسماء المطلوبة للسلطات العراقية وعلى رأسها المدعو الرفيق فوزي مطلق الراوي عضو القيادة القومية لحزب البعث العراقي في سوريا وهو معروف بنشاطاته الإرهابية المعلنة والتي تمولها المخابرات السورية وللشخص المؤمأ إليه تاريخ حافل في الممارسة الإستخبارية وفي التجسس على العراقيين، وفي تلفيق التقارير المزيفة وتحريض الجهات الأمنية السورية ضد كثير من الأبرياء العراقيين، وسبق لفوزي الراوي خلال الثمانينيات ومن خلال عمله تحت قيادة الإرهابي البعثي المعروف عبد الجبار الكبيسي أن مارس أبشع عمليات التفرقة الطائفية والعنصرية بين أوساط العراقيين، وقد أبعدت المخابرات السورية الكبيسي من القيادة القومية بطريقتها المعروفة ولكن فوزي الراوي ظل ثابتا كالديناصور في القيادة القومية الديناصورية السورية والتي هي عمليا قيادة فارغة لا تمارس شيئا سوى الإرهاب، والطريف أن الرفيق عبد الجبار الكبيسي نفسه كان معتقلا في العراق بتهم تتعلق بأعمال إرهابية ضد منشآت النفط العراقية ولكنه أخرج مؤخرا من السجن الأميركي ليمارس التحريض ضد الحالة الجديدة في العراق من خلال الأحزاب اليسارية في أوروبا وهو تحريض إرهابي واضح المعالم؟ و رغم كل الخلفيات الإرهابية للكبيسي لم تتحرك مستشارية الأمن القومي العراقي وتحاول التحقيق من جديد معه، رغم أنه إرهابي واضح المعالم والتاريخ؟ النظام السوري لن يسلم القتلة الموجودين على أراضيه؟ كما أنه لن يتعاون مطلقا في الموضوع لكون القضية متعلقة أساسا بمخططات النظام السوري السرية التي لا يراد لها أن تكشف؟ أما قضية البعثي اللبناني السيد معن بشور فهي لا تشمله فقط بل تشمل أيضا المدعو خالد السفياني الأمين العام لما يسمى بالمؤتمر القومي العربي وهو محامي مغربي له علاقات كانت واسعة جدا بالنظام العراقي البائد؟ كما تشمل الكثير من أعضاء المؤتمر القومي من مصريين او فلسطينيين أو أردنيين وحتى بعض الخليجيين؟؟ فالقضية كما أسلفنا معقدة وصاحبة دلالات مترابطة وأساليب ملتوية، الأردن لن يسلم رغد صدام وحكومة دولة قطر لن تسلم زوجة صدام ساجدة طلفاح لأسباب معروفة قد يفسرها البعض بالنخوة العربية؟؟ ولكن لا علاقة للتبرير المشار إليه على أرضية الواقع؟ فتلك النخوة لم نرها في مناسبات عديدة سابقة... أعتقد أن ما طرحه أخونا المستشار موفق الربيعي مجرد حركة إعلامية لن ترى تطبيقاتها النور أبدا في المستقبل القريب على الأقل، فنظام دمشق لن يسلم أحدا؟ ولا يوجد أي نظام عربي آخر سيتجاوب مع الطلب العراقي وتسليم المطلوبين سيكون... في المشمش؟