هز مونديال ألمانيا 2006 موجات هذا عام، وانتقل عبر الأثير والتلفزه في كل الدول، وكانت بداية علاقتي بهذا المونديال كمشجع للمنتخب الهولندي الذي أرى أن كرته استثنائية ولعبته ذات رونق بديع، عندها فوجئت بأن أمنياتي ذهبت أدراج الرياح، عندما كبا الجواد الذي راهنت عليه بخروج هولندا من المونديال. فقلت يا رجل، ليس عليك سوى أن تعترف بالتاريخ، وتساند الأرجنتين، فهي إحدى الدول التي تنجب الصغار، ومعهم كرة قدم، بدلاً من الحبل السري. وكانت الواقعة التي اتسعت لها عيناي، عندما خرج المنتخب الأرجنتيني هو الآخر من البطولة.

انتقلت بعد ذلك مذعناً لنصائح الكثيرين، من مشجعي المنتخب الإنكليزي الذي يردد مدير التحرير في quot;إيلافquot; وفائي دياب دوماً عبارته الشهيرة quot;نحن مشجعو الإنكليز في ازدياد، وسوف نتتصرquot;. فقلت في نفسي يا فتى لتشجع أبناء ويلز وأحفاد فيكتوريا، وما أن وصلت إلى مدرجهم حتى رأيت فلولهم المنسحبة من برلين!. عندها قلت في نفسي انتهت لعنة الفراعنة، وحلت لعنتي، وفيما يبدو ستظهر مومياء جديدة هذا العام.

وعندئذ، قررت أن أكون انساناً واقعياً، وألا أجحف في الخيال، وأتجه إلى النتيجة الحتمية التي ستكون بلا شك لصالح البرازيل. فهنا الأمهات قبل أن يلدن أطفالهن يلعبن كرة القدم. ولم أحتمل الصاعقة حينما رأيت القفاز الفرنسي لدون كوشيت يخرج البرازيل من الدورة، لأتأكد أكثر بأنني أصبحت الأستاذ منحوس.. وتعلمون قصة المنحوس والفانوس إياها.

طبعاً لا تسألوني عن نظرات القلق والترقب في عيون الزملاء والزميلات خوفاً من لوثة عقلية تجعلني أشجع الفريق الإيطالي حتى لا تقوم الساعة بخروج كل الفرق القوية من المونديال والسبب تشجيع العبد الفقير لله! ومن جهة أخرى، تدفعني حاستي الاقتصادية إلى تسخير هذه اللعنة وصناعة مشروع ناجح، حيث أن من يريد إخراج أحد الفرق المتبقية، عليه أن يهز جيبه، ويدفع لي بالمارك الألماني حتى أسلّط لعنتي على ذلك الفريق التعيس.

ملاحظة: لعنتي مخصصة للفرق القوية، ولا تشتمل على الفرق التي عصفت بها اللعنات السماوية كالسعودية وتونس!