يطل العام الجديد علينا ونحن أحياء أصحاء فهل هنالك أعظم من ذلك ؟
بعيدا عن المآسي التي تجتاح العالم من أعاصير وكوارث وزلازل طبيعية، وأخرى صنعها جنون الإنسان كحروب فلسطين والعراق والصومال واضطرابات مثل سيرلانكا ولبنان وأفغانستان وتهديدات كإيران وسوريا إلا أننا لا نزال نتحلق كل مساء أمام التلفاز ونترقب الجديد سواء كان للأسوأ أو للأفضل.
إن بارقة الأمل التي تجعلنا نتمسك بهذه الحياة إنما هو هذا الحب الذي يغمرنا تجاه من نحب من أصدقاء وأقارب ويتجلى في أبهى صوره سواء في مناسبات عزيزة أو أخرى تعيسة. ومع ذلك ولأجل ذلك نقاتل من اجل اشراقة صباح جميل ومساء يبعث في النفس الحنين واستجرار ذكريات الغائبين.
دعونا كلنا نتمسك بالقادم وتداعياته وننسى الماضي وإرهاصاته ونحلم بغد حر جميل عظيم يتساوى فيه الأسود مع الأبيض مع الهندي الأحمر والمسيحي مع المسلم مع اليهودي والوزير مع الغفير مع السفير مع الأمير والملياردير مع المديونير. دعونا نتعلم من عبارة بليغة ذكرها الرسول محمد (ص) ( كلنا لآدم وادم من تراب ) أي قمة المساواة التي ننشدها. أو تلك الجملة العظيمة التي ذكرها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( لما استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).أو العبارة الرائعة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (يا أيها الناس إن ادم لم يلد عبدا ولا امة إن الناس كلهم أحرار).
تصوروا تلك العبارات قيلت قبل حوالي 1400 سنة وأكثر ومع ذلك نعيش هذا اليوم وهوة سحيقة تفصل مابيينا وبين بعض فهناك صراع ديني بين المسلمين والمسيحيين واليهود وآخر مذهبي إسلامي بين الشيعة والسنة ومجا يله مسيحي بين الكاثوليك والبروتستانت وأيضا يهودي بين الاشكنار والسفرديم.
وكذلك تنافر اجتماعي بين الرجل والمرأة وطغيان رأسمالي على طبقات لا تملك شروى نقير.
ما أنا واثق منه هو أننا معشر المسلمين العرب نملك الحصة الأكبر من هذه السلبيات، فالمرأة لدينا سقط من المتاع والطبقات العاملة سلعة تباع وتشترى والمسيحي واليهودي كفرة نلعنهم كل خطبة جمعة في المنابر.
ليس هذا وحسب، بل أن العنصرية الإقليمية أصبحت تتفشى في أوساطنا ناهيك عن تلك القبلية أو نظيرتها المذهبية..إنني هنا وأقولها صادقا ليتنا نتعلم من الماضي مآثره، الم يكن بلال اسودا حبشيا ؟ الم يكن صهيب روميا ؟ الم يكن زيد بن حارثة ربيبا ؟ الم يكن عمار بن ياسر أجيرا ؟ الم تكن خديجة وبعدها عائشة أثيرات على الرسول يأخذ رأيهن ويتحدث عنهن ويرجع إليهن في بعض الأمور النسوية ؟ كل من تقدم من المذكورين كانوا أصحاب لمحمد مثلهم مثل سادات قريش وأربابها فهل تمر 1400 عاما لكي نسقط مرة أخرى في وحل من العنصرية والمذهبية والقبلية بعدما اجتثها محمد من جذورها ؟.
مرة أخرى دعونا ندحر الحرب بالحب واليأس بالامل ونعلم أطفالنا مانعلم بأنه الحق الذي لم نستطع عمله. نعم فما غرس في الصغر هو نقش في الحجر، وللاسف فما غرس بنا ليس الحق دائما فهل نعوض أبنائنا خيبة أجيالنا ؟ إنها تداعيات أحلام وأمنيات على أعتاب عام جديد، كل عام وانتم بحب، رسالة لكل إنسان يملك هذه المشاعر النبيلة.
التعليقات