البيانات المضحكة الصادرة عن بقايا البعث العراقي بعد إعدام قائدهم الذي كان (صدام التكريتي) هي أكثر من تعبير واضح و صريح عن حالة الإفلاس القيمي و السلوكي الذي يعانيه أفراد هذا الحزب الفاشي الفاشل و المنتمي لعقلية آيديولوجية فاشية يصح أن يطلق عليها العقلية النازية العربية، فهذا الحزب الذي كان يقود دولتين من أكثر دول الشرق الأوسط ستراتيجية و حيوية هما العراق و سوريا فشل فشلا ذريعا في قيادة شعبي البلدين نحو سواحل الأمان، و كان بغطائه القومي الواهي، و بشعاراته الطفولية المضحكة، و بعقليته السياسية الساذجة مجرد واجهة لأنظمة شمولية عائلية ذات وجوه طائفية رغم أن ستراتيجيته الإنقلابية كانت تفترض سيناريوهات إنقلابية في جميع الدول العربية ممثلة في قياداتها القومية والتي هي في حقيقتها تنظيمات إرهابية علنية تعمل ضد مصالح الشعوب و الحكومات العربية، و لعل البيانات التضامنية الصريحة مع مجرمي البعث العراقي و التي إنطلقت من كل من صنعاء وعمان و دمشق و غزة و لربما أماكن أخرى تعبير عن وجوه التآمر البعثية على الشعوب العربية!، فالحفل التأبيني في عمان الأردنية كانت فيه إهانة واضحة وإستهانة خطيرة بدماء الشعب العراقي بعموم طوائفه و ألوانه وهو مهرجان مكمل لسلسلة المواقف التهريجية و المعادية لحرية الإنسان العراقي و التي لم تنقطع في يوم ما منذ أن سقط الطاغية النافق، كما أن تلك المواقف تذكرنا بحملات الأسى و الترحم و التضامن مع المجرم النافق اللئيم (أبو مصعب الزرقاوي)!! و التي تقيم نفس الجماعات التي أبنته اليوم المهرجانات التضامنية و المعادية للشعب العراقي تأييدا لإعدام حاكم طغى و تجبر و مارس من القتل ما تعجز عن روايته كل صحف الدنيا وكان سببا مباشرا في إحتلال العراق و الفتك بشعبه، وإن عجبت لشيء فإنما أعجب لغباء الفعاليات السياسية العربية التي تمارس النفاق السياسي الصريح و لا تخجل من إستعراض غبائها على العالمين بطريقة تؤشر على الخلل الجيني الفظيع في العقل العربي!! وهو خلل أدى لتمجيد الطغاة و الإصطفاف مع القتلة و الدفاع عن المجرمين و قطاع الطرق و اللصوص و تصويرهم على كونهم مناضلين!! وهو ما يحدث في عالمنا العربي السعيد بغباء فعالياته السياسية و نقاباته المهنية!! فمثلا تمت توجيه الإتهامات الرخيصة للنظام الإيراني رغم أن هذا النظام كان إلى ما قبل أيام (نظام البطولة و الشهامة) حين تبرع بملايين الدولارات التي قطعت من أفواه الشعب الإيراني دعما لخزينة حكومة (حماس)!! و التي في بيانها ساوت بين الموقف الإيراني و الإسرائيلي!!! وهي نفس الجماعات التي كانت تدافع عن أصالة و عروبة و شجاعة (شيعة لبنان و حزب الله و قيادة حسن نصر الله)!! وباتت اليوم توجه الطعنات التكفيرية القاتلة ضد شيعة العراق الذين لا يختلفون عن شيعة لبنان في شيء إلا في (زرقة العيون) ربما؟؟!، أما البعث العراقي أو بقاياه على وجه الدقة و التخصيص فهو قد بلغ من التدني مرحلة بشعة فقد معها أي أمل في إمكانية إصلاحه و عودته أو توبة أعضائه!! ففي مهرجان العاصمة الأردنية الآنف الذكر أعلن البعث العراقي عن مبايعة (المعتز بالله الثلجي سماحة أمير المؤمنين عزة الدوري أمينا للقيادتين القومية و القطرية و كذلك الصيفية و الشتوية)!! مدشنا بيان مبايعته بلغة دينية واضحة بعيدة عن أدبيات حزب (ميشيل عفلق) المعروفة معلنا تحول حزب البعث لواجهة من واجهات (تنظيم القاعدة)!!، و عزة الدوري وإن كان اليوم حيا يرزق إلا أنه في حكم الميت واقعيا، فهو واحد من أتفه القيادات البعثية في تاريخ العراق، و كان دوره هزليا في النظام السابق وكان محلا لتندر الشعب العراقي به و بشخصيته وبإمكانياته الفكرية الفقيرة و شخصيته المهزوزة، كما كان سفيرا لسيده صدام في المهمات القذرة في المؤتمرات العربية و الجميع يتذكر شتائمه في قمتي شرم الشيخ و الدوحة و لغته العربية الركيكة فضلا عن مرضه المزمن و الذي كان يعالج منه في إحدى المستشفيات النمساوية وهرب من المستشفى كالجرذ المرعوب حين علم بإحتمال إلقاء القبض عليه من قبل إحدى المحاكم النمساوية بتهمة (المجازر البشرية و الأفعال ضد الجنس البشري) في (الأنفال) و (الإنتفاضة الشعبية) وغيرها؟ وقد حاول الإعلام الغامض الرفع من مستوى عزة الدوري و تصويره على كونه (قائد للمقاومة) و المتحالف الأكبر مع المقبور (الزرقاوي)!!، كما يحاول اليوم تصوير الدوري على كونه بطل التحرير الوطني القادم!! وفي ذلك إفلاس حقيقي للبعثيين،فيا لبؤس البعث العراقي حينما تنعدم القيادات البديلة ويتم التشبث بذلك العاجز المريض الجاهل و تصويره على كونه القائد بل و مبايعته كزعيم للبعث و البعثيين..!! لقد قلناها ونعيد قولها من أن البعث قد مات وشبع موت منذ عقود و الدليل الأنصع المتجسد اليوم هو قيام بقايا البعث بمبايعة ميت كأمين قطري و قومي لهم!!!... إنها فعلا رسالة بعثية خالدة تعبر عن تعفن و سقم النازية العربية.
[email protected]