هل يعملها الحظ، وتفوز شذى بلقب ستار أكاديمي هذه المرة؟ وعندما نقول الحظ، فانني أقصد ان العراقيين ndash; كما قال لي مثقف عربي بارز ndash; غير محظوظين بشكل عام، وهو يشير بشكل واضح الى معاناتهم مع صدام ومع من خلفوا صدام أيضا في حكم العراق. وعبر السنوات الطوال يترسخ هذا الإحساس ndash; غير القابل للتفسير ndash; بالغبن في النفس العراقية الحزينة، ويبرز الى السطح في صورة الشكوى والنواح والغناء الشجي وغيرها من التظاهرات.
وللحق، فان شذى حسون العراقية/المغربية قد أظهرت تطوراً ملحوظاً وملموساً في أدائها الفني وحضورها المسرحي وفي علاقاتها مع زملائها وأساتذتها أسبوعاً بعد أسبوع، حتى أصبحت الآن نجمة الأكاديمية من دون منازع. ان فنها وحضورها يبرزان بقوة وثقة تليق بالمطربات المحترفات quot; DIVA quot;، وخصوصاً مع ضيوف حفلات البرايم كل يوم جمعة من المطربين والمطربات العرب والأجانب. ومن حقنا كمشاهدين أن نتساءل : من أين تستجلب شذى هذه الثقة بالنفس والسيطرة على الأداء عند الغناء باللهجات العربية واللغات الأجنبية بدرجة عالية من الإحساس والإتقان. في كل أسبوع تفاجئنا بانجازاتها وموهبتها المتنامية ككرة ثلج فنية مندفعة بقوة، حتى اني أفكر أحياناً، انها بالفعل تجذب جميع المشاهدين العرب quot;غير المنحازينquot;... ولا تكتفي بجمهورها العراقي/المغربي التقليدي.
العراقيون المحاصرون داخل الوطن المجروح، وخارجه في المنافي المجاورة quot;القلقةquot;، وفي دول المهجر quot;الكئيبةquot;... تتسلّط أنظارهم كل أسبوع، إن لم نقل كل يوم، على شذى وفنونها وملابسها وحركاتها العفوية... وهم ينتظرون منها أن تفوز باللقب الفني الكبير... بعد أن خسروا كل شيء، حتى وطنهم، الذي سقط تحت قبضة المحتلين والارهابيين والسياسيين الفاسدين. شذى، أحياناً، هي صورة عراق آخر... أكثر إشراقاً وانسانية وحضارة وأمناً!
شذى، إن فازت، فانها ستكون أول فتاة في العالم العربي تفوز بهذا اللقب... كما انها سوف تنسينا ndash; كعراقيين ndash; الخيبة التي شعرنا بها جراء الأداء الفني الضعيف لعضو الأكاديمية ndash; سابقاً ndash; العراقي بشار القيسي، الذي لم تنفع وسامته وخفة دمه وظرفه في إخفاء موهبته الضعيفة في الغناء والموسيقى. ومع ذلك، فان طريق شذى لم يكن سهلا أبداً، وكل من تتبع يوميات وحفلات برنامج ستار أكاديمي قد أدرك كم من الضغوط تسلّطت على شذى من أقرانها أحياناً، ومن المشاهدين من دول الخليج العربي أحياناً أخرى... بسبب تصويتها او بسبب موهبتها المتصاعدة التي كشفت ضعف مواهب العديد من أعضاء الأكاديمية في هذه الدورة.
وفي النهاية نقول، مهما حصل ومهما كانت النتيجة، فان المشاهدين واقعين تحت سحر شذى المركّب المتنامي، ولن تفارق عقولهم وقلوبهم بسهولة... شذى التي ازداد إحساسها بالعراق الذي حملته علماً فوق رأسها، وجرحاً quot;حياًquot; في قلبها خلال هذه الأسابيع الرائعة. وبالتأكيد، عندما سيتذكر المشاهدون شذى... سيتذكرون العراق أيضاَ!