(الهدف من لقائنا بالرئيس علي عبدالله صالح الذي وجدناه ينتظرنا في كوخ خشبي صغير مسقوف بالقرميد، مبني على الطريقة التركية، في أحد جوانب حديقة قصر الرئاسة، وما تخلله من حوار كان التواصل من قبل الرئيس مع من يرتئي فائدة من التداول معهم من حملة الأقلام والفكر في قضايا الساعة).
هذه جملة اقتبستها من تقرير مطول نشره الزميل الصحفي الكبير شاكر الجوهري في صحيفة الشرق القطرية الثلاثاء الماضي عن لقائه و (من يرتئي الرئيس فائدة من التداول معهم من حملة الأقلام والفكر) ومنها أود أن اخبر الأخ الرئيس بان اليمن تزخر بالعديد من حملة الأقلام وقادة الفكر غير الأساتذة خير الله خير الله وفيصل جلول وشاكر الجوهري وغيرهم ممن يتم استدعاءهم في كل مناسبة وخطاب ، وممن يلاقونه في كل عاصمة يزورها وبتنسيق مسبق من مكتبه الإعلامي وعلى نفقاته الخاصة، وكأنه لا يستطيع الحركة إلا بهم ولا يوجد من يغطي له تحركاته وخطاباته إلا هم.
حتى لا يفهم مقالي في غير سياقه وحتى لا يتم الاصطياد في الماء العكر فانا بحديثي عن الصحفيين الكبار الذين ذكرت أسماءهم في الفقرة السابقة لا اقلل من شانهم ومن خبرتهم الكبيرة في بلاط صاحبة الجلالة ولا اعترض عليهم شخصياً لأني أخذتهم كنموذج لافتتان زعيم الدولة بشخصيات من غير أبنائه وهو استشهاد للشفافية وللمكاشفة بوضوح وحتى لا يأتي اليوم الذي يسألني في احد عن من تقصد بقادة الفكر المفتون بهم الرئيس علي عبدالله صالح.
واعتقد جازماً أن الرئيس بعيد كل البعد عن الإلمام بالتصنيف الذي ذكره الزميل الجوهري في تقريره quot;قادة الفكرquot; كما اعتقد انه لا يمكن له القيام بفرز من هم القادة ومن العظماء في بلاط السلطة الرابعة وتقريبهم إليه والجلوس معهم جلسة أريحية في كوخ خشبي على الطريقة التركية مسقوف بالقرميد إلا بناءً على توصية من الزملاء الأفاضل العميد ركن علي حسن الشاطر والأستاذ عبده علي بورجي الذين يعرفون حق المعرفة أن هناك قادة فكر ومثقفين يمنيين لا يُشق لهم غبار ويمكن للرئيس أن يتبادل معهم أطراف الحديث وان يفيدوه أكثر من المذكورين باعتبارهم أدرى بشؤون اليمن وهمومها وأعرف بما تحتاجه كل قضية فيها ولديهم إلمام كامل بها بحكم المعايشة اليومية للأحداث.
كنت اعتقد والى عهد قريب أن الرئيس علي عبدالله صالح غير مبلي بعقدة الأجنبي كغيره من المواطنين البسطاء الذين أصبحوا لا يُعيرون اهتماما لكل ما هو يمني بدءاً من قصعة الفول quot;حق المؤسسة وهائلquot; وانتهاء بطبيب المستشفى الذي قد يكون بلا شهادة لكنه أبرص البشرة وأشقر الشعر وازرق العينين ، إلا أنه ومن خلال مرافقتي للأخ الرئيس في جولته الانتخابية العام الماضي ومن خلال حضوري الاستقبالات والاحتفالات التي تقام في عدد من المناسبات اكتشفت أن الرئيس مبلي عن قصد أو بدون قصد بنفس العقدة الموجودة لدينا كمواطنين بسطاء وانه يمتلك نفس العقلية التي نتمتع بها جميعاً في تقديس كل ماهو من خارج الحدود وانه مؤمن كل الإيمان بالأثر الذي يقول quot;لا كرامة لنبي في قومهquot;.
أخيرا أتساءل عن من هي الجهة المخولة بدعوة الصحافيين الأجانب لحضور الأعياد والمناسبات الوطنية ، ولماذا لا يتم الاستفادة في هذا المجال بما تفعله السفارات العربية الموجودة في صنعاء والتي ترسل رسالة رسمية إلى رئيس تحرير الصحيفة المعنية تطالبه فيها بترشيح صحفي لحضور مناسبة ما في تلك الدولة شريطة ألا يكون قد سبق لذلك الصحفي أن شارك في أي مناسبة في تلك الدولة خلال الأعوام الماضية لإتاحة الفرصة لغيره وبالتالي فان هذه الطريقة تضمن الاستفادة من الدماء الجديدة للصحفيين الذين يزورون اليمن كل عام وينبهرون بها وبالتالي يكتبون عنها وعن مشاهداتهم خلال الأيام التي قضوها في اليمن.
كما نضمن ألا تتكرر نفس الوجوه حتى تلك التي أصبحت خارج إطار الخدمة أو لا تنشر تقاريرهم في أي وسيلة إعلامية أو أنهم هم أنفسهم ملوا من الكتابة كل عام على نفس المناسبة اليمنية وبالتالي أصبحوا يحضرون إلى اليمن كضيوف شرف ويعتبرون زيارتهم لليمن تغيير جو فقط !!.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات