حسنا فعل زميلنا النائب علي سالم الدقباسي باعلانه أنه ينوي الانظمام إلى التكتل الشعبي بعد أن أمضى سنوات في أروقة مجلس الأمة نائبا يميل إلى الاسلاميين ومواليا للحكومة إلى حدٍ ما.
فحكومتنا أغرب وأعجب حكومة في العالم حيث أنها تقف مع من يخالفها، وتهتم بهم، وتركن من يقف معها ويؤيدها على اعتبار أنه مضمون.
أحد أعضاء مجلس الأمة الحاليين يقول.. يا أخي منذ دخولي مجلس الأمة أعربت للحكومة بأني سأقف معها وأساندها في مواقفها، وفعلا اجتهدت في ذلك وكنت دائما اتخذ المواقف الحكومية، وماذا كانت النتائج، يكل الأخ النائب حديثه، تخيل إن الحكومة عندما قررت الترشيح للجان المجلس لم تصوت معي، وصوتت مع احد أعضاء التكتل الشعبي، والأدهى والأمر أن معاملاتي كانت تتعرقل في ذات الوقت ونفس المعملات كان مسلم البراك لا يستغرق خمس دقائق في انجازها.
قلت هذا حال حكومتنا، تريد من يقف معها، ولا تقف هي مع احد.
حتى الوزراء يشتكون من عدم وفاء الحكومة لهم ، واذا صح التصريح المنسوب للوزير المستقيل علي الجراح في جريدة (الجريدة) بأن الحكومة خذلته ولم تقف معه، فتكون سلسلة المقالات التي كتبناها هنا خلال أزمة الاستجواب ووجهنا بها النصح كثيرا للوزير الجراح بأن لا يأمل كثيرا بمساندة الحكومة له، وعليه أن يتخذ درسا من الاستجوابات التي مضت، والتي راح الوزراء ضحيتها بسبب اعتقادهم أو أملهم بأن الحكومة ستساندهم، أعتقد الوزير الجراح قال في تصريحه (إنني كنت ضحية).. صباح الخير معالي الوزير.. أعتقد إنك كنت ضحية مهيئة منذ أول يوم دخولك الوزارة !! ولا أدري معالي الوزير إن كنت شعرت أو حتى خطر على بالك أن هناك بداخل مجلس الوزراء نوعين من الوزراء ، وزراء ممكن التضحية بهم، ووزراء فوق العادة، لا يمكن الاقتراب منهم أو التعرض لهم، او حتى تعريضهم للأذى ، مثلما حدث مع الدكتور يوسف الابراهيم عندما انقلبت الكويت رئسا على عقب لانقاذه.
إن الموقف الجريء الذي اتخذه وزير المواصلات شريدة المعوشرجي بالاستقالة، يعد تصديقا لما أقول حيث أنه خلال ثلاث أشهر من وجوده داخل بوتقة مجلس الوزراء أيقن بما لا يدع مجالا للشك بأن الحكومة ما توكلش عيش !! وأن الحل الأمثل هو ان تضحي بالمنصب والنفوذ والسلطة.. قبل أن تضحي هي بك !!.
ابحث في الجغرافيا السكانية للكويت، ستجد أن كل أسرة كويتية أصبح لديها وزير سابق، أو إننا على وشك ذلك !!.
إن اتساع حجم قوة مجلس الأمة مع التراجع الكبير في قدرة الحكومة على فرض سيطرتها، او حتى تسويق جديتها بين النواب أو المواطنين الذين ما عادوا يثقون ولا يصدقون ما يصدر عن الحكومة من بيانات أو احصاءات تشير الى جديتها في العمل، ورغبتها في الاصلاح.. وهي الكلمة التي قريبا جدا ستذبل في الكويت ولن يتذكرها أحد.. لأننا فعلا لا نريدها واقعا يطبق بقدر ما نريدها شعارا نرفعه ، وإلا لجلس ثلاث أرباع المسؤولين في بيوتهم ، لأنهم لا يفهمون أصلا معنى كلمة الاصلاح.. والأولى بالحكومة ان تعطي وزرائها وكبار المسؤولين في الدولة دروس ودورات تدريبية عن معنى الاصلاح، وأنه يختلف تماما عن تطبيق القانون على البعض واستثناء الاقارب والأحباب والاصحاب.
إن مشكلة الحكومة اليوم لن تجد من يقف معها.. والسبب عدم وفائها لمن هم معها.. والأمثلة كثيرة على تخليها عن أقرب المقربين منها وقت الحاجة.. وصرنا نجد الوزراء يتساقطون وزيرا تلو الآخر ، وصارت لدينا ظاهرة ايجابية حميدة باستقالة الوزراء عندما يشعرون أنهم غير قادرين على مواصلة الأداء وسط أجواء سلبية متوترة.
كان الله في عون سمو رئيس الحكومة.. ودمتم سالمين.
[email protected]