أستاذنا الكبير سلمان مصالحة فاجأني مفاجأة سارة بمقاله (لماذا محمود درويش في حيفا؟ إيلاف 11/7/2007) سروري سببه أن الأستاذ سلمان نقد الأستاذ الكبير محمود درويش نقداً قاسياً بمناسبة قصيدته التي تألم فيها ككل فلسطيني وعربي ومسلم من كارثة انقلاب كتائب القسام الذي جعل مصير حماس ككل ومصير القضية الفلسطينية المقدسة على كف عفريت... عاد في مقاله الأخير للدفاع عنه ضد الأقلام المأجورة والمتأسلمة التي صاحت صيحة مجنون واحد quot;درويش يطبع مع العدو الصهيوني quot; وقبل الأستاذ درويش قالوا الرئيس المؤمن المرحوم أنور السادات أنه quot;طبع مع العدوquot; ولعنوه ثم قتلوه بفتاوى إجرامية ما أنزل الله بها من سلطان... ولكن الرئيس المرحوم حافظ الأسد قال سنة 2000 في قمته مع الرئيس بن كلينتون في جنيف:quot;لن أقبل بأقل مما قبل به السادات، عودة الجولان كاملاً كما عادت سيناء إلى السادات كاملةquot;. وهكذا كذّب الرئيس السوري نفسه بنفسه، فالسادات بالأمس خائن واليوم قدوة حسنة !!!. ما أسخفكم يا غربان النظام السوري!!!.
أنا- وأعوذ بالله من كلمة أنا- فعلت ما فعله الأستاذ مصالحة وقبله بشهور، فرغم انني خصم للشيخ يوسف القرضاوي بسبب فتاويه الإرهابية، كتبت هنا في quot;إيلافquot; معتذراً لأنني اتهمته خطأ بأنه تزوج زواج اغتصاب من بنت عمرها 15 سنة. لكن بعد أن صححت لي الدكتورة هدي زوجة الدكتور مجدي عبد الحافظ ابن بلدياتي، اعتذرت للشيخ القرضاوي ولزوجته الفاضلة التي سافرت إليه من الجزائر إلى قطر، ووهبت له نفسها.ولا أذكر أن أحداً قبلي وقبل الأستاذ مصالحة إلتزم الموضوعية في نقد خصمه. وأتمني أن يقلدنا المثقفون العرب والمسلمون حتى تنتصر الثقافة على الحقد الأعمي، كما يفعل المتأسلمون المرضي بالحقد. وأنا أضم صوتي لصوت الأستاذ مصالحة دفاعاً عن الأستاذ محمود درويش لقبوله إحياء حفل في حيفا الإسرائيلية حتى قبل أن تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية، يا ناس ما هو الشيء الغلط في أن يأتي محمود درويش إلى حيفا، وإسرائيل منذ 1993 تدرس شعره في المدارس اليهودية وقصائده عن فلسطين مترجمة إلى العبرية في إسرائيل، وقصيدة نزار قباني عن quot;أطفال الحجارةquot; ترجمتها كبريات الصحف الإسرائيلية؟ لكنه التعصب الذي لا يعمي الأبصار، لكن يعمي القلوب التي في الصدور. والحق مع الأستاذ سلمان عندما يقول النابحين على رائدquot;الشعر الفلسطيني المقاومquot; بالدخول إلى حيفا بإذن إسرائيل لأنهم يعرفون أن دولهم لا تأذن لأحد بالدخول إلى أراضيها إلا إذا كان quot;عميلاًquot; لمخابراتها. الإذن لدرويش بالدخول إلى حيفا أطاح بأوهامهم أو كما قال الأستاذ سلمان quot;تغلب على هؤلاء عالمهم الموهوم الذي ترعرعوا بين جدرانه البليدةquot; فما عادوا قادرين على التفكير المحايد، بل إن كل شيء ينطلق من عالمهم البليد ويعود إليهquot; ويركز الأستاذ سلمان على قضية أخرى عاطفية مهمة وهي حنين شاعر الثورة الفلسطينية الأكبر محمود درويش إلى وطنه ومسقط رأسه حيفا، ومن أجل العودة إليه لمدة أسبوع فقد ارتضي أن يطلب إذناً من سلطات الإحتلال ليقرأ حنينه الشعري هناك. بين الربوع التي ولد وترعرع فيها، وصدق أبو تمام القائل:
وحببت أوطان الشباب إليهموا / مآرب قضاها الشباب هنالك
إذا ذكرت أوطانهم ذكرتهموا/ عهد الصبا فيها فحنوا لذلك
لكن تصاريح غربان العربان على الأستاذ درويش مصدره الحقيقي أنه انتقد انقلاب حماس ومشروعها الطالباني الهدام... وأين فعل ذلك في الجريدة اإسرائيلية quot;هآرتسquot;...فهو والحالة هذه quot;مطبعquot; مع العدو الصهوني. فماذا قال درويش في تصريحه؟ قال الحقيقة كل الحقيقة:quot;يميلون [حماس]إلى فرض مبادئهم على الجميعquot; مثلما يفعل الفاشيون وأعداء حرية الرأي وتعددية الرأي، عند المتأسلمين لا يوجد إلا رأي واحد، هو رأيهم، ومبدأ واحد هو مبدأهم المضحك المبكي. وكشف شاعر الثورة الفسطينية عن مفهوم الديمقراطية عند المتأسلمين في حماس وغيرها من أعداء الحرية والديمقراطية:quot;هم [المتأسلمون]يؤمنون بالديمقراطية لمرة واحدة من أجل الوصول إلى صناديق الإقتراع والحكم فقط[ وبعدها العصا لمن عصى] ولهذا فإنهم كارثة على الديمقراطية. هذه الديمقراطية مناقضة للديمقراطيةquot;. صدقت يا شاعر المقاومة الفلسطينية فالمتأسلمون أعداء للديمقراطية وأعداء للإنسان، وأعداء لروح الإسلام المتسامح والحواري. هم يحاورون من يختلف معهم في الرأي بالرصاص والأحزمة الناسفة.وهي اللغة التي يجيدونها. وعلى الباغي تدور الدوائر.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات