غيّر العالم في 100 يوم بتدشين المصالحة العربية ndash; اليهودية
في 1961 أُلغي حظرُ الزواج بين السود والبيض. في 2008 جلس رئيس أسود على عرش البيت الأبيض. وهكذا قطع تطورُ الذهنيات في أمتك الأمريكية البروتستانتية البيضاء في 47 عاما ما عجز جمود الذهنيات في أمتي العربية الإسلامية عن قطعه منذ أكثر من 14 قرنا. فما زالت العنصرية ضد الذات وضد الآخر فيها بألف خير: تطبيقا للشريعة الإسلامية، مازالت المرأة محرومة من حقوق المواطنة الكاملة في 9 على 10 على الأقل من دول أرض الإسلام حيث لا يحق لها الترشح لرئاسة الدولة أو الحكومة ولا لأية وزارة سيادية عملا بحديث: quot;لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأةquot;. اثبت الواقع أن اليهود افلحوا عندما ولّوا أمرهم غولدا مئير، والهندوس افلحوا عندما ولّوا مرهم انديرا غاندي، والبريطانيين افلحوا عندما ولّوا أمرهم مارغريت تاتشر والألمان افلحوا عندما ولّوا أمرهم انجيلا ميركل... لكن هذيان أمتي الديني المزمن جعلها تصدّق النص وتكذّب الواقع! هذيانها الديني لم يحرم المرأة والمواطن غير المسلم والأقليات من حقوق المواطنة وحسب بل أيضا من حقوقهم الأولية الإنسانية. المرأة مثلا لا يحق لها في قطر والسعودية قيادة السيارة. ماذا أقول؟ بل يحظر عليها في السعودية إجراء عملية جراحية ضرورية إلا بإذن زوجها الذي أعطته الشريعة عليها حق الحياة والموت. أما إذا كانت مواطنة غير مسلمة فقد أسقطت الشريعة حقّها في حضانة أبنائها المسلمين وارثهم وارث زوجها المسلم! وفي دارفور، يُقتل، باسم العنصرية العربية، المسلمون السود لمجرد أنهم سود!
وضع مأساوي مضت عليه القرون، عجزت النخب العربية الإسلامية عن إنقاذ أمتهم منه. أنت باراك أوباما، ربما كنت الوحيد القادر على إنقاذها. كيف؟ بإزالة الانسداد الذي سبّبه استمرار النزاع العربي الإسرائيلي الذي اسقط كثيرا من العرب والمسلمين في الديكتاتوريات العسكرية أو الدينية، وفي التخلف الشامل، وفي أبشع أشكال انتهاك حقوق الإنسان الأولية كقطع يد السارق ورجم الزاني والزانية... وأسقطهم في هذيان quot;المؤامرة اليهودية الأمريكيةquot; وأسقطهم في السعي الجنوني لامتلاك السلاح النووي quot;لازالة إسرائيل من الخارطةquot; واسقطهم في سُوء صناعة القرار، أي العجز عن تعريف المصلحة القومية تعريفا صحيحا.
100 يوم الأولى هي شهر العسل للرئيس الأمريكي لاتخاذ القرارات الصعبة. القرار الأمريكي تصنعه المؤسسات المختصة التي قررت منذ إدارة كلينتون أن حل النزاع العربي الإسرائيلي مصلحة قومية. أي استقرار الشرق الأوسط حيث النفط وطرق نقله، تترك المؤسسات للرئيس حرية اختيار السيناريوهات وتغيير الأولويات لتطبيق قرارها. سلفاك، كلينتون وبوش، عكسا الأولويات فأخرا حله إلى السنة الأخيرة من ولايتهما عندما أصبحا بطة عرجاء بلا هيبة. في الشرق الأوسط فقدان الهيبة مرادف لفقدان التأثير. خذ الدرس من فشلهما. تأجيل حل هذا النزاع الدامي سيكون خطأ سياسيا وأخلاقيا جسيما للدماء التي ستراق فيه عبثا وسيكون وصفه للفشل. فاجعل إذن حله أولوية الأولويات.
أرادت إدارة بوش أن يكون إسقاط الديكتاتورية في العراق مدخلا لحل النزاع العربي الإسرائيلي. فشل هذا السيناريو. فاجعل أنت حله مدخلا لتسهيل حلّ باقي النزاعات الأخرى. الخطأ المؤسس الذي وقع فيه أسلافك هو اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي غير ذي علاقة بالحرب على الإرهاب ولا بباقي الأزمات التي تهز استقرار الشرق الأوسط. والحال أنها أزمات شاملة وتتطلب ردا شاملا. خيط الهداية في نفقها المظلم هو حل النزاع العربي الإسرائيلي خاصة وأنه لم يعد نزاعا على وجود إسرائيل بل فقط على الحدود بينها وبين كل من سورية ودولة فلسطين.
فما هي مزايا المبادرة بحل هذا النزاع؟ سيكون مدخلا للمصالحة العربية اليهودية، للشفاء من التسمّر الذهاني في هذا الصراع للتفرغ لمواجهة المخاطر المشتركة خاصة تلك الناتجة عن الانحباس الحراري التي تهددهم جميعا بأوخم العواقب؛ وسيكون مدخلا للمصالحة العربية الإسلامية ndash; الأمريكية فلا يعود الأمريكيون يتساءلون بقلق quot;لماذا يكرهوننا؟!quot; ولا يعود رجل الشارع الإسلامي يسمي أمريكا quot;الشيطان الأكبرquot;؛ سيخلق ديناميكية سلام كفيلة بتسريع عملية استقرار العراق الجارية، وإيجاد تسوية مقبولة لحرب أفغانستان، وربما بإيجاد حل سلمي للملف النووي الإيراني داعما أعداء الخيار النووي من المحافظين المعتدلين والإصلاحيين الذين قد يفوزون بالرئاسيات القادمة إذا لم يأمر المرشد بتزويرها. احتواء الخطر النووي الإيراني مصلحة عالمية استراتيجية للحيلولة دون انهيار معاهدة منع انتشار السلاح النووي، واستخدامه في نوبة جنونية، طالما عرفتها أرض الإسلام، ضد جيران إيران ووصوله إلى الإرهاب الإسلامي وتكرار كارثة تشرنوبيل كما توقع الأكاديمي د. عبدالله المدني؛ وتخلي حزب الله عن سلاحه؛ وتطبيع العلاقات السورية ndash; اللبنانية؛ وإعادة الثقة المفقودة في الزعامة الأمريكية القوية والعادلة في عالم متعدد الأقطاب يتعاون على نزع فتائل الأزمات الإقليمية والدولية ولماذا لا؟ على تحويل مجلس الأمن الموسّع تدريجيا إلى مشروع حكومة عالمية لوقف الاتجاه الخطر إلى جعل العالم غير قابل للحكم، إلى صَوْمَلة العالم، وتشجيع الاتجاه إلى العولمة السعيدة والمنضبطة بالتنمية المستدامة المحترمة لسلامة البيئة ولحق الأجيال التي لم تولد بعد في موارد وفيرة وبيئة نظيفة؛ وسيساهم في تجفيف ينابيع الإسلام الجهادي الذي يستخدم الاحتلال الإسرائيلي كوسيلة لتعبئة المسلمين للجهاد. ألم يكتب د. أيمن الظواهري: نشر الولاء والبراء بين جماهير الأمة هو الهدف المركزي للقاعدة وليس تحرير فلسطين quot;رغم أنها عزيزة عليناquot;. لكن quot;إفـْهام جماهير الأمة الولاء والبراء يتطلب وقتا طويلا وعدونا لن يترك لنا هذا الوقت، لذلك علينا أن نستخدم الجهاد في فلسطين كوسيلة لإفهام الأمة الولاء والبراءquot; أي الجهاد إلى قيام الساعة في quot;اليهود والصليبيينquot;؟ وصفة لحرب دينية عالمية تدوم قرونا؛ وتجفيف ينابيع كراهية الغرب والحداثة المسؤولين في الخطاب الجهادي على إسقاط الخلافة العثمانية لصالح quot;دويلات وإمارات انفصالية. والقضاء على الشريعة الإسلاميةquot; لصالح القانون الوضعي وquot;تسليم فلسطين فريسة سهلة لليهودquot;، هذه الكراهية أعاقت حتى الآن كثيرا من دول أرض الإسلام عن التبني الكامل للحداثة: حداثة الاقتصاد وصناعة القرار والتعليم ووضع المرأة، كما فعلت تونس؛ ووضع غير المسلم وغير العربي. إزالة هذه الكراهية بإزالة أهم أسبابها، النزاع العربي الإسرائيلي، سيعزز مواقع النخب الحديثة الساعية للإصلاح الشامل، وتشكيل حكومات تعبر عن حقيقة مجتمعاتها بمشاركة النساء وغير المسلمين والملونين والأكراد والشيعة وغيرهم من الأقليات التي تُعامل الآن ككمٌ مهمل، وهي تدابير ضرورية للعيش في القرن الحادي والعشرين ونزع فتائل الحروب الاثنية والقبلية والطائفية والدينية في أرض الإسلام.
حل هذا النزاع الذي اختلط فيه الدين بالسياسة على نحو متفجر سيكون مفاجأتك السعيدة لشعوب المنطقة والعالم، وسيكون لها ولاشك وقع سايكولوجي صحي على جميع الأزمات بما فيها الأزمة المالية ndash; والاقتصادية - العالمية.
كيف يمكن الوصول إلى هذا الحل؟ الحكومات الإسرائيلية عبرت دائما عن عدم ثقتها في أي مؤتمر دولي مفضّلة عنه التفاوض الثنائي برعاية أمريكية. فليكن. شكـّل بعثة أمريكية للسلام برئاسة الرئيس بيل كلينتون ورئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل، ايهود اولمرت، وعضوية الأمير طلال بن عبدالعزيز، ممثلا رمزيا لمبادرة السلام العربية، وكل من وليد الخالدي وشبلي تلحمي، ممثلين رمزيين للشعب الفلسطيني. وأي حل؟ تطبيق مقترحات كلينتون التي أعطت لليهود ما افتقدوه منذ تدمير الهيكل الأول سنة 586ق. م. وأعطت للفلسطينيين ما لم يعرفوه في تاريخهم قط: دولة مستقلة. وتطبيق quot;وصيةquot; أولمرت لخليفته التي اعترفت للفلسطينيين بالأساسي مما يطالبون به: quot;علينا، قال اولمرت، التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين وهذا يعني أن ننسحب تقريبا من كل الأراضي (المحتلة) إن لم يكن من جميعها... نبقي تحت سيطرتنا نسبة معينة من هذه الأراضي ... لكن سنكون مضطرين لإعطاء الفلسطينيين أرضا بديلة بالنسبة ذاتها، بمعدل واحد إلى واحد، لأنه لن يكون سلام من دون ذلك... أقول لكم ما لم يقله أي زعيم إسرائيلي قبلي.. حان الوقت لنقولها وحان الوقت لنضعها على الطاولةquot;، كما اعطت للسوريين كل ما تمنّوه: quot;لا يمكن تحقيق السلام مع سورية دون التنازل عن الجولانquot;، كما قال في حديثه مع يديعوت احرنوت.
quot;وصيةquot; اولمرت تعيد الثقة إلى المفاوضيْن السوري والفلسطيني وكذلك حضوره في بعثة السلام، قال الرئيس كلينتون محقا: quot;لو بقي رابين حيا لتحقق السلام. عرفات كان يثق في رابين. واغتياله كان اغتيالا لعملية السلام بأكملهاquot;.
الرئيس باراك اوباما، يقال عنك أنك بلا تجربة. حَـلّك لنزاع عمره قرن، وتَسبب في خمسة حروب وانتفاضتين داميتين، خلال الـ100 يوم الأولى لإدارتك سيبرهن للعالم على أنك قائد ناجح ومسؤول وتقدم بذلك أفضل هدية لأكثر من 80 % من شعوب العالم التي صلّت لفوزك ورقصت له.
وضع مأساوي مضت عليه القرون، عجزت النخب العربية الإسلامية عن إنقاذ أمتهم منه. أنت باراك أوباما، ربما كنت الوحيد القادر على إنقاذها. كيف؟ بإزالة الانسداد الذي سبّبه استمرار النزاع العربي الإسرائيلي الذي اسقط كثيرا من العرب والمسلمين في الديكتاتوريات العسكرية أو الدينية، وفي التخلف الشامل، وفي أبشع أشكال انتهاك حقوق الإنسان الأولية كقطع يد السارق ورجم الزاني والزانية... وأسقطهم في هذيان quot;المؤامرة اليهودية الأمريكيةquot; وأسقطهم في السعي الجنوني لامتلاك السلاح النووي quot;لازالة إسرائيل من الخارطةquot; واسقطهم في سُوء صناعة القرار، أي العجز عن تعريف المصلحة القومية تعريفا صحيحا.
100 يوم الأولى هي شهر العسل للرئيس الأمريكي لاتخاذ القرارات الصعبة. القرار الأمريكي تصنعه المؤسسات المختصة التي قررت منذ إدارة كلينتون أن حل النزاع العربي الإسرائيلي مصلحة قومية. أي استقرار الشرق الأوسط حيث النفط وطرق نقله، تترك المؤسسات للرئيس حرية اختيار السيناريوهات وتغيير الأولويات لتطبيق قرارها. سلفاك، كلينتون وبوش، عكسا الأولويات فأخرا حله إلى السنة الأخيرة من ولايتهما عندما أصبحا بطة عرجاء بلا هيبة. في الشرق الأوسط فقدان الهيبة مرادف لفقدان التأثير. خذ الدرس من فشلهما. تأجيل حل هذا النزاع الدامي سيكون خطأ سياسيا وأخلاقيا جسيما للدماء التي ستراق فيه عبثا وسيكون وصفه للفشل. فاجعل إذن حله أولوية الأولويات.
أرادت إدارة بوش أن يكون إسقاط الديكتاتورية في العراق مدخلا لحل النزاع العربي الإسرائيلي. فشل هذا السيناريو. فاجعل أنت حله مدخلا لتسهيل حلّ باقي النزاعات الأخرى. الخطأ المؤسس الذي وقع فيه أسلافك هو اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي غير ذي علاقة بالحرب على الإرهاب ولا بباقي الأزمات التي تهز استقرار الشرق الأوسط. والحال أنها أزمات شاملة وتتطلب ردا شاملا. خيط الهداية في نفقها المظلم هو حل النزاع العربي الإسرائيلي خاصة وأنه لم يعد نزاعا على وجود إسرائيل بل فقط على الحدود بينها وبين كل من سورية ودولة فلسطين.
فما هي مزايا المبادرة بحل هذا النزاع؟ سيكون مدخلا للمصالحة العربية اليهودية، للشفاء من التسمّر الذهاني في هذا الصراع للتفرغ لمواجهة المخاطر المشتركة خاصة تلك الناتجة عن الانحباس الحراري التي تهددهم جميعا بأوخم العواقب؛ وسيكون مدخلا للمصالحة العربية الإسلامية ndash; الأمريكية فلا يعود الأمريكيون يتساءلون بقلق quot;لماذا يكرهوننا؟!quot; ولا يعود رجل الشارع الإسلامي يسمي أمريكا quot;الشيطان الأكبرquot;؛ سيخلق ديناميكية سلام كفيلة بتسريع عملية استقرار العراق الجارية، وإيجاد تسوية مقبولة لحرب أفغانستان، وربما بإيجاد حل سلمي للملف النووي الإيراني داعما أعداء الخيار النووي من المحافظين المعتدلين والإصلاحيين الذين قد يفوزون بالرئاسيات القادمة إذا لم يأمر المرشد بتزويرها. احتواء الخطر النووي الإيراني مصلحة عالمية استراتيجية للحيلولة دون انهيار معاهدة منع انتشار السلاح النووي، واستخدامه في نوبة جنونية، طالما عرفتها أرض الإسلام، ضد جيران إيران ووصوله إلى الإرهاب الإسلامي وتكرار كارثة تشرنوبيل كما توقع الأكاديمي د. عبدالله المدني؛ وتخلي حزب الله عن سلاحه؛ وتطبيع العلاقات السورية ndash; اللبنانية؛ وإعادة الثقة المفقودة في الزعامة الأمريكية القوية والعادلة في عالم متعدد الأقطاب يتعاون على نزع فتائل الأزمات الإقليمية والدولية ولماذا لا؟ على تحويل مجلس الأمن الموسّع تدريجيا إلى مشروع حكومة عالمية لوقف الاتجاه الخطر إلى جعل العالم غير قابل للحكم، إلى صَوْمَلة العالم، وتشجيع الاتجاه إلى العولمة السعيدة والمنضبطة بالتنمية المستدامة المحترمة لسلامة البيئة ولحق الأجيال التي لم تولد بعد في موارد وفيرة وبيئة نظيفة؛ وسيساهم في تجفيف ينابيع الإسلام الجهادي الذي يستخدم الاحتلال الإسرائيلي كوسيلة لتعبئة المسلمين للجهاد. ألم يكتب د. أيمن الظواهري: نشر الولاء والبراء بين جماهير الأمة هو الهدف المركزي للقاعدة وليس تحرير فلسطين quot;رغم أنها عزيزة عليناquot;. لكن quot;إفـْهام جماهير الأمة الولاء والبراء يتطلب وقتا طويلا وعدونا لن يترك لنا هذا الوقت، لذلك علينا أن نستخدم الجهاد في فلسطين كوسيلة لإفهام الأمة الولاء والبراءquot; أي الجهاد إلى قيام الساعة في quot;اليهود والصليبيينquot;؟ وصفة لحرب دينية عالمية تدوم قرونا؛ وتجفيف ينابيع كراهية الغرب والحداثة المسؤولين في الخطاب الجهادي على إسقاط الخلافة العثمانية لصالح quot;دويلات وإمارات انفصالية. والقضاء على الشريعة الإسلاميةquot; لصالح القانون الوضعي وquot;تسليم فلسطين فريسة سهلة لليهودquot;، هذه الكراهية أعاقت حتى الآن كثيرا من دول أرض الإسلام عن التبني الكامل للحداثة: حداثة الاقتصاد وصناعة القرار والتعليم ووضع المرأة، كما فعلت تونس؛ ووضع غير المسلم وغير العربي. إزالة هذه الكراهية بإزالة أهم أسبابها، النزاع العربي الإسرائيلي، سيعزز مواقع النخب الحديثة الساعية للإصلاح الشامل، وتشكيل حكومات تعبر عن حقيقة مجتمعاتها بمشاركة النساء وغير المسلمين والملونين والأكراد والشيعة وغيرهم من الأقليات التي تُعامل الآن ككمٌ مهمل، وهي تدابير ضرورية للعيش في القرن الحادي والعشرين ونزع فتائل الحروب الاثنية والقبلية والطائفية والدينية في أرض الإسلام.
حل هذا النزاع الذي اختلط فيه الدين بالسياسة على نحو متفجر سيكون مفاجأتك السعيدة لشعوب المنطقة والعالم، وسيكون لها ولاشك وقع سايكولوجي صحي على جميع الأزمات بما فيها الأزمة المالية ndash; والاقتصادية - العالمية.
كيف يمكن الوصول إلى هذا الحل؟ الحكومات الإسرائيلية عبرت دائما عن عدم ثقتها في أي مؤتمر دولي مفضّلة عنه التفاوض الثنائي برعاية أمريكية. فليكن. شكـّل بعثة أمريكية للسلام برئاسة الرئيس بيل كلينتون ورئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل، ايهود اولمرت، وعضوية الأمير طلال بن عبدالعزيز، ممثلا رمزيا لمبادرة السلام العربية، وكل من وليد الخالدي وشبلي تلحمي، ممثلين رمزيين للشعب الفلسطيني. وأي حل؟ تطبيق مقترحات كلينتون التي أعطت لليهود ما افتقدوه منذ تدمير الهيكل الأول سنة 586ق. م. وأعطت للفلسطينيين ما لم يعرفوه في تاريخهم قط: دولة مستقلة. وتطبيق quot;وصيةquot; أولمرت لخليفته التي اعترفت للفلسطينيين بالأساسي مما يطالبون به: quot;علينا، قال اولمرت، التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين وهذا يعني أن ننسحب تقريبا من كل الأراضي (المحتلة) إن لم يكن من جميعها... نبقي تحت سيطرتنا نسبة معينة من هذه الأراضي ... لكن سنكون مضطرين لإعطاء الفلسطينيين أرضا بديلة بالنسبة ذاتها، بمعدل واحد إلى واحد، لأنه لن يكون سلام من دون ذلك... أقول لكم ما لم يقله أي زعيم إسرائيلي قبلي.. حان الوقت لنقولها وحان الوقت لنضعها على الطاولةquot;، كما اعطت للسوريين كل ما تمنّوه: quot;لا يمكن تحقيق السلام مع سورية دون التنازل عن الجولانquot;، كما قال في حديثه مع يديعوت احرنوت.
quot;وصيةquot; اولمرت تعيد الثقة إلى المفاوضيْن السوري والفلسطيني وكذلك حضوره في بعثة السلام، قال الرئيس كلينتون محقا: quot;لو بقي رابين حيا لتحقق السلام. عرفات كان يثق في رابين. واغتياله كان اغتيالا لعملية السلام بأكملهاquot;.
الرئيس باراك اوباما، يقال عنك أنك بلا تجربة. حَـلّك لنزاع عمره قرن، وتَسبب في خمسة حروب وانتفاضتين داميتين، خلال الـ100 يوم الأولى لإدارتك سيبرهن للعالم على أنك قائد ناجح ومسؤول وتقدم بذلك أفضل هدية لأكثر من 80 % من شعوب العالم التي صلّت لفوزك ورقصت له.
التعليقات