حاولت ان اقرأ ما امكن من تعليقات على حادثة وداع بوش بفردتي حذاء.
قرأت حتى ما كتب في الصحافة الاسرائيلية.
شخصيا, اعتقد ان من العيب القاء فردة حذاء على انسان, ولو كان بوش.
لكن بعيدا عن اعتقادي الشخصي, فما وجدته من قرائاتي للتعليقات العربية والدولية ان كثيرين يبدون راضين بالحذائين الطائرين.
ليس العرب وحدهم من ابدى هذه الشماتة تجاه الرئيس الامريكي. اذ حتى بعض الصحف الغربية, والاكثر, بعض الصحف الاسرائيلية فعلت الشيء ذاته.
فبوش لم يكن عصرا جيدا, لا على العرب, ولا الغرب, ولا اسرائيل.
من اجل ذلك كانت هناك فردتان, واحدة عن العرب, واخرى عن شعوب العالم.
ما لفت انتباهي في متابعة اخبار الحذائين الطائرين هو ان أمن رئيس الوزراء العراقي قبض على الرجل للتحقيق معه. كان اول ما فعلوه به ان تأكدوا من سلامته العقلية, وعدم تعاطيه اي مخدرات او كحوليات.
لست اعتقد انه كانت هناك حاجة الى مثل هذه الفحوصات.
فأنا مؤمن ان جزءً كبيرا من الشعب العراقي ربما كان يقدم على الفعلة ذاتها لو اتيحت له الفرصة.
لعل من العيب ان نستقبل ضيفا, ايا كان, بفردتي حذاء..
لكنها ثقافة العرب عندما يغضبون.
فمن يلوم العراقيين على ما يعانون منه وقد فاق قتلاهم المليون انسان بسبب هذا الرجل؟
إلا انني اقول هنا ايضا ان بوش ليس وحده من أخطأ, على الاقل بالنسبة للعراق.
بل يتحمل المسؤولية العراقيين انفسهم الذين دفع بعض ابرز رموزهم تجاه شن الحرب على بلدهم.
واذكّر هنا بالحذاء الشهير الذي ظهر امام العالم لرجل عراقي وهو يضرب به صورة صدام بعد ان سقط.
من اجل ذلك ربما كانت فردة واحدة تكفي الرئيس الامريكي!
اما الفردة الثانية فنستحقها نحن الذين عجزنا عن ان نرى الى اين كان يقودنا جنون بوش!
عندما صمتنا امامه وهو يمزق العراق.
وعندما خفنا ان نقول له لا تسقط النظام فنحن ادرى بما سيؤول اليه العراق.
أنا لست مع الديكتاتورية السابقة, لكنني لا أريد عراقا ممزقا.
وان كان لي ان اختار بين الاثنين, فليت صدام يبعث استثناء من قبره.
واختم مقالي بالقول, إن جاز لنا ان نصف ما حدث مع بوش, فسأقول انه ببساطة تلقى افضل مكافأة نهاية خدمة في حياته!

هاني نقشبندي
[email protected]