كلنا يتحدث الآن عن حوار الاديان.
كلنا نتحدث عن الموضوع ذاته، في الوقت ذاته.
كما لو أن الاديان اكتشفت الاسبوع الماضي فقط. او أن مبدأ الحوار لم يعرف سوى البارحة.
بصرف النظر عن التوقيت، فالننظر الى مسألة الجدية هنا.
هل نحن جادون فعلا في حوار حقيقي مع الاديان الاخرى؟
ربما كنا راغبين.. لكن الجدية أمر آخر.
لست اعتقد اننا جادون في الأمر. والسبب هو ان الضرورة الآنية، لا الانسانية، هي التي دفعتنا الى هذا الاتجاه.
نحن ما نزال في داخلنا لا نؤمن بالآخر.
اذا اردتم وصفا اكثر دقة قلت اننا ما نزال حتى اللحظة نكره الآخر ونحتقره. وباحصاء بسيط سنجد ان الكارهين للمسيحية في العالم الاسلامي اكثر من اولئك الراغبين في الحوار معها.
وكما هناك اصوات تطالب بالحوار مع الآخر، فهناك اصوات تزداد كل يوم رفضا لهذا الآخر. لأنها تؤمن ان الآخر كافر. وان الآخر يكرهنا. فكيف نحاور كافرا يكرهنا؟
الحوار مع الآخر لا يصنعه قرار سياسي، بل ثقافة انسانية وعقلية راقية. وذاك امر نفتقده.
خذ مثلا الوضع في السعودية، او مصر، او باكستان، ستجد ان الحوار مع ابناء الوطن من مذهب آخر او دين آخر، هو حوار ضعيف، ومتردد، ومرفوض في بعض الاحيان، وهم ابناء وطن واحد.
كيف يمكن اذا ان نؤمن بأن هناك جدية في الحوار مع الاديان الاخرى، ونحن ما نزال لا نتحاور بل ولا نؤمن اساسا بالطوائف والاديان التي تعيش بيننا ومعنا؟
حوار الاديان أمر مهم ولا شك.
لكني على قناعة بأننا لسنا مهيئين بعد لمثل هذه الدرجة من العقلانية.
وان اردنا ان نكون صادقين، فالنتعلم، قبل ان نتحاور مع الاديان الاخرى، كيف نحترمها اولا.

[email protected]