احتفلت الامارات العربية المتحدة مؤخرا بعيد اتحادها رقم 37. وقد غصت الشوارع بالمحتفين من كل الاعمار، ولكن ليس من كل الفئات.
أسعدني ما رأيته من فرحة في عيون المواطنين. لكني تمنيت لو رأيت كل فئات المجتمع تشارك في الاحتفال لا المواطنون وحدهم.
لن اتحدث هنا عن الامارات فقط، بل عن كل دول الخليج العربي. فهي اكثر الدول العربية التي يزيد غير المواطنين فيها عن المواطنين, بما يجعل مسألة الهوية الوطنية هاجسا كبيرا.
أقول أنني كنت سأسر كثيرا لرؤية غير المواطنين يشاركون في احتفالات اليوم الوطني لكل دولة خليجية.
لست اطالب دول الخليج ان تشجع مشاركة الجميع بالمطلق في احتفالاتها الوطنية، لكن على الاقل الجنسيات العربية، او على الأقل من طالت اقامته في هذه الدول اكثر من نصف عمره.
وهذه النقطة الأخيرة اريد ان اقف عندها لأقول ان في دول الخليج جنسيات، معظمها عربي الهوية، تمتد اقامتها لعقود عدة. مثل هؤلاء لا يجب أن يتم تهميشهم او التعامل معهم على اساس انهم quot;وافدونquot;، بل يجب ان ينظر لهم على انهم جزء من النسيج الاجتماعي الاساسي بعد تلك العقود التي قضوها في الخليج.
لا يمكن الدفع هنا بمسألة الولاء.. فأنا على ثقة بأن لدى ابناء تلك الجنسيات العربية، بل وغير العربية ايضا، وفاء للخليج اكثر من وفاء بعض ابنائه له. ان لم يكن بدافع الحب فبدافع أنه مصدر الرزق ومكان الاقامة.
لن اتحدث عن الفلسطينيين الذين يفترض ان لا نشك في ولائهم للبلدان التي يقيمون فيها من باب اليأس في العودة الى الوطن الأم. بل اتحدث هنا عن اولئك الذين ينتمون الى جنسيات اخرى، الاردن، لبنان، مصر، المغرب.. الخ. هؤلاء هم ايضا يملكون حسا وطنيا وولاء للأرض التي يعيشون عليها. فليس الولاء بضعة اوراق ثبوتيه، بل مسألة احساس. انه مثل الحب. لا أوراق ثبوتية له. لكنه موجود.. وموجود بقوة في وجدان كل منا وان لم يظهر للعيان.
هناك نوع من التجاهل لغير المواطنين في المجتمعات الخليجية، وتجاهل كبير احيانا. حتى ليخال البعض انها مجتمعات مغلقة، وعنصرية، وغير قادرة على ادماج الآخرين في نسيجها.
مثل هذا التجاهل اراه في أعلى سلطة خليجية، وهو مجلس التعاون الخليجي. فمنذ تأسيس المجلس قبل اكثر من ربع قرن، وحتى اليوم، تنحصر معظم قراراته في معالجة هموم المواطنين وحدهم. حسن، لا بأس في ذلك، فكل دولة يهمها مواطنوها بالدرجة الاولى. لكن ماذا عن هموم وآمال الجنسيات الاخرى التي تفوق في عددها تعداد المواطنين، والتي تعيش في الخليج عمرا يفوق عمر مجلس التعاون نفسه؟
نحن نشكك دوما في مسألة الولاء ومن يدينون به لنا.. لكن، ما هو مقياس الولاء هنا؟ وايضا، من قال ان من عاش اكثر من ربع قرن فوق ثرى هذا الخليج لا يدين له بالولاء؟
انه يدين.. وحتى لو لم يكن كذلك بالفعل، لنجعله كذلك عندما نضعه ضمن اهتماماتنا ونقول له انت منا وفينا، لا ان ندفع به خارج الحدود من اجل غلطة ارتكبها وقد مضى عليه اكثر من عشرة او عشرين عاما بيننا.
إذا كنا نريد للآخرين ان يكونوا اوفياء لنا، فيجب ان نكون اوفياء لهم بالمثل.
إذ كما هم قد استفادوا من هذا المجتمع الخليجي، كما هم قد ساهموا في بناءه ايضا.
أسعدني ما رأيته من فرحة في عيون المواطنين. لكني تمنيت لو رأيت كل فئات المجتمع تشارك في الاحتفال لا المواطنون وحدهم.
لن اتحدث هنا عن الامارات فقط، بل عن كل دول الخليج العربي. فهي اكثر الدول العربية التي يزيد غير المواطنين فيها عن المواطنين, بما يجعل مسألة الهوية الوطنية هاجسا كبيرا.
أقول أنني كنت سأسر كثيرا لرؤية غير المواطنين يشاركون في احتفالات اليوم الوطني لكل دولة خليجية.
لست اطالب دول الخليج ان تشجع مشاركة الجميع بالمطلق في احتفالاتها الوطنية، لكن على الاقل الجنسيات العربية، او على الأقل من طالت اقامته في هذه الدول اكثر من نصف عمره.
وهذه النقطة الأخيرة اريد ان اقف عندها لأقول ان في دول الخليج جنسيات، معظمها عربي الهوية، تمتد اقامتها لعقود عدة. مثل هؤلاء لا يجب أن يتم تهميشهم او التعامل معهم على اساس انهم quot;وافدونquot;، بل يجب ان ينظر لهم على انهم جزء من النسيج الاجتماعي الاساسي بعد تلك العقود التي قضوها في الخليج.
لا يمكن الدفع هنا بمسألة الولاء.. فأنا على ثقة بأن لدى ابناء تلك الجنسيات العربية، بل وغير العربية ايضا، وفاء للخليج اكثر من وفاء بعض ابنائه له. ان لم يكن بدافع الحب فبدافع أنه مصدر الرزق ومكان الاقامة.
لن اتحدث عن الفلسطينيين الذين يفترض ان لا نشك في ولائهم للبلدان التي يقيمون فيها من باب اليأس في العودة الى الوطن الأم. بل اتحدث هنا عن اولئك الذين ينتمون الى جنسيات اخرى، الاردن، لبنان، مصر، المغرب.. الخ. هؤلاء هم ايضا يملكون حسا وطنيا وولاء للأرض التي يعيشون عليها. فليس الولاء بضعة اوراق ثبوتيه، بل مسألة احساس. انه مثل الحب. لا أوراق ثبوتية له. لكنه موجود.. وموجود بقوة في وجدان كل منا وان لم يظهر للعيان.
هناك نوع من التجاهل لغير المواطنين في المجتمعات الخليجية، وتجاهل كبير احيانا. حتى ليخال البعض انها مجتمعات مغلقة، وعنصرية، وغير قادرة على ادماج الآخرين في نسيجها.
مثل هذا التجاهل اراه في أعلى سلطة خليجية، وهو مجلس التعاون الخليجي. فمنذ تأسيس المجلس قبل اكثر من ربع قرن، وحتى اليوم، تنحصر معظم قراراته في معالجة هموم المواطنين وحدهم. حسن، لا بأس في ذلك، فكل دولة يهمها مواطنوها بالدرجة الاولى. لكن ماذا عن هموم وآمال الجنسيات الاخرى التي تفوق في عددها تعداد المواطنين، والتي تعيش في الخليج عمرا يفوق عمر مجلس التعاون نفسه؟
نحن نشكك دوما في مسألة الولاء ومن يدينون به لنا.. لكن، ما هو مقياس الولاء هنا؟ وايضا، من قال ان من عاش اكثر من ربع قرن فوق ثرى هذا الخليج لا يدين له بالولاء؟
انه يدين.. وحتى لو لم يكن كذلك بالفعل، لنجعله كذلك عندما نضعه ضمن اهتماماتنا ونقول له انت منا وفينا، لا ان ندفع به خارج الحدود من اجل غلطة ارتكبها وقد مضى عليه اكثر من عشرة او عشرين عاما بيننا.
إذا كنا نريد للآخرين ان يكونوا اوفياء لنا، فيجب ان نكون اوفياء لهم بالمثل.
إذ كما هم قد استفادوا من هذا المجتمع الخليجي، كما هم قد ساهموا في بناءه ايضا.
التعليقات