مقدمة: يا أمة أونطة!!
سوف لن استخدم الهجاء ولا الشتيمة ضد (الامة العربية) كما فعل ذلك الصديق العزيز الاعلامي حمدي قنديل قبل ايام في برنامجه التلفزيوني الشهير (قلم رصاص) عندما قال بالحرف الواحد: quot; آه يا أمة جاحدة.. يا أمة ناكرة.. يا أمة ذليلة.. يا أمة واهنة.. يا أمة تلفانة.. يا أمة عدمانة.. يا أمة أونطة... quot; بالرغم من كل ما حاق بهذه (الامة العربية المجيدة) التي ذبحت الحناجر من اجل شعارات رفعتها الملايين في (الوحدة والحرية والاشتراكية).. ولكن لم تعدم حياتنا أبدا من ثقافة الممانعات والخطوط الحمراء منذ خمسين سنة.. فاذا كانت تلك quot; الثقافة quot; تصنعها السلطات وسياسات الدول سابقا، فقد غدت اليوم ثقافة مجتمعات كاملة، غاصت نحو الاسفل باحزابها وجماعاتها وفصائلها ومليشياتها وهيئاتها وتكتلاتها.. لقد أمسينا نعيش داخل اسيجة واسوار، بل وفي مناطق وحصون حتى غدونا في شبكة مكهربة من خطوط حمراء لا يمكن تخطّيها ابدا!
ولا اريد ان يتهمني البعض في هذا quot; المقال quot; او غيره، بأنني لا اعرف الا النقد وتجريح الذات العربية او جلدها، أبدا، اذ اعتز بمساهمتي طويلا ومنذ اربعين سنة بخدمة المجتمعات العربية تربويا واكاديميا واعلاميا بين مشرقها ومغربها، وكّنا قد اكثرنا من تمجيد ماضينا التليد، كما انني من المؤمنين أن العرب لابد ان يأخذوا دورهم الحضاري والانساني في المستقبل، وساقدم في مقال آخر، وبكل تواضع، بعض بدائل اجدها مناسبة للتغيير وثورة المستقبل. ان ما ساعالجه في ادناه يقع اساسا في باب المكاشفات التي تفضح خمول ما يزيد عن 300 مليون عربي على وجه الارض، وهم الاقل تأثيرا في حياة العصر، ولا تبتعد منجزاتهم عن اجتماعات للثرثرة وصناعة الكلام ولبس الاقنعة المناسبة.
سوف لن استخدم الهجاء ولا الشتيمة ضد (الامة العربية) كما فعل ذلك الصديق العزيز الاعلامي حمدي قنديل قبل ايام في برنامجه التلفزيوني الشهير (قلم رصاص) عندما قال بالحرف الواحد: quot; آه يا أمة جاحدة.. يا أمة ناكرة.. يا أمة ذليلة.. يا أمة واهنة.. يا أمة تلفانة.. يا أمة عدمانة.. يا أمة أونطة... quot; بالرغم من كل ما حاق بهذه (الامة العربية المجيدة) التي ذبحت الحناجر من اجل شعارات رفعتها الملايين في (الوحدة والحرية والاشتراكية).. ولكن لم تعدم حياتنا أبدا من ثقافة الممانعات والخطوط الحمراء منذ خمسين سنة.. فاذا كانت تلك quot; الثقافة quot; تصنعها السلطات وسياسات الدول سابقا، فقد غدت اليوم ثقافة مجتمعات كاملة، غاصت نحو الاسفل باحزابها وجماعاتها وفصائلها ومليشياتها وهيئاتها وتكتلاتها.. لقد أمسينا نعيش داخل اسيجة واسوار، بل وفي مناطق وحصون حتى غدونا في شبكة مكهربة من خطوط حمراء لا يمكن تخطّيها ابدا!
ولا اريد ان يتهمني البعض في هذا quot; المقال quot; او غيره، بأنني لا اعرف الا النقد وتجريح الذات العربية او جلدها، أبدا، اذ اعتز بمساهمتي طويلا ومنذ اربعين سنة بخدمة المجتمعات العربية تربويا واكاديميا واعلاميا بين مشرقها ومغربها، وكّنا قد اكثرنا من تمجيد ماضينا التليد، كما انني من المؤمنين أن العرب لابد ان يأخذوا دورهم الحضاري والانساني في المستقبل، وساقدم في مقال آخر، وبكل تواضع، بعض بدائل اجدها مناسبة للتغيير وثورة المستقبل. ان ما ساعالجه في ادناه يقع اساسا في باب المكاشفات التي تفضح خمول ما يزيد عن 300 مليون عربي على وجه الارض، وهم الاقل تأثيرا في حياة العصر، ولا تبتعد منجزاتهم عن اجتماعات للثرثرة وصناعة الكلام ولبس الاقنعة المناسبة.
الحياة العربية تتعّرى لأول مرة!
كانت الحياة السابقة مليئة بالمخفيات والاسرار التي لا يعرفها الا الاذكياء والمتابعين، وكانت الايجابيات تغلب على السلبيات الى حد كبير، خصوصا عندما نعلم بأن ثمة حدودا ومسافات بين الخصوصيات في التقاليد والاعراف.. ومع الثورة الاعلامية، وانتشار المعلومات والافكار عبر الزمن الالكتروني وشبكة المعلومات الدولية (= الانترنيت) ولواقط الفضائيات التي لا تعد ولا تحصى.. بدأت تنكشف للعالم وللمحيط عدة اسرار جديدة عن مخفيات يختلف الناس بشأنها، ولكن يعاد تشكيل صياغتها من جديد على ضوء ما تريده متطلبات الواقع اليوم، وهو واقع مأزوم كما يعترف الجميع بذلك! ان من المحزن حقا ان تدخل مجتمعاتنا العربية قاطبة مثل هذا الزمن وبهذه الهيئة المضحكة من العادات والتقاليد، وبهذا التفكير الذي يؤمن ايمانا راسخا بالمشعوذات والاوهام والظنون.. وبهذا الشلل السياسي الذي يسود في كل مكان بعد ان عشنا كل مماحكات وتجارب وايديولوجيات وفلسفات القرن العشرين!
ان العرب جميعا هم من اكثر شعوب الارض تضررا اليوم من هذا الصراع بين انفتاح كل شيئ على مصراعيه اعلاميا وخطابيا ومعرفيا وسلوكيا وبين انغلاقياتهم على ما يعتزون به من قيم وتقاليد ربما تغدو سجونا من الدرجة الاولى.. بين تفجر العواطف وبين غياب العقل.. بين التسرع في اعلان مواقفهم العاطفية او المبنية على الظنون وبين واقع لا يمت لتلك المواقف بأي صلة! ويصل التناقض اقصى مدياته بين اناس متطرفين ومتزمتين يتملكهم التعّصب للغاية، وبين اناس طفيليين وتافهين يلعبون بالملايين.. وكلا من الاثنين لا مانع لديه من استخدام القتل والجريمة من اجل منافع ذاتية واغراض دنيئة، كما تخبرنا قصص مسؤولين ومعممين وبرلمانيين ورجال اعمال وفنانين!
حياتنا تمتلئ بالمشعوذين!
ما من واقع تراكمت فيه الترسبات والتقاليد البالية، وترهلت فيه المواقف والسلوكيات الخاصة، وبيعت فيه الارادات الوطنية والانسانية، بأسوأ مما يمكن تصّوره عبر مضي السنوات الاخيرة التي اجدها وقد رجعت اليوم الى احقاب الانحطاط.. ويكاد يكون الجميع يشكو من حقيقة امراض الواقع وعلله واورامه التي نصحو كل يوم على واحد منها، ولا نسمع غير ولولة النساء، وتسكع الرجال،وهزال الثقافة، وتفاهة السياسة، وصراخ الفضائيات، وسذاجة المواعظ وصولا الى حالات القتل والنحر والارهاب.. فضلا عن اختراقات هنا واحتلالات هناك.. مزايدات هنا ومساومات هناك.. تبعية هنا وعبث هناك.. انقسامات هنا وصراعات هناك.. انها حقيقة مختزلة ومؤلمة ربما لا يعترف البعض بها، وربما لا يريد البعض فضحها بل التستر عليها، وربما يبغي البعض استيعابها والرقص على تداعياتها. ان المسألة اخطر بكثير مما يتخيله الناس، اذ تدخل فيها عوامل سياسية وتاريخية واجتماعية وسايكلوجية وطائفية.. انها نتاج الصراع الحاد بين عالم مدهش من الماديات التي بات الانسان لا يستطيع التخّلي عنها أبدا، وبين عالم عجيب من الماورائيات والمازوكيات والعصابيات التي لم تعد تقتصر على الروحانيات المثالية الخلاقة المنقّية للنفس التي نعرفها ونجلها ونحترمها، بل انغمرت في الشعوذات والاوهام والتخيلات. لقد تابعت قبل ايام برنامجا تلفزيونيا اسمه (أحمر بالخط العريض) على قناة ال بي سي اللبنانية وهو ينقل مشاهد عفوية من حالات مرضية معبّرة لما يؤمن به الملايين طبعا من خرافات وسحر وشعوذة، وقد تألمت لموقف رجل العلم الذي لم يسمع كلامه ابدا ازاء سطوة المشعوذين واباطيلهم.. في حين راح رجل الدين يسفه موقف رجل العلم والفرق جسيم وخطير بين مختص بعلم النفس العيادي وبين رجل دين لا يؤمن أبدا بما يقوله العلم!! ومن أتعس ما نجده اليوم هو تحيز الاعلاميين الكامل بعيدا عن العلماء، بل ان بعض الاعلاميين يحاول النيل من رجال التخصص والعلم كي يرضي ملايين المشاهدين الذين لا يعرفون ما الذي يقوله رجال العلم اصلا. وعليه، ينزوي العديد من النخب العربية الذكية من مختصين ومثقفين ومبدعين وفنانين ومحترفين حقيقيين في زوايا حياتنا العربية اليوم، ولكنهم اسرى واقع سياسي وسلطوي واجتماعي يكبلهم بكل القيود، ويحّد من فعالياتهم وانشطتهم وابداعاتهم. فمتى سيأخذ هؤلاء زمام المبادرة؟ متى يقتلع من حياتنا كل السفهاء والمتخلفين والمتكلسين والمقلدين والمشعوذين والطفيليين والمثرثرين..؟؟
ما من واقع تراكمت فيه الترسبات والتقاليد البالية، وترهلت فيه المواقف والسلوكيات الخاصة، وبيعت فيه الارادات الوطنية والانسانية، بأسوأ مما يمكن تصّوره عبر مضي السنوات الاخيرة التي اجدها وقد رجعت اليوم الى احقاب الانحطاط.. ويكاد يكون الجميع يشكو من حقيقة امراض الواقع وعلله واورامه التي نصحو كل يوم على واحد منها، ولا نسمع غير ولولة النساء، وتسكع الرجال،وهزال الثقافة، وتفاهة السياسة، وصراخ الفضائيات، وسذاجة المواعظ وصولا الى حالات القتل والنحر والارهاب.. فضلا عن اختراقات هنا واحتلالات هناك.. مزايدات هنا ومساومات هناك.. تبعية هنا وعبث هناك.. انقسامات هنا وصراعات هناك.. انها حقيقة مختزلة ومؤلمة ربما لا يعترف البعض بها، وربما لا يريد البعض فضحها بل التستر عليها، وربما يبغي البعض استيعابها والرقص على تداعياتها. ان المسألة اخطر بكثير مما يتخيله الناس، اذ تدخل فيها عوامل سياسية وتاريخية واجتماعية وسايكلوجية وطائفية.. انها نتاج الصراع الحاد بين عالم مدهش من الماديات التي بات الانسان لا يستطيع التخّلي عنها أبدا، وبين عالم عجيب من الماورائيات والمازوكيات والعصابيات التي لم تعد تقتصر على الروحانيات المثالية الخلاقة المنقّية للنفس التي نعرفها ونجلها ونحترمها، بل انغمرت في الشعوذات والاوهام والتخيلات. لقد تابعت قبل ايام برنامجا تلفزيونيا اسمه (أحمر بالخط العريض) على قناة ال بي سي اللبنانية وهو ينقل مشاهد عفوية من حالات مرضية معبّرة لما يؤمن به الملايين طبعا من خرافات وسحر وشعوذة، وقد تألمت لموقف رجل العلم الذي لم يسمع كلامه ابدا ازاء سطوة المشعوذين واباطيلهم.. في حين راح رجل الدين يسفه موقف رجل العلم والفرق جسيم وخطير بين مختص بعلم النفس العيادي وبين رجل دين لا يؤمن أبدا بما يقوله العلم!! ومن أتعس ما نجده اليوم هو تحيز الاعلاميين الكامل بعيدا عن العلماء، بل ان بعض الاعلاميين يحاول النيل من رجال التخصص والعلم كي يرضي ملايين المشاهدين الذين لا يعرفون ما الذي يقوله رجال العلم اصلا. وعليه، ينزوي العديد من النخب العربية الذكية من مختصين ومثقفين ومبدعين وفنانين ومحترفين حقيقيين في زوايا حياتنا العربية اليوم، ولكنهم اسرى واقع سياسي وسلطوي واجتماعي يكبلهم بكل القيود، ويحّد من فعالياتهم وانشطتهم وابداعاتهم. فمتى سيأخذ هؤلاء زمام المبادرة؟ متى يقتلع من حياتنا كل السفهاء والمتخلفين والمتكلسين والمقلدين والمشعوذين والطفيليين والمثرثرين..؟؟
المظاهر والشكليات والتزويقات والمحرمات والممانعات والانقسامات
ثمة هوس وعواطف وجهالة تجتاح واقعنا العربي المضني الموشى بعبارات جميلة، ولكنه واقع نكد لا يرضي ولا يسر ابدا.. اناس يعيشون على الشكليات بلا اية مضامين.. مجتمعات منكودة بتقاليدها، وممارستها للشعوذات، وتعتمد الظنون والهواجس وتفسير الاحلام في اتخاذ قراراتها، وربما تكون قرارات مصيرية! مجتمعات لا تقرأ ابدا، ولا تفكر ان قرأت، ولا تمنهج ان فكّرت.. مجتمعات قد جعلت من اعرافها السيئة التي توارثتها: يقينيات ثابتة راسخة لا تتزحزح عنها.. مجتمعات تركض وراء كل ناعق وتصفق له وترقص امامه من دون ان تدرك اهدافه واولوياته! ينعي بعض الكّتاب الاصدقاء على (الامة) انها لم تعد تنتج الفلسفة؟ هنا أسأل: كيف لها ان تنجب الفلاسفة، اذا كانت الحياة منحرفة اصلا عن طرقها الطبيعية منذ نعومة اظفار الانسان؟ وكيف تنجب الفلاسفة في امة لا تميّز بين البديهيات، ولا بين العموميات عن التخصصات وهي مشبعة بالتناقضات؟ كيف تنجب الفلاسفة ان كانت اصلا لا تدع احدا يفكر بمعزل عن اسيجتها واسوارها العالية وخطوطها الحمراء، بحجة الممنوع والحرام وسجل طويل من الممانعات والمحرمات؟ كيف لامة ان ترضى بما هي عليه من دون اي تفكير بتجاربها التاريخية عبر الماضي؟ بل هي منقسمة على اشد ما يكون الانقسام ازاء ماضيها نفسه، ورموز ذلك الماضي، واحداث الماضي، وظواهر الماضي.. وحتى قيم الماضي. تقول: بأن البشر لم يفكروا يوما بأي ازمان اجهضت؟ انها دوما تخرج من كهوفها الحجرية بأرديتها البالية الممزقة.. لترفض واقعها بكل تقاليدها المهترئة! ولكنها حتى ان رفض بعض الافراد وبعض النخب، فما دورهم ان كانوا مغيبين، ومهمشين، ومحاربين ليس في اوطانهم حسب، بل حتى ان كانوا يعيشون وراء البحار؟ ان المجتمعات لن تنحرف عن تقدمها الى الامام، الا من خلال سياسات جائرة، او سلطات طائشة، او ايديولوجيات بائسة، او خطط متطرفة. ان كل الامم تنقسم وتتعدد رؤاها ازاء ماضيها او واقعها ومستقبلها، ولكن ليس بنفس الدرجة التي غدا عليها العرب اليوم ويا لشديد الاسف.لو عاشت بقية الامم والمجتمعات مثل هذا الواقع العربي المضني، لكانت قد تعلّمت شيئا مهما من الدروس والعبر والتجارب، او انها ادركت حقا بأن تجديد الحياة لا يمكنه ان يبدأ بالابداعات وبرامج التمدن بعديا عن الشعارات الزائفة.. ان اي برامج عقلانية لا يمكنها ان تصطدم مع المشاعر ولا الاحاسيس ولا خلجات الروح ولا مع معتقدات اي انسان، بل ان الانسان ينبغي ان يقضي دوره الحقيقي في كيفية التعرف على مواطن الزلل، ومكامن الخلل، وتكون له الاستجابة للتحديات المريرة حينما تقدر الأمور حق قدرها وتتم عمليات موسعة للاستجابة والمشاركات.. اذ ليس هناك حلبات للشعارات والهتافات وترديد المقولات والخطابات والتصريحات والاكذوبات التي لا نفع بها ابدا، كما هو حاصل اليوم!
ثمة هوس وعواطف وجهالة تجتاح واقعنا العربي المضني الموشى بعبارات جميلة، ولكنه واقع نكد لا يرضي ولا يسر ابدا.. اناس يعيشون على الشكليات بلا اية مضامين.. مجتمعات منكودة بتقاليدها، وممارستها للشعوذات، وتعتمد الظنون والهواجس وتفسير الاحلام في اتخاذ قراراتها، وربما تكون قرارات مصيرية! مجتمعات لا تقرأ ابدا، ولا تفكر ان قرأت، ولا تمنهج ان فكّرت.. مجتمعات قد جعلت من اعرافها السيئة التي توارثتها: يقينيات ثابتة راسخة لا تتزحزح عنها.. مجتمعات تركض وراء كل ناعق وتصفق له وترقص امامه من دون ان تدرك اهدافه واولوياته! ينعي بعض الكّتاب الاصدقاء على (الامة) انها لم تعد تنتج الفلسفة؟ هنا أسأل: كيف لها ان تنجب الفلاسفة، اذا كانت الحياة منحرفة اصلا عن طرقها الطبيعية منذ نعومة اظفار الانسان؟ وكيف تنجب الفلاسفة في امة لا تميّز بين البديهيات، ولا بين العموميات عن التخصصات وهي مشبعة بالتناقضات؟ كيف تنجب الفلاسفة ان كانت اصلا لا تدع احدا يفكر بمعزل عن اسيجتها واسوارها العالية وخطوطها الحمراء، بحجة الممنوع والحرام وسجل طويل من الممانعات والمحرمات؟ كيف لامة ان ترضى بما هي عليه من دون اي تفكير بتجاربها التاريخية عبر الماضي؟ بل هي منقسمة على اشد ما يكون الانقسام ازاء ماضيها نفسه، ورموز ذلك الماضي، واحداث الماضي، وظواهر الماضي.. وحتى قيم الماضي. تقول: بأن البشر لم يفكروا يوما بأي ازمان اجهضت؟ انها دوما تخرج من كهوفها الحجرية بأرديتها البالية الممزقة.. لترفض واقعها بكل تقاليدها المهترئة! ولكنها حتى ان رفض بعض الافراد وبعض النخب، فما دورهم ان كانوا مغيبين، ومهمشين، ومحاربين ليس في اوطانهم حسب، بل حتى ان كانوا يعيشون وراء البحار؟ ان المجتمعات لن تنحرف عن تقدمها الى الامام، الا من خلال سياسات جائرة، او سلطات طائشة، او ايديولوجيات بائسة، او خطط متطرفة. ان كل الامم تنقسم وتتعدد رؤاها ازاء ماضيها او واقعها ومستقبلها، ولكن ليس بنفس الدرجة التي غدا عليها العرب اليوم ويا لشديد الاسف.لو عاشت بقية الامم والمجتمعات مثل هذا الواقع العربي المضني، لكانت قد تعلّمت شيئا مهما من الدروس والعبر والتجارب، او انها ادركت حقا بأن تجديد الحياة لا يمكنه ان يبدأ بالابداعات وبرامج التمدن بعديا عن الشعارات الزائفة.. ان اي برامج عقلانية لا يمكنها ان تصطدم مع المشاعر ولا الاحاسيس ولا خلجات الروح ولا مع معتقدات اي انسان، بل ان الانسان ينبغي ان يقضي دوره الحقيقي في كيفية التعرف على مواطن الزلل، ومكامن الخلل، وتكون له الاستجابة للتحديات المريرة حينما تقدر الأمور حق قدرها وتتم عمليات موسعة للاستجابة والمشاركات.. اذ ليس هناك حلبات للشعارات والهتافات وترديد المقولات والخطابات والتصريحات والاكذوبات التي لا نفع بها ابدا، كما هو حاصل اليوم!
التساؤلات لهم.. وليس لنا الا اياها
من يرحم هذه المجتمعات العربية المليونية المتنوعة التي تتوسط استراتيجية قلب هذا العالم الذي يتحرك بسرعة فائقة لا يمكن تخيلها وهي واقفة جامدة كابي الهول..؟؟ كيف يمكننا نشر آليات الوعي وأساليب التفكير الحديث؟ ان المخادعة هي من اخطر ما نواجهه اليوم بحيث تمرر كل التناقضات، وتصبح بالتالي تحصيل حاصل، وهذا ما نجده في مفاهيم ثنائية كالتراث والمعاصرة مثلا، والتي اشغلونا بها زمنا طويلا.. في حين ان quot; الممانعةquot; اسهل بكثير في معرفة من يكون هذا الذي يقف ضد التغيير والتقدم. وعليه أتساءل قائلا ايضا: من يقرن القول بالفعل بحيث لا تتربى الأجيال على المخادعة، وعلى تقديم الفكر المزّور، وعلى تشويه الحقائق، وعلى ترديد المفبركات؟ من يفتتح طريقا جديدا من التفكير المدني في الزمن العاجل؟ من يقرع الأجراس الثقيلة، ويطلق الوعي من مكامنه، ويجعل الناس لا تفكر الا في حقائق الأشياء، وسمو المعاني، وقيمة الزمن؟ من الذي يحمي الدين، وجوهره، وسماحته، ويسمو بتجلياته بعيدا عن نزق الغلاة والمتعصبين والمتطرفين؟ من يجعله قيمة حضارية سامية مجردة من نزق الواقع وتفاهاته وعفونة عناصره؟ لقد انزلوا الدين من عليائه في النفوس، ليغدو عدوا لدودا لهذا العصر.. وهو اسمى من ان يكون كذلك! من يتوازن نفسيا، ويغادر خطابات الانفعال، والانوية، والتمجيد، والمفاخرات، والسكونيات، والاتكاليات، والكسل التاريخي، والعبث الاجتماعي، وضياع الزمن الثقافي؟؟ من يترك صفات الخمول والغش والكذب، والهروب الجماعي من العمل، ومن يهمّش الإبداع والمبدعين والمنتجات والمنتجين؟ من يطلق ثورة الامل؟ من يدعو الى التغيير؟ من يزرع شعلة الأحياء والتقدم في النفوس ويبهج الانفس والعقول من اجل بناء أجيال جديدة مختلفة؟
من يرحم هذه المجتمعات العربية المليونية المتنوعة التي تتوسط استراتيجية قلب هذا العالم الذي يتحرك بسرعة فائقة لا يمكن تخيلها وهي واقفة جامدة كابي الهول..؟؟ كيف يمكننا نشر آليات الوعي وأساليب التفكير الحديث؟ ان المخادعة هي من اخطر ما نواجهه اليوم بحيث تمرر كل التناقضات، وتصبح بالتالي تحصيل حاصل، وهذا ما نجده في مفاهيم ثنائية كالتراث والمعاصرة مثلا، والتي اشغلونا بها زمنا طويلا.. في حين ان quot; الممانعةquot; اسهل بكثير في معرفة من يكون هذا الذي يقف ضد التغيير والتقدم. وعليه أتساءل قائلا ايضا: من يقرن القول بالفعل بحيث لا تتربى الأجيال على المخادعة، وعلى تقديم الفكر المزّور، وعلى تشويه الحقائق، وعلى ترديد المفبركات؟ من يفتتح طريقا جديدا من التفكير المدني في الزمن العاجل؟ من يقرع الأجراس الثقيلة، ويطلق الوعي من مكامنه، ويجعل الناس لا تفكر الا في حقائق الأشياء، وسمو المعاني، وقيمة الزمن؟ من الذي يحمي الدين، وجوهره، وسماحته، ويسمو بتجلياته بعيدا عن نزق الغلاة والمتعصبين والمتطرفين؟ من يجعله قيمة حضارية سامية مجردة من نزق الواقع وتفاهاته وعفونة عناصره؟ لقد انزلوا الدين من عليائه في النفوس، ليغدو عدوا لدودا لهذا العصر.. وهو اسمى من ان يكون كذلك! من يتوازن نفسيا، ويغادر خطابات الانفعال، والانوية، والتمجيد، والمفاخرات، والسكونيات، والاتكاليات، والكسل التاريخي، والعبث الاجتماعي، وضياع الزمن الثقافي؟؟ من يترك صفات الخمول والغش والكذب، والهروب الجماعي من العمل، ومن يهمّش الإبداع والمبدعين والمنتجات والمنتجين؟ من يطلق ثورة الامل؟ من يدعو الى التغيير؟ من يزرع شعلة الأحياء والتقدم في النفوس ويبهج الانفس والعقول من اجل بناء أجيال جديدة مختلفة؟
ثقافة مفضوحة.. ام ماذا تسمونها؟
ان ما عاشه العرب على مدى مائتي سنة من تجارب واختبارات لا خيارات فيها تمثّل نضوجا هرما لدى شعوب ومجتمعات أخرى.. في حين أن نصف قرن مضى بكل فضائحه، وهزائمه، وانكساراته، وخوره في تراجعاته، وشراسة بعض حكامه.. شكّل بالأساس ثقافة مفضوحة بكل معايبها، وبروز عوراتها.. بالرغم من فيض بلاغتها، وهياج شوارعها، وصياح ثوارها، وبيانات انقلابييها، وانتفاضة اعلامها، ومماحكات كتّابها واعلامييها.. الا انها تبقى ثقافة هجينة فيها ترسبات العجز التاريخي، وهي ابداعية فردية لا تمثّل صميم مكابدات نخبوية وإبداعية جمعية رائعة.. وهي ثقافة غدت نرجسية خاوية لا تنجح في الاعتراف بالآخر ابدا! ثقافة مجتمعات منهكة لا ترى في الحياة الا الصخب والضجيج، والرقص واللف والدوران واستعراض المفاتن والعضلات.. وفي ركن آخر يمجدّون الماضي التليد ويتعصّبون، او يبكون ويولولون.. ويحكمون بقبضتهم على مكامن الحياة والزمن فيقتلونهما قتلا!
وليس هناك من يجادل في التي هي أحسن حتى الان، لأنه اعجز على فهم ما يدور في هذه الدنيا المعقدة. انه يسبّ ويشتم ويعتبر نفسه الافضل في هذا الكون كونه لا يعرف العالم.. وقد توفرت امامه فرصا عدة في معرفة الاخرين، وكان العالم منفتح عليه من خلال الراديو والسينما والصحف والكتب والروايات المترجمة او مؤخرا من خلال التلفزيون والوسائل التكنولوجية المتقدمة. انها ظاهرة صعبة الفهم، فحتى اولئك الذين درسوا واقاموا في مجتمعات اخرى بعيدة او قريبة، فمن الغرابة انهم بقوا منغلقين على انفسهم، لا يعرفون كيف يفهموا الاخر بأي وسيلة كانت!
ان ما عاشه العرب على مدى مائتي سنة من تجارب واختبارات لا خيارات فيها تمثّل نضوجا هرما لدى شعوب ومجتمعات أخرى.. في حين أن نصف قرن مضى بكل فضائحه، وهزائمه، وانكساراته، وخوره في تراجعاته، وشراسة بعض حكامه.. شكّل بالأساس ثقافة مفضوحة بكل معايبها، وبروز عوراتها.. بالرغم من فيض بلاغتها، وهياج شوارعها، وصياح ثوارها، وبيانات انقلابييها، وانتفاضة اعلامها، ومماحكات كتّابها واعلامييها.. الا انها تبقى ثقافة هجينة فيها ترسبات العجز التاريخي، وهي ابداعية فردية لا تمثّل صميم مكابدات نخبوية وإبداعية جمعية رائعة.. وهي ثقافة غدت نرجسية خاوية لا تنجح في الاعتراف بالآخر ابدا! ثقافة مجتمعات منهكة لا ترى في الحياة الا الصخب والضجيج، والرقص واللف والدوران واستعراض المفاتن والعضلات.. وفي ركن آخر يمجدّون الماضي التليد ويتعصّبون، او يبكون ويولولون.. ويحكمون بقبضتهم على مكامن الحياة والزمن فيقتلونهما قتلا!
وليس هناك من يجادل في التي هي أحسن حتى الان، لأنه اعجز على فهم ما يدور في هذه الدنيا المعقدة. انه يسبّ ويشتم ويعتبر نفسه الافضل في هذا الكون كونه لا يعرف العالم.. وقد توفرت امامه فرصا عدة في معرفة الاخرين، وكان العالم منفتح عليه من خلال الراديو والسينما والصحف والكتب والروايات المترجمة او مؤخرا من خلال التلفزيون والوسائل التكنولوجية المتقدمة. انها ظاهرة صعبة الفهم، فحتى اولئك الذين درسوا واقاموا في مجتمعات اخرى بعيدة او قريبة، فمن الغرابة انهم بقوا منغلقين على انفسهم، لا يعرفون كيف يفهموا الاخر بأي وسيلة كانت!
عندما يجعلون اوباما رائدا للعروبة والاسلام!
ان العاجزين عن بلوغ المستوى الإنساني هم أعداء الحرية. ويشكل عدم الاعتراف بالخطأ في أوساطنا السياسية والثقافية والإعلامية على مستوى المجتمع والدولة من كبائر الامور التي اخّلت بموازيننا في هذا الوجود الصعب.. اننا نعالج الأمور بالعواطف الساخنة، والتأوهات الدافئة، والممانعات او المقبولات، اي بهزّ الرؤوس قبولا او نفيا.. والصياح بحيث تصم آذاننا، والعتمة التي تعمي عيوننا عن أعمق تجليات هذا العصر واقصى تحدياته.. في دورة انتخابات امريكية مؤخرا، قفز فيها باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة الامريكية، فكان ان سبقت العرب عواطفهم، كي يجعلوه قائدهم الوطني الذي سيحقق لهم احلامهم، من دون ان يكونوا واقعيين مرة واحدة، وينظروا الى احوالهم اين وصلت! ان هناك من يفكّر في الاساسيات، ولكن يغلبه المقلدون. ان ما يشغل العرب ليس لامور تافهة وحدها، بل لامور خطيرة وحدّية! لو أدرك العرب ما تحتاجه أجيالهم في المستقبل عندما يختزل التاريخ دوراته، فسيكون موقعهم خارج الزمن! إنهم يسارعون بتخلفهم على تفكيك تصلباتهم، وتدمير حياتهم بدءا بذواتهم وهويتهم وتكويناتهم وبيع ارادتهم، وانتهاء بموضوعاتهم وحساباتهم ومنتجاتهم الى حيث المصدر المجهول.. وان الحقن والمعالجات والمهدئات والمسكنات سوف لن تنفع البتة، فالوعي مستلب، والاغتراب قائم.. والاوطان مفتقدة! ولا يظنن أحد بأن الآخرين قد أطلقونا في الصحاري، فتاهت علينا الطرقات.. بل بقينا نشعل في أنفسنا التناقضات ونردد الشعارات، حتى وصلنا الى درجة اختلطت علينا روح المقاومة بين الخير والشر.. وغدا التطرف والغلو يأكلان مجتمعاتنا اكلا. انهم يعترفون ان الارهابيين يقتلون الأبرياء، يقولونها بكل بساطة.. ان مجرد تمرير مثل هكذا جريمة، فان الحياة ستتوحش يوما بعد آخر ويبدأ الواقع المنكود يّفّرخ ارهابا وارهابيين بالالاف المؤلفة.. ويّولد الخوف والرعب.. وستتفاقم التناقضات في الحياة العربية بحيث يصعب ايجاد أية حلول لها كلما تقدمت بنا الازمان. ان الماضي ليس كله موحشا، اذ تتعدد فيه الصور وتتنوع فيه الاشكال. السؤال: اي شكل واي صورة يأخذها الغلاة ليفرضوها على الجميع؟ لماذا لعب الاخرون بمصائرنا وبرغبة عارمة من قبل مجتمعاتنا؟ من صنع الارهاب وساعده بالمال والسلاح؟ من فتح الابواب للاخرين كي يؤسسوا هذا العبث وهذا الجنون وهذا الخراب؟
ان العاجزين عن بلوغ المستوى الإنساني هم أعداء الحرية. ويشكل عدم الاعتراف بالخطأ في أوساطنا السياسية والثقافية والإعلامية على مستوى المجتمع والدولة من كبائر الامور التي اخّلت بموازيننا في هذا الوجود الصعب.. اننا نعالج الأمور بالعواطف الساخنة، والتأوهات الدافئة، والممانعات او المقبولات، اي بهزّ الرؤوس قبولا او نفيا.. والصياح بحيث تصم آذاننا، والعتمة التي تعمي عيوننا عن أعمق تجليات هذا العصر واقصى تحدياته.. في دورة انتخابات امريكية مؤخرا، قفز فيها باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة الامريكية، فكان ان سبقت العرب عواطفهم، كي يجعلوه قائدهم الوطني الذي سيحقق لهم احلامهم، من دون ان يكونوا واقعيين مرة واحدة، وينظروا الى احوالهم اين وصلت! ان هناك من يفكّر في الاساسيات، ولكن يغلبه المقلدون. ان ما يشغل العرب ليس لامور تافهة وحدها، بل لامور خطيرة وحدّية! لو أدرك العرب ما تحتاجه أجيالهم في المستقبل عندما يختزل التاريخ دوراته، فسيكون موقعهم خارج الزمن! إنهم يسارعون بتخلفهم على تفكيك تصلباتهم، وتدمير حياتهم بدءا بذواتهم وهويتهم وتكويناتهم وبيع ارادتهم، وانتهاء بموضوعاتهم وحساباتهم ومنتجاتهم الى حيث المصدر المجهول.. وان الحقن والمعالجات والمهدئات والمسكنات سوف لن تنفع البتة، فالوعي مستلب، والاغتراب قائم.. والاوطان مفتقدة! ولا يظنن أحد بأن الآخرين قد أطلقونا في الصحاري، فتاهت علينا الطرقات.. بل بقينا نشعل في أنفسنا التناقضات ونردد الشعارات، حتى وصلنا الى درجة اختلطت علينا روح المقاومة بين الخير والشر.. وغدا التطرف والغلو يأكلان مجتمعاتنا اكلا. انهم يعترفون ان الارهابيين يقتلون الأبرياء، يقولونها بكل بساطة.. ان مجرد تمرير مثل هكذا جريمة، فان الحياة ستتوحش يوما بعد آخر ويبدأ الواقع المنكود يّفّرخ ارهابا وارهابيين بالالاف المؤلفة.. ويّولد الخوف والرعب.. وستتفاقم التناقضات في الحياة العربية بحيث يصعب ايجاد أية حلول لها كلما تقدمت بنا الازمان. ان الماضي ليس كله موحشا، اذ تتعدد فيه الصور وتتنوع فيه الاشكال. السؤال: اي شكل واي صورة يأخذها الغلاة ليفرضوها على الجميع؟ لماذا لعب الاخرون بمصائرنا وبرغبة عارمة من قبل مجتمعاتنا؟ من صنع الارهاب وساعده بالمال والسلاح؟ من فتح الابواب للاخرين كي يؤسسوا هذا العبث وهذا الجنون وهذا الخراب؟
واخيرا: من ينتصر للتغيير والامل؟
من هو المسؤول عن بناء الأجيال اليوم وهي لا ترى في بيئاتها الا ما هو سطحي وبليد ومتخلف دوما؟ هل صياغة المستقبل تحددها الأناشيد السخيفة، والأغاني الهابطة، والمواعظ المكررة، واحاديث الثرثرة، والمهرجانات العقيمة،والمؤتمرات والندوات الفارغة؟ هل ستبقى التربويات عقيمة في المدارس والجامعات؟ هل ستبقى الاعلاميات حكرا على المشعوذين والدجالين والمزيفين؟ فهل من قوانين مدنية جديدة تحّرم الشعوذة مهما كانت طرائقها في مجتمعاتنا؟
متى تتم صياغة الانسان من جديد لفهم مرجعياته الانسانية، وتأصيل هويته الحضارية، بعيدا عن التعصب والانغمار في امواج بحر الظلمات؟ وهل ضمن الانسان رجلا كان ام امرأة، حياته وأولاده وسكنه ورزقه وعمله وعيشه وكرامته الانسانية؟؟ كلها أسباب جعلت دنيانا العربية مخترقة من قبل الآخرين. من الذي قام بسد أبواب العقل وغلق التفكير وحجّر الذهنية ونفى العقل.. بحيث لم يعد يفّكر إلا في توافه الأمور وسخف الأشياء؟ وكيف غدا الإنسان مقلّدا لا يفكر ولا يحّكم عقله أبدا ولا يجتهد أبدا ولا يقارن بين تناقضاته أبدا؟
وأخيرا، هل يمكن التفكير في المستقبل؟ هل يمكننا تخّيل العالم كيف سيصير بعد مائة سنة من اليوم؟ أليس من الأجدى بناء وعي جديد، واستعادة العقل من جموده، وتجديد الذهنية والانطلاق للتعامل مع كل العالم في الإبداع والإنتاج والتخلص من التواكلية والاستهلاك؟؟ الضرورة تقضي التقليل من التناقضات المريعة التي يعيش عليها واقعنا العربي كله؟ اليس من المهم ان نقلل من شعاراتنا وخطاباتنا ومواعظنا ونكثر من قراءتنا وانتاجنا وابداعاتنا وتثمين زمننا واحترام حياتنا؟ لمن لا يريد ان يتفق مع هذه الرؤى عليه ان يجيب على الاسئلة التي طرحتها في اعلاه.
من هو المسؤول عن بناء الأجيال اليوم وهي لا ترى في بيئاتها الا ما هو سطحي وبليد ومتخلف دوما؟ هل صياغة المستقبل تحددها الأناشيد السخيفة، والأغاني الهابطة، والمواعظ المكررة، واحاديث الثرثرة، والمهرجانات العقيمة،والمؤتمرات والندوات الفارغة؟ هل ستبقى التربويات عقيمة في المدارس والجامعات؟ هل ستبقى الاعلاميات حكرا على المشعوذين والدجالين والمزيفين؟ فهل من قوانين مدنية جديدة تحّرم الشعوذة مهما كانت طرائقها في مجتمعاتنا؟
متى تتم صياغة الانسان من جديد لفهم مرجعياته الانسانية، وتأصيل هويته الحضارية، بعيدا عن التعصب والانغمار في امواج بحر الظلمات؟ وهل ضمن الانسان رجلا كان ام امرأة، حياته وأولاده وسكنه ورزقه وعمله وعيشه وكرامته الانسانية؟؟ كلها أسباب جعلت دنيانا العربية مخترقة من قبل الآخرين. من الذي قام بسد أبواب العقل وغلق التفكير وحجّر الذهنية ونفى العقل.. بحيث لم يعد يفّكر إلا في توافه الأمور وسخف الأشياء؟ وكيف غدا الإنسان مقلّدا لا يفكر ولا يحّكم عقله أبدا ولا يجتهد أبدا ولا يقارن بين تناقضاته أبدا؟
وأخيرا، هل يمكن التفكير في المستقبل؟ هل يمكننا تخّيل العالم كيف سيصير بعد مائة سنة من اليوم؟ أليس من الأجدى بناء وعي جديد، واستعادة العقل من جموده، وتجديد الذهنية والانطلاق للتعامل مع كل العالم في الإبداع والإنتاج والتخلص من التواكلية والاستهلاك؟؟ الضرورة تقضي التقليل من التناقضات المريعة التي يعيش عليها واقعنا العربي كله؟ اليس من المهم ان نقلل من شعاراتنا وخطاباتنا ومواعظنا ونكثر من قراءتنا وانتاجنا وابداعاتنا وتثمين زمننا واحترام حياتنا؟ لمن لا يريد ان يتفق مع هذه الرؤى عليه ان يجيب على الاسئلة التي طرحتها في اعلاه.
التعليقات