السبت 3/1

لم تهدأ الطائرات منذ الليلة الفائتة، بل زادت من طلعاتها، على نحو غير معهود. أَتُراهم حقاً فشلوا في تحقيق أهدافهم، كما تقول لنا quot;الجزيرةquot;؟ فلماذا إذاً كل هذا التكثيف؟ ثمة شيء .. ثمة شيء في الأفق!
صباح دافئ، رُغم quot;الأربعينيةquot;. أذهب لزيارة أمي في بيت العائلة. أجدها هناك بجوار حائط مدرسة الوكالة تتشمّس. أجلس بجوارها على رقعة الإسفلت. الشمس حامية، وهي تريد أن تتحمّص، بعد أن نخرتها رطوبةُ المُخيّم. أحاول إقناعها من جديد، بضرورة الانتقال إلى بيتي. إنه quot;باراكquot; يَمَّا .. علشان خاطري! لكنها عنيدة كشأني بها. تريد أن تموت في بيتها.
باراك أو قرد الشوم، بيتي أكرم لي.
أقوم بعد ساعة. أُلبّي لها بعض الطلبات، وأمضي.
في الطريق، تأخذني ذكريات هذا البيت القديم (لا أحب الذكريات، عموماً، ف quot;الحاضرquot; أولى بطاقتي القليلة، لكنني، في الأسبوع الأخير، صرت أسيراً لها، ورهينةً بين يديها، ولا أعرف لماذا؟).
البيت القديم! وهذه الأم صعبة المراس. صعبة حتى أنها ضربتْ جندياً إسرائيلياً بشوبك العجين، حين سقط عليها هذا من السقف، كاسراً لوحَ الإسبست، وواقعاً على بلاط الفناء، يُلملمُ رصاصات مخزنه التي تفرّقت في الأرجاء.
كان جنديَ احتياطٍ من حسن الحظ، ولهذا quot; تفهّمَquot; ما حدث بسرعة، فلم يخشوشن، إلى أن جاءه زملاؤه، فأنقذوه! لكنّها الآن quot;حربquot; لا انتفاضة سلمية، فماذا ستفعل الأمُّ، في حالٍ مُشابه؟
لا بد من نقلها بالقوة!

السبت ضحى

للمرة الأولى، يقصفون المنازل من البحر. وقعت قذيفة على مبعدة 300 متر من بيتي. يا له من ارتجاج! فكّرنا في الأول أنّ منزلنا هو المقصوف. ثم هرعنا كلنا _ كل الجيران _ للمساعدة. لكن سيارات الإسعاف، لم تتأخّر. إنهم الأبطال المجهولون في هذه المعركة، تماماً كما كانوا، طوال الانتفاضتيْن.
استشهدت الأم، وأُصيب ثلاثة أطفال، أحدهم في حالة الخطر. عرفنا بذلك بعد نصف ساعة فقط، حين شرعَ الجيران في نصب شادر العزاء.

السبت مغرباً

الغارات الجوية والبحرية تتوالى بدون انقطاع. الناس، رغم ذلك، هائجون في الشوارع. يتبضّعون، فيشترون كل ما هو موجود في السوق. بضائع مصرية صلاحيتها منتهية، شموع وفتائل للبوابير، أما الطحين، فلا تسأل. اختفى منذ شهر.
زحام، أغراني بالتجوّل مثلهم. كم كنت أكره الزحام وأتحاشاه، ولكنني اليوم أريده، وأبحث عنه. أهو الشعور بحاجتك إلى الآخرين، زمنَ الحرب؟

السبت مساء

خبر يتناقله كل الناس: إنهم قادمون. الحرب البرية ستبدأ على الأبعد في الصباح! أُطمئن زوجتي وأولادي. إشاعة! لا تقعوا فيها مراراً، كما فعلتم في السابق. ويقتنع الأولاد. فقد أعطيتهم، مضطراً، محاضرات مسهبة، عمّا يحدث أثناء الحروب. هم الذين لم يشهدوا أي حرب، بدوا مستمتعين بالجوّ الغريب الفانتازي الذي أحدّثهم عنه. الإثارة كانت بادية في عيونهم، وكأنهم يحضرون حلقة إثارة في التلفزيون.
صدّقوا أباهم الآن. وذهبوا إلى أسرّتهم.
صدّقتْ الزوجة أيضاً، فنامت. وبقيت وحدي.
العتمة ضاربة. سراج لمبة الكاز لا يكفي للقراءة. ماذا أفعل؟ ماذا أفعل وثمة صخرة على صدري؟


السبت ليلاً

أستمع إلى الأخبار من جوّال أحد الجيران. لا أتبيّن الكلمات رغم علوّ الصوت. أندم على أنني إلى هذه اللحظة، لم أشتر حجارة بطارية للراديو القديم. صوت انفجار متوسط المدى، ثمة quot;غاغةquot; في المحيط. أخرج وأسأل. يقولون الاجتياح البرّي بدأ. أشكُّ. لا أُصدّق. أسأل مرة ثانية، وآوي إلى فراشي، منتظراً قدوم الكهرباء.


السبت قبل انتصاف الليل

لم تأت الكهرباء. البيت خاو. ما أسوأ أن تتحالف العتمة مع القلق والتوتّر. أخرج على باب بيتي. أراهم منتشرين. شبان المقاومة. لا أحد من الأهالي في الشارع. فقد أعلنت quot;حماسquot; ما يُشبه منع التجول بعد العاشرة مساء. معهم حق. إنهم يخافون من quot; العملاءquot;، وما أكثرهم بيننا. أسأل أحدهم عن صحة الخبر، فيؤكّده. لقد بدأ quot; الجَدُّquot; إذن!
شدّوا حيلكم، الله معكم، ونحن معكم، وأقفل الباب.

نصف ساعة وتأتي الكهرباء. أهرع إلى quot;الجزيرةquot;، وquot; القناة الثانيةquot; في تلفزيونهم. أستمع إلى تحليلات وأشاهد أولى صور الاجتياح.
أكثر من ثلاثين ألف جندي، ومئات الدبابات، ومثلها في الجوّ. فضلاً عن زوارقهم الحربية، بل وصل الأمر إلى حدّ ظهور quot;غوّاصةquot; لأول مرة في تاريخ بحر غزة!
غوّاصة؟ يا للهول! باقي عليهم أن يُتحفونا بغوّاصة نووية، فهذا ما ينقصنا حقاً!
أشعر بنشفان ريق وبصداع فظيع. الجزيرة تكرّر مشاهدها وأخبارها، على نحو يُطيح بتماسك رجل مثلي.
حمداً لله أنهم نائمون. كل البيت، كل البيت! والصباح رباح. في الصباح، سأخلط لهم الكذب بالصدق،وأخرج عليهم بمزيج، يُطمئنهم، وعلى الأقل، لا يجعلهم مشدودي الأعصاب مستثارين.
إنّ من يتابع قناة الجزيرة، ههنا، يتعرّض إلى حربين لا واحدة: حرب quot;الواقعquot; التي يسمع أصواتها بجلاء، وحرب quot;الجزيرةquot;. فإذا تداعت عليهم الحربان، فكم يبقى للناس حينئذٍ من أعصاب!
أحاول ما قدرت إبعاد عائلتي عن هذه القناة. وحين أفعل، يحضرني نموذجُ أختي ، فهي مشدودة العصب ومستنفرة طوال الثماني ساعات، التي تأتي فيها الكهرباء، فلا تغيّر هيَ عن تلك القناة.
لدينا، كما لا ريب، أناس في طول الوطن العربي وعرضه، يمكن أنّ نسمّيهم quot;مدمنو الجزيرةquot;!

الأحد صباحاً

نمت ساعتين. ساعتان في الحرب تكفيان! أخرج إلى الشارع. الناس متجمهرون حلقات حول راديو الجوّال. يتكلمّون عن انتصارات. بعضهم quot;يُفرّق الحلوquot;. والبعض يُكبّر عبر ميكروفونات المساجد. ألتقط هذه الجزئية: لا أحد يخاف، لا من الطائرات المكثّفة ولا من صواريخها المباغتة. إنهم بتجمهرهم أهداف سهلة لو أراد الإسرائيليون.
أرى صديقاً، أسأله، فيخبرني بانضمام اليسار إلى المعركة. جيد هذا، والأجود منه أن تنضم quot;فتحquot; أيضاً. فعدونا متّحد، ولا بد أن نكون جبهة واحدة مثله.

الأحد ظهراً

مهما يكن. لا خيار. بدأوا هم المجزرة ولا خيار أمامنا إلا بالتصدّي لهم. لن نرفع الراية البيضاء. ثلاث سنوات من حصار ظالم مجرم، ثلاث سنوات من موت بطيء، مُذلّ والآن فليكن ما يكون! لن نخسر حياةً بل سنخسر إن خسرنا موتاً بطيئاً مجرماً، وعالماً لا يستحق البقاء فيه.

الأحد عصراً

الطائرات تحلّق على ارتفاع شاهق. للمرة الأولى، تظهر مُقاومات أرضية لدى حماس. راديو إسرائيل يتكلّم عن أسلحة جديدة تمتلكها الحركة. ربما ثمة مفاجآت، لذا عليهم الحذر وأخذ كافة الاحتياطات. كم تُهولون وكم تكذبون على شعبكم! شعبكم هذا الذي لا يعرف سوى ما تريدون له أن يعرف. رقابة صارمة على كل إعلامهم. المرئي والمقروء والمسموع. رقابة لم تحدث حتى في حرب لبنان الأخيرة. كل خبر يجب أن يمرّ عبر الرقيب العسكري. لقد تعلموا من تقرير لجنة فونوغراد!

الأحد بين المغرب والعشاء

كم أكره هذا الوقت! ماضياً وحاضراً وفي المستقبل. خصوصاً مع هذه العتمة الحامضة. خصوصاً مع شعوري وحدسي بأنّ ثمة كارثة قادمة في الأفق. لو دخلوا إلى المناطق المأهولة، لو التحموا بنا وجهاً لوجه، فلن تكون إلا المجزرة. آمل ألا يفعلوها. آمل أن يلحق ساركوزي بالأمر قبل الطوفان. آمل أن تكون طائرته هي سفينة نوح! مع أني متشائم. فحكومتهم لا تنصت إلا إلى أمريكا. وهذه وفّرت لهم الدعم الكامل، سواء من بوش أو أوباما. تكلّم أولمرت عن ذلك في خطابه إلى شعبه. فماذا سيفعل الرئيس الفرنسي؟ على الأرجح ستكون سفينته مثقوبة.

الأحد ليلاً

* أخطر ما في الحرب، إذا كنت مثقفاً حديثاً، أنها تعيدك إلى اللغة القديمة. وليس فقط إلى اللغة، بل إلى أمور كالتعلق بالميتافيزيقا. أرني لو سمحت مثقفا ملحداً مثلاً، لا يعود إلى الإيمان، حين تكون رقبته تحت السكين!

* من كل الشعر العربي والعالمي الذي قرأته طوال ثلاثين عاماً، لا يحضرني اللحظة سوى هذين البيتين لمواطني الغزاوي الذي أفضّل نثره على شعره، المرحوم معين بسيسو:
quot;قد اقبلوا فلا مساومة
المجد للمقاومةquot;
ألأنه قول يوافق مقتضى الحال؟
كم تفسد الحرب ذائقة الشعراء!

* انقطعت الكهرباء فجأة وأنا لم أُنهِ بعد هذه اليوميات. انتظرت ساعتين سدى، فعدت إلى اللاب توب وأشعلت لمبة الكاز بجوار الشاشة، وواصلت ما انقطع.
ترى هل خطر ببال مخترع هذا الجهاز العظيم، أنّ أحدهم سيستخدم جهازه على هذه الشاكلة؟
يا كم تتداخل وتتساند الأزمان .. ويا كم تُخرج لسانها للزمن الكورنولوجي!

* سبع قذائف من البحر. تومض فتضيء الليل، ثم تئزّ من فوق سقف البيت، وبعد ثوان تسقط في البعيد. بم بوم. مجرد صوت قد يكلف عائلة بأكملها حياتها.


الاثنين صباحاً

حدثني أحد الذين هُدمت بيوتهم في الاجتياح الأخير للمدينة، أنهم لم يسمعوا تعليمات الجنود عبر مكبرات الصوت، بضرورة الإخلاء، فمكثوا في بيوتهم، لا لهم ولا عليهم، حتى طلب أحد الصغار من أمه، الذهاب للمرحاض، فأخذته، وهناك، وهو في منتصف عملية الإخراج، شعر بأنّ الجرافة العسكرية تمشي على حيطان البيت! فصرخ في أمه وأخوته، فانتبهوا، وخرجت أمه رافعةً الراية البيضاء، راجيةً الجنود أن يعطوها دقيقتين، لكي تخرج مع أولادها، قبل أن يهدموا البيت عليهم، فأُعطيت دقيقة واحدة، خرج الجميع بعدها، في هرج ومرج، والرصاص يحوطهم من كل جانب، ومن فوقهم وتحتهم، فيما الجنود يلهون ويتضاحكون، لطرافة المشهد. قال: بعد هذا وصلنا الإسفلت، فألقيتُ نظرة أخيرة على البيت، فإذا بالجرّافة تُسوّيه بالأرض ركاماً فوق ركام! تُسوّيه بكل محتوياته، ولا تكتفي بذلك، بل تحفر حفرة هائلة وتدفن الركام تحت الأرض، وكأنْ لم يكن هنا من قبل بيت ولا أثر بيت! بل قطعة فارغة من الفضاء الحزين، بدل بيت العائلة، وما يحتويه من عشرة العمر والذكريات.
فأي فاشية أكبر من هذا في التاريخ البعيد والقريب؟ وأي شعب هذا هو الذي يريد الموت والإفناء للشعب الآخر؟ كلا لا يمكن أن نتعايش مع هذا القمع ونرضى بمهانة الاستسلام. فإن كان لا بد فعلينا وعلى أعدائنا يا رب الجنود والعبيد والأيام السود والحظ المنكود! علينا وعليهم، رغم عدم تكافؤ السلاح، فلن نخسر أكثر مما خسرنا وما زلنا نخسره. أترى كيف جعلتني فاشيةُ المحتل أقرب إلى العدمية والموقف العدمي، وأنا الذي كنت أومن وما زلت بسلام معقول ومقبول. متى تنتهي هذه المأساة؟ بعد مئة عام مثلاً؟ بعد مئتين؟ وإذا انتهت فعمّا تنتهي؟ عن شعب واحد في دولة واحدة؟ أم عن شعبين في دولتين؟ والله حتى الله ذاته، محتار مع هؤلاء القتلة!
إنهم لا يريدون سلاماً، بل استسلاماً. لا يريدون اعتدالاً بل إذعاناً: تلك هي المأساة. وتلك هي الحقيقة التي يعرفها العالمُ ويتجاهلها، بل ويتعامى عنها، إلى أن تسقط ثمرة العرب من تلقائها، فيستسلمون ويقبلون فقط بما يريده لهم باراك وبقية عتاة المتطرفين.

الاثنين ظهراً

بدأوا في تقنين الكهرباء. ساعتان فقط كل 24 ساعة. وبدأوا، بشكل ضيق، في صرف أكياس طحين للناس. كل من يريد كيساً(50 كيلوغرام) عليه أن يحلف يميناً بأنّ بيته خال تماماً من هذه المادة الحيوية. ثم بعد ذلك يُسجلّون رقم هويته واسمه، كيلا يأخذ مرة ثانية. أما المياه فلم نسمع صوتها منذ أسبوع كامل.
كل شيء يسير نحو النفاد. الوقود، والمأكولات، وحتى الخُضار المحلية. الأسعار في صعود جنوني، ومن لم يلحق نفسه ضاعتْ عليه.

الاثنين مساء

الضرب يتواصل بحدّة. قطعوا مدن القطاع وحاصروها. خان يونس الآن مفصولة عن رفح وعن المخيمات الوسطى. أتصل بأختي في مخيم المغازي. لا وقود لديهم ولا طحين. يأكلون بقايا الخبز الناشف. وليت الأمر وقف عند هذا. فلها ولدان(ولداها الوحيدان على ست بنات) يرابطون مع كتائب عز الدين القسام على حدود المخيم بإسرائيل. كل ساعة أنت بحاجة إلى اتصال لتطمئن. واحتمال وصول خبر الشهادة وارد في أي لحظة. أختي مريضة ضغط وسكر وقلب، وأخشى ألا تعبر هذه المحنة.

الاثنين ليلاً

قصفوا جامعاً بالقرب منا. الغارات من البحر والجو تتواتر كل ربع ساعة بالتقريب. الناس مضبوبون في البيوت. والشوارع صارت تخلو ما إن يُخيم الظلام. لا رِجْل لا حركة. حركات المقاومة منتبهة جيداً للعملاء. لكنّ هؤلاء يمتلكون من وسائل الاتصال السهلة، ما يُمكّنهم من إتمام شغلهم الحقير، بسرعة وجودة عالية. للأسف، هم نقطة الضعف في الخاصرة. إنهم حثالة لا ذمة ولا وعي ولا ضمير.

الاثنين قبل المنتصف

جاءني خبر للتوّ من أختي في المخيم: الإف 16 ضربت الجامع والمقبرة الكبيرة بجوار الحيّ النمساوي. يا أولاد الشياطين! حتى الموتى! كل موتى المدينة مدفونون هناك. فهل يروق لكم بعثرة عظامهم في الأنحاء؟ يقول الثعلب بيرس إنهم لا يقصفون الجوامع إلا إذا كانت تحوّلت لمخازن أسلحة. أية مسخرة! وهل حماس ساذجة لتجعلكم تدمّرون سلاحها، وهي الآن بحاجة لكل طلقة؟ لقد فشلت إسرائيل بكل جبروت إعلامها حتى في مكيجة كذبها وافترائها. إنهم عارون حتى من الكذب!

الثلاثاء صباحاً

كل ما أكتبه منذ هذه الصبيحة، أكتبه على ورق، ثم أذهب لمقهى إنترنت يعمل بالموتور، وهناك أنسخه إلكترونياً وأرسله. لا أحب جو المقهى، إنما لا خيار.
الإنفجارات وطلقات المدفعية لا تُحصى. جحيم مصبوب من الجو والبر والبحر. صار بعضنا خبيراً في الأصوات: هذه قذيفة بارجة. هذا صوت مدفع دبابة. ذلك صاروخ إف 16. أستمع للمتحدّث ثم أغادر وفي رأسي خاطر واحد:

quot; في لحظة أورغازم عابرة، كانَ quot;باراكquot;، فلماذا يا رب نحن ندفعquot;الثمنquot; إلى الأبد؟quot;.

الثلاثاء ضحى

أخبار مؤكدة عن التحامات وجهاً لوجه، هنا وهناك وهنالك في عدة مناطق من القطاع.

مرة ثانية وعاشرةً وألفاً

quot;قد أقبلوا فلا مساومة
المجد للمقاومةquot;

ولتذهب جماليات الشعري الحداثي كلها إلى الجحيم!