قد أتفهم لماذا تحارب بعض الصحف العالمية دبي، لكني لا أتفهم لم تفعل بعض الصحف العربية الشيء ذاته.
النجاح الذي حققته دبي اثار غيرة كثيرين، والغرب على رأسهم، ثم العرب انفسهم. أذكر اني كنت في حوار مع بعض الشخصيات الانجليزية. بقدر ما تحدث بعضهم عن دبي باعجاب، بقدر ما انتقدها آخرون.
من زارها أعجب بها، ومن لم يزرها انتقدها. كيف تنتقد ما لم تره من قبل؟
من قال ان الاعلام العالمي، والاوربي تحديدا، هو اعلام صادق ودقيق وواقعي فما اصاب الحقيقة. والدليل هو ما يكتبه هذا الاعلام ذاته عن ثقافتنا العربية والاسلامية. كيف نصدق ما يقولون عن دبي ولا نصدق ما يقولون عن فلسطين واسرائيل؟
سأغض النظر عن الاعلام الغربي، إذ لست أعتقد ان الغرب يريد دولة عربية واحدة متقدمة. لكن ماذا عن الاعلام العربي؟ لم يكن لهذا الأخير موقفا مشرفا كثيرا مع في دبي، وكأنه يصفي حسابات قديمة مع المدينة. لماذا؟
لست أملك جوابا. ولمن يملكه اكون شاكرا لو دلني عليه او زودني به.
هناك من يقول بأنها مدينة فجور.. ماذا عن المآذن التي تنتشر في المدينة؟ ثم أي مدينة في العالم كله لا ينتشر بها فجور في السر والعلن؟
هناك من يقول بأنها تعطي اصحاب العيون الخضر افضلية على العرب.. ماذا عن اكثر من مليون عربي يعيشون في المدينة من اصل مليون وسبعمائة الف؟
هناك من يقول بأنها لا تحترم حقوق الانسان.. ماذا عن قراراتها تجاه العمالة البسيطة التي تسحق في البلدان العربية الأخرى؟
لست أقول ان دبي مدينة مثالية، بل إن بها من الاخطاء الكثير، لكن أي مدينة اخرى في المنطقة تقدم فرصا أفضل مما تقدمه دبي في العمل والأمان والحرية؟
سمعت عن دبي من محبين وكارهين. وها انا اليوم اعيش فيها. احترم رأي من قال انها جيدة، وأحترم من لم يعجب بها، فذاك رأيه، لكن لم الهجوم على مدينة يحق لنا جميعا ان نفخر بها ولو امتلأت من الارض الى السماء بالخطايا؟
دبي تمر اليوم بمرحلة تتطلب من كل الاعلام العربي ان يقف مدافعا عنها، لا شامتا بها او مهاجما لها. فدبي مدينة عربية في الجزيرة العربية، لا مدينة عبرية في اطراف الارجنتين.

[email protected]