بدل ان تدافع منظمة ( هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الإنسان ـ Human Rights Watch ) عن حرية الفكر والتعبير, وتسعى لإقامة العدل والمساواة في الحماية القانونية، وبناء مجتمع مدني قوي , وتدين بشدة التوغل التركي في العراق وسوريا وتوثق جرائم الحكومة التركية بحق الشعب الكردي الذي ينحر من الوريد إلى الوريد , اضافة الى الاعتقالات التعسفية داخل تركيا واستخدام العنف الدامى المنظم ضد المعارَضة السلمية التى تمارس الحقوق الدنيا فى العقيدة والفكر والتعبير, اصدرت (هيومن رايتس ووتش ) تقريرا مشوها ومولفأ من 78 صفحة بعنوان (الاستهداف بالعلامة X ) واتهمت ( البيشمه ركة ) التي اصبحت رمزاً في مواجهة الإرهاب والإرهابيين على مستوى العالم , اتهمتها باستهداف المدنيين و تدمير أعدادا كبيرة من (منازل العرب) في مناطق تمت استعادتها من داعش , و طالبت بالتحقيق في انتهاكات قوانين الحرب والقانون الدولي لحقوق الإنسان ، لا سيما هدم البنايات والمنازل التابعة لسكان المناطق المغدورة والتي كانت تحت قبضة داعش , وفرض تدابير تأديبية بحق ( البيشمه ركة والأسايش ـ الامن ـ وقوات مكافحة الإرهاب المتورطة في انتهاكات للقانون الدولي الإنساني)( حسب تعبيرها ) ، والسماح للقضاء العسكري أو المدني حسب الاقتضاء بفتح تحقيقات مستقلة وحيادية وفي حال ظهور أدلة، يجب ملاحقة قوات (البيشمه ركة ) قضائيا عن انتهاكها لقوانين الحرب ..!!
ما يثير الدهشة فى كل ذلك أن مثل هذه التقاريرالدولية تنطلق من إنكار الأسباب الحقيقية وراء الكوارث التي حلت بـ(مسرح الاشتباكات المسلحة) والمناطق والمدن العراقية المغدورة التي اغتصبت من قبل داعش واخواتها والتي تم دميرها من قبل الارهابيين ومفخخاتهم , وتجاهل شبه مطلق عن جرائم الإرهابيين على سبيل المثال لا الحصر : العدوان على حق العبادة و التهجير القسري و سبى النساء وإقامة أسواق النخاسة وبقر بطون الحوامل وقطع رؤوسهن بالسواطيروالسيوف و التمثيل بالقتلى و زرع الاراضي الزراعية والبيوت والطرق بالمفخخات لمنع محاولات الهروب والتسلل و الأسر الجماعي والتغذيب وحرق الاسرى , واستخدام الاسلحة الكيمياوية المحضورة والتي استخدمها داعش في أطراف الموصل الشمالية والقرى الكردية وفي منطقة طوزخورماتو و مناطق متفرقة في العراق (وفقاً للتقارير المحلية وافادات شهود عيان من المصابين بالاسلحة الكيمياوية ) ...!!
داعش استخدمت (الانفاق )بمختلف اشكالها واساليبها في معظم حروبها داخل وخارج العراق :
وهنا كشاهد عيان لابد ان اقف عند حقيقة مفادها بان اغلب المنازل التي هدمت بالعبوات الناسفة اثناء عمليات تحريرمناطق جنوبي وغربي كركوك وسهل نينوى كانت (بيوت واوكار وانفاق ملغمة ) استخدمت كمعتقلات وزنازين سرية من قبل عصابات داعش للحبس والتعذيب بعد ان وضعت لها ابواب حديدية صلبة كالتي تستخدم في السجون والزنازين التقليدية , وتم حرقها ونسفها من قبل داعش إبان تقهقر قواتها وخضوع القرى لسيطرة (البيشمه ركة وقوات مكافحة الارهاب ) , اضافة الى تحويل بعض البيوت القريبة من المساجد والمستشفيات والمدارس والابنية الحكومية الى مصانع ومختبرات وورشات لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة وتخزين العتاد والتي تم تفجيرها من قبل قوات البيشمركة لإزالة تلك العبوات الناسفة والصواريخ التي صنعها داعش في تلك الاوكار , وخاصة بعد ان عجزت الفرق الهندسية التابعة لقوات مكافحة الإرهاب من تفكيكها لكثرتها وخطورتها على حياة منتسبيها وتفخيخها بطرق معقدة جدا ....!!
ومن الجدير بالذكر ان داعش عمدت إلى تقسيم مصانعها حسب التخصص، فبعضها لصناعة القذائف وبعضها الآخر لصناعة المواد المتفجرة أو لتجميع أجزاء الأسلحة ,وان بعض المواد الأولية التي تم استخدامها في صناعة الأسلحة ، مثل (الألمنيوم ونترات البوتاسيوم) ، تم تتبع مصادرها إلى شركات بجنسيات مختلفة تبيع منتجاتها في( تركيا ), واعتمد التنظيم على وسطاء لشراء وجلب هذه المواد الى العراق بعد إن أصبحت تركيا بمثابة (القاعدة الخلفية لداعش) في صناعة الأسلحة (هناك ادلة ووثائق وصور تثبت ذالك ) .
داعش اكتسبت خبرتها من تنظيم القاعدة ( حرب الانفاق) نموذجأ :
ان البيوت التي استهدفت بعلامة (X ) حمراء كما جاء في متن تقرير ( هيومن رايتس ووتش ) وتم نسفها لاحقأ هي ليس بيوت واقعة في الاحياء العربية فقط وانما هي بيوت لبعض الجواسيس والعملاء ( من الكرد والعرب ) وكل الذين عملوا طوعأ مع داعش ضد ابناء مناطقهم واصبحوا ادلاء ومأجورين بل ومجندين في صفوف الارهابيين وعليه عمدت داعش الى تفخيخها كاسلوب لتشتيت جهد القوات المهاجمة وإعاقة تقدمها , كما فعلت بالضبط في المناطق التي سيطرت عليها في قضاء تكريت بمحافظة صلاح الدين والفلوجة ومناطق عراقية اخرى , حيث قام التنظيم بمليء هذه الاوكار بـ(النفط الاسود والمتفجرات ) من اجل تفجيرها عند الضرورة لتكون مصيدة قاتلة للقوات العراقية المهاجمة وللأسف الشديد نجحت داعش إلي حد ما في خطتها القذرة .....!!
نسف البيوت المفخخة ضرورة عسكرية ملحة :
تناسى ( هيومن رايتس ووتش ) ان لداعش وزارة تسمى بوزارة (التفخيخ ) ، والتي تعتمد على التخطيط الممنهج لزرع العبوات الناسفة بطريقة متسلسلة ومعقدة جدا ، حيث يتم تفخيخ البيوت المتجاورة والمتلاصقة وخاصة في القرى بشكل مترابط فعندما تقوم الكوادرالهندسية في القوات الامنية العراقية بابطال اللغم او العبوة تنفجر البيوت الأخرى بوقت واحد،كما يتم تفخيخ المنازل بعبوتين او اكثر احدهما تحت الاخرى وعند رفع الاولى تنفجر الثانية...كما حصل في مناطق وقرى سهل نينوى موخرأ ...!!
ولهذا من الضروري ان تستمر القوات العراقية والبيشمه ركة وقوات مكافحة الإرهاب و الشرطة الاتحادية (بنسف البيوت والقرى المفخخة ) للحفاظ على ارواح الجنود والكوادرالهندسية التابعة للجيش العراقي وقوات البيشمه ركة واهالي المنطقة من جهة , و كضرورة عسكرية ملحة من جهة ثانية.
يتبع
التعليقات