ليس الغرض من التطرق الى هذا الموضوع النكاية والأساءة الى من يخوض معركة العراق لدحر فلول الأرهاب . فمن الطبيعي أن الأنسب للعراق وأهله الأنتقال السريع الى العالم المنفتح والمشاركة في تزويد الطاقاتالشابة بما يجب أن يوضع في أيديهم من أدواتالصناعة والعلم وتذكيرهم بناتج الحروب وحصادهااللاإنساني كما يروه بأعينهم كل يوم . 

 

الصورة الواضحة أن ميادين القتال تقودها طاقات عراقية وطنية . هذه الطاقات هي كالمواد الأولية الخام ، وأعني بذلك تستورد السلاح والعتاد المستخدم من الرجال في حرب إستنزافية لاينبغي لها أن تطول وتمتد دون إنهاء سريع محدد بعقلية عسكرية إستراتيجية الهدف والغرض و تتماشى مع العقيدة العسكرية الجديدة التي تبنتها المؤسسة العسكرية العراقية من العقيدة العسكرية الأمريكية.

وبمراقبة بسيطة لسير المعارك منذ بداية هذا العام في صلاح الدين والأنبار والآن محافظة نينوى ، نرى مايلي من نقاط نقد ضرورية الذكر :

1. ان المواد الأولية (السلاح والمركبات والدروع والعتاد والخامات البشرية الموظفة للقتال) غير منسقة بين قوات تضم طاقات الحشد الشعبي الشيعي الولاء ، والحشد الوطني السني الولاء و مليشيات عشائرية تسندها طبقات سياسية مختلفة ، تعمل الى جانب منظومة القوات العراقية المسلحة والبيشمركة حسب رؤيتها لديمغرافية المنطقة. 

2. ان أوامر القتال والتوقف والترقب والرصدوالأستطلاع والمباغتة والمناورة والمرونة والأقتحام لاتتم أو لا تصدر من وزير دفاع مهني وبخطط سرية متتابعة ، وذلك سببه قرار مجلس النواب إقالة الدكتور خالد العبيدي بطريقة مساومات لإبعاده بعد إتهامه لرئيس المجلس وبعض الأعضاء بالفساد ، علماً بأن العبيدي تم تعيينه بتاريخ (18 تشرينالأول أكتوبر 2014). أي بعد سقوط الموصل بثلاثة أشهر، كونه شخصية مهنية وطنية عسكرية لاشائبةعليها ولم يجاري جهة معينة .

3. معظم الخامات العراقية المقاتلة لتحرير محافظة نينوى لاترافقها وحدات من سلاح الهندسة لتمهيد الطرق وإزالة المعوقات والألغام المزروعة مما : 

أ – يؤخر سرعة الأنجاز بمدد قصيرة . ب – يزيد من نسبة الضحايا بين المدنيين ويسبب نزوحهم .

4. لايقوم أمراء الوحدات العسكرية بالتشديد وتنبيه ضباطهم وجنودهم بعدم إستنزاف الطاقات وذلك بعدم إطلاق أعيرة المدفعية والهاونات والرصاص عبثاً وإطلاقه عبثاً في الهواء من أمام كاميرات التصوير الإعلامية . 

5. ميزة العمل العسكري العراقي يتخللها القرار السياسي المرافق لعملية إستنزاف الطاقات دون دراسة بحثية تستخلص نتائج كل خطة عمل ونسبة نجاحها . بعثرة المواد الأولية والخامات القتالية وما تتضمنه من ( سلاح عتاد رجال) تُسّير بأفكار أشخاص يهمهم الغرور الشخصي وحب الظهور وإصدار التصريحات ولايهمهم تحقيق الأهداف بفترة زمنية قصيرة وإسدال الستار على مأسي العراق . فالحرب العراقية الأيرانية إستمرت 8 سنوات وتحرير محافظة عراقية بجهد 90 ألف جندي من فئة قذرة مجرمة لاتتجاوز 6 ألاف شخص معتوه الفكر قد تطول أكثر من سنتين . 

6. لم تباشر القيادة العسكرية والمدنية مبكراً وقبل بدء العمليات ، بمايعرف بفن التفاوض والأتصال مع المجموعات الجهادية وتطويعها وضمها الى أجهزةالمخابرات والجانب الحكومي بمنحها الأمان عند الأنشقاق عن المجموعات الشيشانية والخليجية وأمراء البغدادي. فالقيادات العراقية وخبرتها المعهودة لاتصل الى التطبع بسياسة جلب القوى المعادية وتقديم الضمانات لها عند إستسلامها . 

بكلمة أخرى يعرفها أغلب الشعب العراقي ، وهي أن الجهد العسكري لايجب أن يتم تصويره وإستعراضه على أنه جهد شيعي أو سني أو كردي ، لأنه جهد قيادي مشترك. ولايجب تبذير أموال العراق "المدان بقروض مالية دولية" لتسيّير أهله الى جبهات القتال وفتح جبهات أخرى عاماً بعد عام ، والتي بدأت منذ عام 1980 ولم تنتهي بعام 2016 ، وأدت الى دمار تام وإستنزاف الطاقات رغم جهود وتنبيه المخلصين للحكومات المتوارثة . زيادة الدماروالتكبير له بعبارة " الله أكبر " أدت الى كراهيةوعزلة العالم الاسلامي . حروب المنطقة العربية فيسوريا والعراق و ليبيا واليمن والدمار الذي قادتهمجاميع إسلامية مختلفة على المذهب الأصح للطاعة الربانية مازالت تعطل أي تقدم حضاري ، ويزيد منمصلحة الدول المصنعة المصدرة لأسلحة القتل. 

باحث وكاتب سياسي