من المعلوم ان الحشد الشعبى الشيعى انشئت بعد فتوى الجهاد من قبل المرجعية الشيعية فى النجف الاشرف فى 14/6/2014 بعد احتلال العصابات الداعش المجرمة و الارهابية لكثير من المناطق و الاراضى العراقية فى محافظات موصل و صلاح الدين و ديالى و كركوك و حتى بغداد و الرمادى. لردع الخطر و احتلال الداعشى لتلك الاراضى و دحر التمردات المسلحة ضد الدولة المركزية فى بغداد.
الحشد الشعبى مثلما يقولولمن هم ابناء الوطن و من غيرتهم و حبهم للوطن انخرطوا فى سلك تلك الحشد المسلح و هم يضحون بانفسهم و ارواحهم من اجل تحرير الوطن وليس الغير.
الان و بعد 3 سنوات من انشائها اصبحوا قوة لا يستهان بها من حيث العدد و العدد. لان الحكومة و كل التيارات السياسية الشيعية و كل الاحزاب و القيادات الشيعية تساندونهم و يعطونهم كل ماتريدون و تطلبون من المساندات المالية و العسكرية و اللوجستية،الان الحشد الشعبى الشعيى المذهب عبارة عن جيش نظامى و قوة عسكرية نظامية تحت امرة القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية و المربوطة مباشرة برئيس الوزراء حيدر العبادى الشعيى المذهب و ليست وزارة الدفاع العراقية المنظوية تحت امرتها كل القوات المسلحة العراقية برية وجوية و بحرية مع طيران الجيش و الدفاع الجوى. عددهم الرسمى الان وصلت الى اكثر من 150 نفرا و 3 ملايين متطوع احتياطىووفقاً لمركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، تقدر فصائل الحشد الشعبي بسبعة وستين فصيل موزعين بين العراق وسورية.. ولكن بالمقابل عدد الجيش العراقى عبارة عن 250 الف عسكرى فقط.
يوم السبت الفائت 26/11/2016 اصدر البرلمان العراقى باكثرية الاصوات البرلمانيين 230 صوتا بدون 89 برلمانيا سنيا لصالح قانون هيئة الحشد الشعبى المتكون من ثلاث مواد قانونية، ومن الموسف ان برلمانيين الكرد ايضا صوتوا لصالح القانون ،ناسين الحقيقة المرة بان حربهم القادم و المستقبلى بعد انتهائهم من حرب عصابات الداعش المجرمة تكون مع هذا الحشد الشيعى و هم ايضا يكررون تاريخ ابناء عمومتهم من سنة العرب ايام عزهم فى السلطة و يكررون عمليات الانفال السيء الصيت و عمليات القصف الكيمياوى و الابادة الجماعية ضد الكرد و هذه هى الغلطة التاريخية للبرلمانيين الكرد.وبهذا اصبح الحشد الشعبى الشيعى قوة نظاميا عسكرية ونظامية و تكون لها حق المشاركة فى كل العمليات العسكرية مثل الجيش النظامى فى كافة انحاء العراق و الوقوف ضد التمردات العسكرية الداخلية و لها الحق القانونى فى مطالبة الرواتب والميزانية الخاصة بها.
هذه الخطوة البرلمانية خطوة خطيرة فى المستقبل الدولة العراقية وهذا ترسيخ لتكوين الميليشيات العسكرية تحت مظلة القانون، وهذه الخطوة تكرار للخطوة المماثلة الايرانية فى انشاء الحرس الثورى الايرانى بعد نجاح الثورة الاسلامية فى ايران عام 1979 ضد سلطة محد رضا شاه الايرانى. والان قوات الحرس الثورى الايرانى قوة كبيرة و قوية مقارنة بالجيش النظامى الايرانى لان الحرس الثورى كلهم من مذهب الشيعى والمتعصب للحكومة و الثورة و القيادة الايرانية و هم الان الزراع القوى للنظام الايرانى.
هذه الخطوة الخطيرة من البرلمان العراقى و تحت ضغط البيت الشيعى و المرجعية الشيعية خطوة بتجاه الانقسام الاكثر للدولة العراقية و تضعيف المؤسسات الشرعية و القانونية للدولة المركزيةوهذه الخطوة يعطى الحق لكل المكونات الاخرى من الشعب العراقى بعربه و كرده و تركمانه و مسيحيين و اشوريين و ايزيدين و غيرهم للمطالبة بتكوين ميليشيات المسلحة الخاصة بهم بذريعة الحماية و الحفاظ على امنهم و سلامتهمفى مناطقهم. وهذا ايضا تكرارا لنموذج اللبنانى الحالى ايضا بتعاون و نصائح الايرانيين،الان فى لبنان حزب الله الشيعى بقيادة حسن نصرالله الموالى للايران و نظامه الولى الفقيه لها باع طويل و قوى فى اقرار القوانين و تتدخل فى كافة شؤون الدولة اللبنانية وبدون اقرار و رضاء و قبول حزب الله لاى مسالة داخلية او خارجية لم يتم ولم يصدر اى قانون فى الدولة اللبنانية وكل هذه القوة بسبب وجود قوة عسكرية قوية(( ميليشيا)) و متدربة تدريبا كاملا و منتظما من قبل الايران و الحرس الثورى الايرانى
ايران لها دورها فى المنطقة ولها دورا كبيرا و خطيرا و محوريا فى المستقبل و هى تريد السيطرة على كل الدول التى بها المذهب الشيعى لتكون لها اليد فى كل القرارات و مقدرات الحكومات و الشعوب المطقة، ايران دولة مذهبية متعصبة وهى الان صاحبة قوة نووية وعسكرية و دولة نفطية ذات احتياطى كبير و لها اراضى واسعة و غنية بكل ماعندها من الثروات المعدنية و الطبيعية. مع الاسف الشديد الدولة العراقية الموجودة الان تدور فى فلك السياسات الايرانية الفارسية و العراق ليس بمفردها ،لان ايران لها الدور الكبير فى كل من العراق و سوريا و لبنان وحتى فلسطين و اليمن و سلطنة عمان و غيرهم من الدول العربية وهى الان تتبختر و تعلوا صوتها بانها صاحبة قرار فى كل من العواصم المهمة والتاريخية العربية فى بغداد و دمشق و صنعاء و بيروت، ايران لها طموحاتها التاريخية فى الدول الخليج العربى مثل امارات العربية و البحرين و الكويت و حتى السعودية، الان فى المنطقة العربية و الشرق الاوسطية صراع خفى و علنى من الناحية المذهبية و القومية و الدينية و الكل تحاول ان تحافظ على سيادتها و قوتها و امنها الداخلى .
مرة اخرى دولة العراق فى الوقت الحالى و المستقبلى تكون دولة منقسمة على نفسها من الناحية السياسية و الاقتصادية و العسكرية لم و لن تكون دولة قوية موجودة بعد الان لان كل الطوائف القومية و الدينية و المذهبية تطالبون باحقيتهم فى حصولهم على القوات العسكرية و استقلال منطاقهم وهذا الاتجاه فى التفكير تتجه فى اخير المطاف الى تقسيم العراق كدولة و كشعب و تدمير ما بناها العراقيون خلال 95 سنة الماضية و كتحصيل حاصل لهذه المواقف المتباينة من قبل كل المكونات العراقية وخاصة الشيعية فقط تستفيد الايران الفارسية و المذهب الشيعى و سلطة الملالى و نظام الولى الفقيه. وليس الشعوب العراقية.
التعليقات