حتى وإنْ أصبحنا في القرن الحادي والعشرين فإنّه لا بدَّ من التوقف عند جذور من أصبحوا عرباً أو جزءاً من الوطن العربي، وحيث أنه لم تكن فرضية الجذور اليمنية للأكراد او الكرد واردة على الإطلاق، وحقيقة أنّ العنصر اليمني في الجنس الكردي لم يبحث حتى الآن، وحيث أنّ هذه المسألة لم تعد تشكل خلافاً أو اختلافاً وإذ أنه قد أصبحت هناك شعوباً وقوميات متداخلة وأن العالم كله قد أصبح كيانا واحداً وانه لم تعد مسألة الاصول القومية واردة في معظم دول وشعوب الكرة الأرضية.
وهنا وحسب ما ورد في بعض الفرضيات فإن المؤرخين العرب القدماء كالطبري والمسعودي، قد كانوا يعتقدون بالمنبت العربي للدولة الكردية.. وحيث أن الله وحده هو الذي يعرف بالصحيح فالأمم قد اختلطت وشعوب الكرة الأرضية قد تداخلت وهذا قد بات واضحاً في العديد من الدول الأوروبية، وبخاصة بالنسبة لفرنسا وبريطانيا تحديدا، وهنا فإنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أنّ المؤرخين العرب القدماء كالطبري والمسعودي قد اعتقدوا بالمنبت العروبي للسلالة الكردية وهذا كان قد أشار إليه المؤرخ المسعودي صاحب مروج الذهب.
وحقيقة أن المسعودي صاحب مروج الذهب لم يحسم هذه المسألة، وأنه قد توقف عند الأقاويل المتداولة في عصره والقائلة، بدون أي إثباتات، أن نسب هؤلاء يعود إلى كرد بن عمرو من قبيلة الأزد التي كانت قد انتشرت قبائلها في تلك المنطقة قبل الإسلام، وحيث أن هذه القبائل قبل الاسلام كانت قد حملت أسماء تاريخية تعود الى أحد فروع شعب "ربيعة بن نزار" الذي كانت بعض قبائله قد انتشرت في تلك المنطقة قبل الاسلام.
وهكذا فإنّ هناك من لا يزال يقول أن هؤلاء كانوا ينتسبون إلى كرد بن عمرو من الأزد التي تنتسب إلى ربيعة بن نزار والتي كانت قبائلها تتمركز في تلك المنطقة قبل الاسلام وأنها قد حملت أسماء قبائلية كبكرٍ بن وائل وكديار ربيعة، وأن للطبري رأياً يؤكد أنّ هؤلاء، أي الكرد، يعودون إلى شعب مضر العربي وإلى قبائل عامر بن صعصعة بالتحديد.
ولعلّ مما يعتبر محاولة لإلصاق سيئات ذلك التاريخ بهؤلاء القوم، هو أن الطبري قد نسب هؤلاء إلى قبائل عامر بن صعصعة بالتحديد.. في محاولة لتشويه صورة هؤلاء على قاعدة أنّ الذي كان قد أوصى بحرق النبي إبراهيم كان كردياً.. والعياذ بالله، وأن هذه المقولة مجرد محاولة لتشويه صورة هذا الشعب الطيب العظيم وهذه مسألة كان قد أهملها المؤرخون لعدم قناعتهم بصحتها.. وحقيقةً أن هذه قد كانت محاولةً لتشويه صورة وتاريخ هذا الشعب العظيم الذي كان ولا يزال جزءاً رئيسيا من شعب وأمة هذه المنطقة.
وعليه فإنه لا بدَّ من إعادة النظر في الكثير من فرضيات هذا التاريخ الذي كانت قد تدخلت فيها جهات كانت تسعى لتشويهها.. وحيث أن بعض هذه الأمور قد بقيت مستمرة حتى الآن!!.
التعليقات