على وقع قرب حلول استحقاقين انتخابيين مهمين وهما، انتخابات مجالس المحافظات العراقية بعد غياب عقد كامل على آخر نسخة منها، والتي تشمل المناطق الكردستانية المشمولة بالمادة 140 من الدستور في كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى، في 18 ديسمبر القادم، والانتخابات العامة في إقليم كردستان العراق المقررة في 25 فبراير من العام المقبل، وذلك بعد تأخير نحو عامين عنموعدها الأصلي.
وحتى قبل مضي مدة 4 سنوات وهي الفاصلة بين مؤتمرين، يأتي قرار الاتحاد الوطني الكردستاني بعقد مؤتمره العام الخامس في 27 سبتمبر القادم، ليظهر أن الحزب الذي لطالما كان بيضة قبان التوازنات السياسية والمكوناتية، وطليعة القوى الديمقراطية في كردستان والعراق عامة، يستعد لخوض غمار المرحلة القادمة الحبلى بالتطورات والفرص والتحولات بقوة وثبات وتماسك وبالمزيد من المؤسساتية وضخ الدماء الجديدة، رغم كل ما شهده من أزمات داخلية خلال المرحلة الماضية، راهنت قوى منافسة له عبثا على أنها ستنعكس إضعافا له وتحجيما لدوره.
لكن الحزب تمكن من تجاوز كل ذلك، بالاعتماد على عمق انتشاره الجماهيري بين مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية، وعلى رسالته الفكرية والسياسية المستمدة من قيم ومبادىء العدالة الاجتماعية وتقرير المصير والاشتراكية الديمقراطية وصون الحريات، والتي كرستها الثورة الجديدة التي قادها من جبال كردستان في منتصف السبعينات، ويؤطرها الإرث الكبير الذي تركه مؤسسه وزعيمه التاريخي الرئيس الراحل مام جلال، والذي يكمل طريقه رئيس الحزب الحالي بافل الطالباني.
وهكذا مع قرب موعد ذينك الاستحقاقين الانتخابيين عراقيا وكردستانيا، فإن انعقاد هذا المؤتمر سيلعب دورا كبيرا في تهيئة الاتحاد الوطني الكردستاني للعب دوره التاريخي في هذا السياق، واعادة ترتيب أوراق قوته وفاعليته، والدفع نحو تكريس كفة الخيارات الوطنية والقومية والديمقراطية الصائبة والمتوافقة مع مصالح الشعب الكردي ومصالح العراقيين عامة، على اختلاف تلاوينهم القومية والمذهبية والدينية.
وبما يسهم كذلك في دعم محورية الدور والحضور الكرديين في المعادلات الداخلية والإقليمية والدولية، على صعيد مختلف أجزاء كردستان وليس فقط في كردستان العراق.
التعليقات