حقق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فوزاً كبيرًا في انتخابات الثلاثاء الكبير، التي وصفت بالحاسمة في اختيار المرشح الجمهوري لمواجهة الرئيس الديموقراطي الحالي جو بايدن في الاستحقاقات الرئاسية العام الجاري، حيث وعد أنصاره بالعودة إلى البيت الأبيض ليجعل الحزب الجمهوري وأميركا "أفضل وأقوى"، واصِفًا ليلة الانتخاب "بالليلة المذهلة"؛ في حين حذر بايدن من "عودة الانقسام والظلام اللذين ميزا عهدة ترامب" بين 2016 و2020.

ولم تسفر الانتخابات التمهيدية للحزبين في 15 ولاية بالإضافة إلى مقاطعة ساموا في جنوب المحيط الهادي عن أي مفاجآت؛ فبحسب أحدث النتائج التي نشرتها وسائل إعلام أميركية، فاز المرشح المحتمل للحزب الديمقراطي بايدن البالغ من 81 عاماً في كل الولايات، ولم يخسر سوى في مقاطعة ساموا أمام منافسه رجل الأعمال جيسون بالمر، حيث خسر بـ11 نقطة ودفع فاتورة موقف إدارته إزاء الوضع في الشرق الأوسط، إذ خسر العديد من الداعمين الذين صوتوا ببطاقات بيضاء (حوالى 40 ألفاً) للتعبير عن غضبهم أمام عدم تمكن الرئيس من فرض وقف إطلاق النار في غزة.

في حين فاز ترامب البالغ من العمر 77 عاماً في 12 ولاية، وخسر أمام منافسته نيكي هيلي في ولاية فيرمونت، لتكون الثانية التي تفوز بها بعد العاصمة واشنطن. وكانت ولاية فرجينيا الأولى التي أعطت الفوز لترامب وتلتها ولايات كارولينا الشمالية، ألاباما، أوكلاهوما، ثم تلته ولايات أخرى مثل تينيسي وفلوريدا وألاسكا. أما فيما يتعلق بعدد المندوبين الذين حصدهم كل مرشح، فحصد ترامب أكثر من 1000 مندوب مقابل 80 لهايلي؛ ولأجل إتمام فوزه نهائياً وضمان ترشحه لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، يحتاج ترامب لحصد 1215 مندوباً على الأقل، وهو رقم بات في متناوله، بالرغم من أنه يلاحق في قضايا عدة، لكن المحكمة العليا الأميركية كانت قد نقضت قراراً يُحمل ترامب المسؤولية في تحريضه ودعمه لهجوم أنصاره على مبنى الكونغرس الأميركي. وكان قضاة المحكمة العليا في كولورادو قد حكموا في 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي بمنع ترامب من المنافسة في الاقتراع التمهيدي للحزب الجمهوري؛ أمَّا القضايا الأخرى، فيُتوقع أن تبدأ محاكمته في واحدة منها قبل انتخابات الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) 2024 المقبل، ولكن من غير المرجح أن تبعده عن السباق الرئاسي.

وفي خطاب ألقاه بمقر إقامته في فلوريدا، وصف ترامب فوزه في أغلب الولايات بالمذهل، وهاجم سياسات بايدن في مجال الهجرة، ووصفه بأنه "أسوأ رئيس".

ويرى مراقبون أنَّ بايدن أصبح في وضع حرج بعد فَشل الديموقراطيين في تحقيق الوعود من جهة، وأداءه الذي وُصِف بالضعيف من جهة أخرى، مما أدى إلى الفشل في استمالة الناخبين المحافظين المعتدلين المنزعجين من أداء ترامب، بل أدى الى نتائج عكسية، وإلى ازدياد شعبيته، كما أعطى مؤشرًا واضحًا على المتغيرات الجذرية في قواعد كلا الحزبيْن الديموقراطي والجمهوري على حدٍّ سواء، حيث خرجت القواعد الشعبية عن رغبات قياداتها من التقليديين الوسط، وأظهرت النتائج ازدياد سيطرة التيار اليميني عند الجمهوريين، في حين تنامى تيار شبابي لدى الديموقراطيين ضاق ذرعاً بكل شيء، وسط مخاوف حقيقية من وصول ترامب إلى النهائيات، مما يرجح خسارة الديموقراطيين في معركتهم ضد الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة.