هي ببساطة المعركة الكروية الأكثر شراسة وإثارة ومتعة في عالم كرة القدم في اللحظة الراهنة، حيث لا يوجد دوري في العالم بهذا الاشتعال وتلك التنافسية، ولا أحد يعلم على وجه اليقين هوية بطل الدوري الإنكليزي للموسم الجاري، خاصة أن الثلاثي ليفربول، وأرسنال، ومان سيتي جميعهم يستحقون اللقب عطفاً على ما قدموه طوال الموسم المثير.

وداعية كلوب
ليفربول في الموسم الأخير للمدرب يورغن كلوب، وقد يكون الأخير للنجم المصري محمد صلاح قبل الرحيل صوب الدوري السعودي، مما يجعل الفوز باللقب أمراً حتمياً للريدز، وكذلك لجمهور النادي الذي لم يشاهد فريقه متوجاً على عرش الكرة الإنكليزية في آخر 30 عاماً إلا مرة واحدة في "موسم كورونا".

حلم 20 عاماً
أما آرسنال أرتيتا فهو الآخر يحلم باللقب الذي لم يدخل خزائن "المدفعجية" منذ عهد المدرب السابق آرسين فينجر، وتحديداً منذ عام 2004، ويحسب لأرتيتا أنه أعاد الأمل لعشاق آرسنال بكل تأكيد، وكان قريباً من اللقب الموسم الماضي، بكتيبة من لاعبين لا يتمتعون بنجومية عناصر ليفربول أو مان سيتي، وهو أكثر نضجاً الموسم الحالي، ولكن المنافسة غاية في الصعوبة.

السيتي يظل الأقرب
أما الطرف الثالث في الصراع، فهو مان سيتي البطل الذي يسيطرعلى البطولة في العقد الأخير، فقد توج بلقلها 7 مرات منذ عام 2012، وعلى الرغم من أنه "طرف ثالث" في الصراع، إلا أنه يظل الأقرب لحسم الأمور في حال تعثر ليفربول أو آرسنال، خاصة أن غوارديولا هو المدرب الأكثر براعة في إدارة ضغوط نهاية الموسم، ويملك القائمة الأفضل في العالم حالياً.

ويكفي تصريح المدرب الاسباني الذي قال فيه إنه لن يضحي بلقب الدوري الإنكليزي من أجل مباراة ريال مدريد في دوري الأبطال، فلا رفاهية لديه لإهدار أي نقطة فيما تبقى من مواجهات الموسم الحالي.

على أي حال يظل الصراع بين كلوب وأرتيتا وغوارديولا هو الصراع الأكثر متعة وإثارة في عالم كرة القدم في اللحظة الراهنة، خاصة أن ليفركوزن يحسم الدوري الألماني، والريال في طريقه للفوز بالليجا، فضلاً عن أن الدوري الفرنسي، وكذلك الإيطالي لا يحيط بهما شغف كبير، وإن ظل للإيطالي رونقه وشعبيته.

العقول التدريبية مصدر المتعة
متعة الدوري الإنكليزي لا يضاهيها متعة في عالم كرة القدم في السنوات الأخيرة، وربما لا يقترب من هذه الإثارة سوى الأدوار المتقدمة في دوري الأبطال الأوروبي، والمراحل الحاسمة في منافسات كأس العالم، وكأس أمم أوروبا، مما يجعل البريميرليغ هو البطولة الأكثر شعبية وقوة جماهيرياً ومالياً وإعلامياً على المستوى العالمي، والفضل في ذلك يعود لكثير من العوامل، وعلى رأسها العقول التدريبية، وتحديداً كلوب وغوارديولا وأرتيتا.