- قرأت.. أنّ هناك رهطاً من الناس، وللأسف الشديد، كانوا يحلفون برؤوس الأقارب، ويجلونهم ويحترمونهم أكثر من المعتاد، لغاية في نفس يعقوب، وبعد ذلك رموهم بحصاة كبيرة، ولعنوا الساعة التي تعرفوا بها عليهم بعد أن كانوا، وبكل حب، يقدمون لهم الطاعة العمياء، والغفران غير العادي، في الوقت الذي نجد فيه أن اللعنة، الغيرة، الحسد، وضيق العين، وكل أنواع السخط، واللفظ الماسخ أهم ما صاروا يصفونهم به، ولم يكفهم ذلك، بل أخذ يصدر عن أمثال هؤلاء ممن يدعون بالأقارب، الذين وصفهم المثل الدارج بالعقارب، على أنهم أشدّ فتكاً ولعنة حيال إخوانهم الذين لم يقصروا في التواصل معهم ومساعدتهم!

...

- سمعت.. أنّ البعض من المعارف المحترمين صاروا يظهرون بنرجسية ممرضة وبغيضة، أمام أقاربهم وجيرانهم، ويصرخون بصوتٍ عال. وتراهم يتنافسون مع الآخرين بهدف إغاظتهم والتشفّي منهم، والنتيجة التخلي عن كثير من المبادئ والقيم التي يتحلون بها، وأخيراً فضح زيف ادعاءاتهم وكذبهم، وبانت عورتهم وغمزهم ولمزهم، واتضحت صورتهم جلية واضحة!

ومن أمثال هؤلاء كثر ما زالوا يعيشون بيننا، ويكيلون بمكيالين، ويصرخون بملء أفواههم بصرخات ماجّة معسولة تحمل نبرات فيها الكثير من الكراهية والحقد الأعمى. ولا أعلم ما هو الخير الذي سبق أن تَقدَمَ به أمثال هذه النخبة من الناس تجاه إخوانهم وأقاربهم، وما مدى العطاء الذي أجزلوا به عليهم حتى يجيزوا لأنفسهم الحق في التعدي عليهم، وفي إطالة الصرخات والنبرة الحادّة التي بات يعيشونها وتمخر عباب الفضاء مع صباح كل يوم، وهم ما زالوا يمكثُون في بلد يعيش أهله على الكفاف، بدلاً من أن يفكروا في كيفية الخروج من عنق الزجاجة، والحال الذي يعيشونه بكل مؤسياته، والبحث عن ملاذ آمن لهم ولأفراد أسرهم قبل أن يَغرقوا في الطين، إن لم يكن غرقوا بالفعل!

...

- شاهدت.. وأنا أتابع تصفّح ما يتضمن الكومبيوتر من برامج متنوعة، التنقل عبر صفحاته الكثيرة من صور الماضي الجميل، وشاهدت لبضع الوقت، بعض المقاطع من فيلم "حبّ في الظلام" للمنتج والمخرج حسن الإمام، ومن تمثيل نخبة من عمالقة الفن أمثال: عماد حمدي، فريد شوقي، أمينة رزق، وهند رستم.

الفيلم يرسم صورة جميلة لزمن أجمل.. ويصور مدى تعاطي الفنانين الكبار مع الأدوار التي كانوا يؤدونها باحترافية عالية، أضف إلى صدق الكلمة المؤداة، والحوار الذي يثير الحواس.. ويدفع بك إلى الانصات وبحبّ عميق.

لغة حوارية تختصر الكثير، وأدوار تقرأ فيها التنوّع والإقناع، والخبرة والفن بأبهى صوره، والرغبة التي تلزمك في متابعة ما يعرض في الفيلم حتى آخر مشهد فيه، وإن كان بالأبيض والأسود، الذي يظل له حضوره اللافت، ونكهته وعمق الحدث الذي يطرحه بعيداً عن عمّا بات يُعرض اليوم على الشاشة الصغيرة، وحتى الكبيرة من برامج وأفلام هابطة لم يعد لها أي حضور كما كان عليه في الماضي!