على الأرجح سيكون الصراع على بطاقة التأهل لمونديال 2026 في المجموعة الثانية لقارة آسيا ووفقاً للمستويات الفنية الحالية للمنتخبات الآسيوية بين العراق والأردن، في حال اعتبرنا أن المنتخب الكوري الجنوبي هو الأفضل (نظرياً) في هذه المجموعة.

وسوف يحصل الكوريون على بطاقة التأهل للمونديال في صدراة المجموعة، وإن كان هذا الانطباع ليس صحيحاً بنسبة 100%، حيث يحق للمنتخب العراقي أو الأردني أن يطمحا ويطمعا في الصدارة على حساب كوريا الجنوبية، وهو الدرس الكروي الذي تعلمناه في كأس آسيا الأخيرة.

ترقب وتوتر
ومع التسليم (نظرياً) بتقارب المستويات بين العراق والأردن حالياً، والتسليم بأنهما الأقوى في المجموعة بعد كوريا الجنوبية، فإننا سوف نكون أمام صراع كروي مثير قد تكون له تبعاته خارج المستطيل الأخضر، في ظل الشحن المعنوي، والتوتر الجماهيري والاعلامي بين المنتخبين، وفي ظل ما حدث بينهما في كأس آسيا الأخيرة في قطر.

تاريخ العراق ولحظة الأردن
صحيح أن العراق هو الأقوى تاريخياً، وبالنظر إلى أن العراق كما يقال "أمة كروية" تملك التاريخ الكروي، والقاعدة الجماهيرية المليونية، والمواهب الكروية بصورة أفضل من الأردن، ولكن المنتخب الأردني في الآونة الأخيرة، وفي اللحظة الراهنة، هو المنتخب الأفضل في عرب آسيا دون مبالغة، بالنظر إلى النتائج التي حققها أمام كبار القارة في كأس آسيا، وفي تصفيات المونديال أيضاً.

منتخب الأردن لديه الروح والحماس والأداء المنطلق المتحرر من الضغوط، والعطش للمجد والتاريخ بصورة لا تضاهى، وهذه ليست مبالغة، ولكن لهذا الحماس حدوده بالطبع، وفي حال كان المنتخب العراقي في حالته الفنية في المواجهتين أمام الأردن فسوف يكون هناك الكثير من الشك في انتصار الأردن.

نحن سنكون أمام صراع مثير بين "تاريخ العراق" و "لحظة الأردن".

العماني والكويتي
على أي حال سوف ننتظر مباريات تصفيات التأهل لمونديال 2026 عن كل المجموعات، وتحديداً مجموعة كوريا الجنوبية والعراق والأردن وعمان وفلسطين والكويت، ولا يمكن استبعاد العماني والكويتي بالطبع، فهما لديهما كرة قدم جيدة في حال كانا في أفضل أحوالهما، وإذا لم يتمكن أحدهما من خطف واحدة من بطاقتي التأهل المباشر، فسوف يكون لهما تأثير كبير في نتائج المجموعة، كما نتمنى للفدائي الفلسطيني تقديم أفضل ما لديه بعناصره التي تتدفق حماساً وحيوية، وبحب الجميع لهم.

لا للتطرف الكروي
لا أريد أن أكون تقليدياً في ارسال الكلمات الكلاسيكية التي تحث على الاحترام المتبادل بين جماهير الأردن والعراق، ومراعاة الروح الرياضية وغيرها من الكلمات التي لا يقتنع بها "جيل السوشيال ميديا"، ولكن كل ما أطلبه أن نقف جميعاً في وجه التطرف الكروي الذي يأخذنا إلى الحديث عن طوائف دينية، أو صراع سياسي، أو تاريخ سياسي، أو غير ذلك من المبالغات التي لا علاقة لها بكرة القدم.

لا تجعلوها مصر والجزائر
عزيزي العراقي، صديقي الأردني.. افعلوا كل ما يحلو لكم في تشجيع منتخبكم، وفي أساليب المكايدة (الرياضية) ولكن لا تجعلوها تخرج عن الاطار الرياضي المثير حتى لو كان يحمل بعض التجاوزات الفكاهية، لا تجعلوها فتنة مثل مباراة مصر والجزائر من جديد.

فقد وصل التطرف في المباراة المذكورة في تصفيات مونديال 2010 إلى حدود صاعقة، أخذت المشجع والاعلام المصري إلى السخرية من تاريخ وشهداء الجزائر، وهو خط أحمر بالطبع، وفي المقابل قال الجزائريون بصحافتهم "المراهقة" إن أكفان وقتلى المشجعين الجزائريين في القاهرة بالآلاف، لكم أن تتخيلوا بالآلاف، وكل ما حدث أن مشجع أو لاعب أصيب باصابة طفيفة من مشجع مجنون.

هل أقول لكم سراً؟ لقد فكر المصريون (على المستوى الشعبي بالطبع) كيف سنحارب الجزائر بالطائرات والدبابات وليس هناك حدود مشتركة بيننا!!