في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران الذي أقيم يوم الجمعة الموافق 28 حزيران (يونيو)، أعلنت الهيئة الاجتماعية لمجاهدي خلق أن 88 بالمئة من الإيرانيين قاطعوا الانتخابات، رغم محاولات النظام الإيراني للتزوير وزيادة نسبة المشاركة. وقد بلغت نسبة التصويت أقل من 12 بالمئة من الناخبين المؤهلين، حيث شارك حوالى 7.4 مليون فقط من أصل 58,640 مركز اقتراع. وأكدت الهيئة الاجتماعية أن النظام مدّد فترة التصويت عدة مرات حتى منتصف الليل، في محاولة لزيادة نسبة المشاركة.

خلفية تاريخية ومقاطع فيديو توثيقية
راقبت الهيئة الاجتماعية لمجاهدي خلق العملية الانتخابية في 315 مدينة عبر 31 محافظة، مستخدمةً مراسلين ووحدات مقاومة لتوثيق المراكز الانتخابية. جمعت الهيئة 1854 مقطع فيديو يمكن تقديمها للجهات الدولية للتحقق من نسبة المشاركة الحقيقية. وأوضحت الهيئة أن الصناديق المتنقلة أُسست بهدف التزوير، ومع ذلك، قُدرت نسبة المشاركة فيها استنادًا إلى متوسط الأصوات في المراكز الثابتة لضمان دقة التقرير.

تأثير المقاطعة وأهمية التغيير السياسي
أشارت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إلى أن المقاطعة الواسعة تعكس رغبة الشعب الإيراني في الإطاحة بالنظام الحالي والسعي نحو جمهورية ديمقراطية. واعتبرت المقاطعة الكبيرة بمثابة تصويت حاسم ضد الديكتاتورية، مؤكدًة أن الإيرانيين يرغبون في تغيير سياسي حقيقي يُفضي إلى حرية وديمقراطية.

وعطفًا على هذه الانتخابات الفاشلة، قالت السيدة رجوي في جزء من خطابها في المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية، الذي عُقد يوم 29 حزيران (يونيو) في يومه الأول:

«الانتخابات» المزیّفة جاءت نتيجة للمآزق والهزائم الكبرى التي حلّت بالنظام، لأنَّ الشعب الإيراني أعلن مرات عدة بأوضح طريقة: صوتنا هو إسقاط النظام، ولا مكان للانتخابات في هذا النظام، وحان وقت الثورة!

هذه «الانتخابات» مرآة للعجز السياسي والاستراتيجي الكامل لنظام ولاية الفقيه.

وجود ملا واحد متعطش للدماء وخمسة من عناصر الحرس المجرمين، أظهر أولا وقبل كل شيء، فراغ جعبة النظام في المرحلة النهائية. الإحصاءات والأرقام، وحتى عدد الأصوات الباطلة، هي المعبّر عن تراجع القاعدة الاجتماعية للنظام".

تظهر نتائج المراقبة والرصد المباشر من بداية مسرحية عملية الاقتراع وحتى نهايتها واختلاق الأرقام منذ الساعة 8 صباحاً حتى الساعة 24 ليلاً في أكثر من 14 ألف مركز اقتراع من قبل المتعاطفين مع مجاهدي خلق من مراكز الاقتراع أن المطرقة الكبيرة للمقاطعة قد سقطت على النظام وقاطع 88 بالمئة من الشعب الإيراني مهزلة الانتخابات. نسبة المشاركين 12 بالمئة من الناخبين المؤهلين وأقل من 7 ملايين و400 ألف شخص،

سواء أولئك الذين صوتوا طواعية أو أولئك الذين أجبروا على الذهاب إلى صنادیق الاقتراع بكل أنواع الحيل، أو أولئك الذين أدلوا بأصوات باطلة وبيضاء،

وهذه هي "لا" كبيرة للديكتاتورية والتصويت الحازم للشعب الإيراني لإسقاط النظام ومبشّر بالنصر لإيران حرة مع جمهورية ديمقراطية.

حتى وفقاً لما أعلنه النظام من أرقام تم تضخيمها، فعدد المشاركين أقل من انتخابات إبراهيم رئيسي؛ محاولات خامنئي لم تجد نفعاً وانتخاباته قد امتدت إلى جولة أخرى، وهذا ما يدل على ضعف وتشتت وضع النظام.

محاولات النظام لتزوير النتائج
مدّد النظام فترة التصويت في محاولة يائسة لرفع نسبة المشاركة، لكن النتائج أظهرت انخفاضًا كبيرًا في نسبة التصويت، مما يعكس عدم ثقة الشعب بالنظام الحالي. وأوضحت الهيئة الاجتماعية أن التزوير كان واضحًا من خلال الصناديق المتنقلة التي أسستها وزارة الداخلية لهذا الغرض.

ردود الفعل الدولية والمحلية
لاقى هذا التقرير ردود فعل واسعة من المعارضة الإيرانية والمنظمات الدولية التي دعمت مطلب الشعب الإيراني بالتغيير. تظاهر الآلاف في مختلف المدن العالمية، داعين إلى دعم المقاومة الإيرانية والتنديد بالانتخابات المزورة.

الخلاصة
تعكس الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة حالة من الرفض الشعبي الواسع للنظام الحالي، مما يشير إلى ازدياد الرغبة في التغيير السياسي. هذا الرفض يعزز موقف المعارضة الإيرانية في السعي نحو جمهورية ديمقراطية، خالية من الديكتاتورية، ويؤكد على ضرورة دعم المجتمع الدولي لمطالب الشعب الإيراني بالحرية والديمقراطية.

حاول خامنئي عبر هندسة الانتخابات أن يظهر الانتخابات بمظهر جيد، ولكنه فشل في إخراج الرئيس المطلوب من الجولة الأولى، مما أدى إلى جولة ثانية ستُعقد يوم الجمعة القادم الموافق 5 تموز (يوليو). هذه الهندسة والطرق المعروفة لن تحل مشاكل خامنئي، بل ستزيد من التحديات والتضادات التي يواجهها.