لن يكون في مقدور أي كيان كروي أفريقي أو عربي أن يقف في وجه المنتخب المغربي خلال السنوات المقبلة، تلك هي الحقيقة، فقد بلغت الكرة المغربية مكانة عالمية حقيقية، وأصبحت هناك فجوة بينها وبين البقية في محيطها العربي والأفريقي (على الأقل).

القيمة السوقية ربع مليار يورو
منتخب المغرب تبلغ قيمته السوقية في الوقت الراهن ما يقرب من ربع مليار يورو، وهو الأعلى في المنطقة، بل من بين الأعلى عالمياً، والقيمة السوقية للنجوم الذين يرتدون قميص المغرب تعكس بصورة مؤكدة قدراتهم الكروية، وقيمتهم في عالم الاحتراف.

14 عالمياً في تصنيف الفيفا
تصنيف المنتخب المغربي الأول في الوقت الحالي 14 عالمياً وفقاً لتصنيف الفيفا الأخير، بل إنه كان حتى وقت قريب أعلى تصنيفاً من ذلك، وفي جميع الأحوال فالمركز الـ 14 له مدلوله الكبير، فهو يعني أن المنتخب المغربي ليس الأفضل عربياً وقارياً فحسب، بل إنه أفضل من كثير من منتخبات أوروبا وأميركا الجنوبية، وهو الأفضل بصورة مطلقة مقارنة مع جميع منتخبات أفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية، وبمعنى آخر فهو أفضل منتخب خارج أوروبا وأميركا اللاتينية، وإن احتفظ بحقه في أن يكون أفضل من بعض منتخبات القارتين الكبيرتين.

برونزية أولمبية ورابع مونديال
فوز المغرب ببرونزية أولمبياد باريس 2024، وقبل ذلك بالمركز الرابع في مونديال قطر 2022، وكذلك البطولات القارية لمنتخبات الشباب والناشئين لم يكن مجرد صدفة، بل هناك تخطيط بدأ قبل سنوات، وتم الاستثمار في البنية التحتية الرياضية بطريقة رائعة.

وكذلك تم فتح قنوات تواصل مع جميع العناصر المغربية المحترفة خارجياً، والمواهب الشابة التي تملك جذوراً مغربية، (المواهب المغربية في المهجر يقدر عددهم بالآلاف) فضلاً عن الاهتمام بمواهب الداخل المغربي، وفي نهاية المطاف شاهدنا هذه النهضة الكروية المدهشة.

الشغف والجنون الجماهيري
الأمر لا يتعلق فقط باكتشاف المواهب، والبنية التحتية، وغيرها من مقومات النهضة الكروية، بل إن للأمر بعد قد يكون أكثر أهمية من ذلك، وهو حالة العشق المتبادلة بين الشخصية المغربية وبين الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصة، حيث يظل الشغف الجماهيري الجنوني بكرة القدم هو وقود هذه النهضة الكروية المغربية التي بلغت العالمية بجدراة، بل لمستها لمساً، ولن تعود من هناك قريباً، فهي ليست عالمية بالمصادفة، أو عالمية بالفوز على منتخب كبير في مباراة.