ماهذا الهواء العليل يا أغسطس؟

يقول:
الثلج الأبيض
والأشجار المورقة
والجبل الأخضر
يصنعون الإكسير ويسكبونه في رئتنا فنحيا من جديد.. بعد موت اللحظات وانعتاق الفرح،
وهذا النبع .. ماء لكل شيء حي،
وتلك السحائب والمطر: غذاء الهواء.

وماهذا الجمال يا أغسطس؟!
ذلك هو الإنسان، تنصهر مشاعر قلبه وأفكار عقله وتذوب، فتتحول إلى هذه الطبيعة الجميلة.
يفرح السحاب فيمطر حياة
ويتراقص الشجر فيثمر بهاء
ويذوب الثلج تحت أشعة شمس ساطعة فيسيل حرية!

يا إلهي .. حرية؟!
نعم.. يا سيدي..
الأشعة في الشمس، انبعاث قادم من وحي عقلك.
والبياض، صورة لجمال روحك.
والحرية: مزيج من أشعة وبياض.

أتقول يا أغسطس إن الطبيعة صورة لعالمِ روحي وعقلي؟!
أتريد أن تقول.. إنني قادر على جعل الصحراء خضراء ورؤوس الجبال تسيل ثلوجاً والسحائب لا تتوقف عن المطر؟!
نعم يا سيدي الإنسان.. كلما هلت سحائب عقلك نوراً، وسالت أودية وجدانك مشاعر فياضة:
سقطت الثلوج ونزل المطر… واخضرت الجبال،
وغدت حياتك أنهاراً وبحيرات،
وتصالحت معك الطيور وغردت جمالاً وحياة وحرية.
أنت الأصل أيها الإنسان، وماهذه الجرود والأودية والجبال والبحار والأنهار:
سوى أنت عندما تكون كذلك.
وما الشمس، إلا أشعة بزغت في عقلك.. وقد تكون أشعة منيرة أو مظلمة.. حتى وإن أشرقت.

كيف.. يا أغسطس؟!
بقدر مايشع عقلك، تكون أشعة الشمس،
وبقدر مايضيء قمر وجدانك يضيء قمر دنياك.
وبقدر ماتسيل أودية قلبك تسيل أودية ديرتك.
كن الشمس أولاً
والقمر أولاً
والثلج
والنهر
والسيل
والوادي
وستشبهك الحياة.. وتكون جميلة مثلك!