إذا تمكنت من معرفة معناها ومغزاها فأنت برشلوني حتى النخاع؛ إنه ليفاندوفسكي الذي يستحق أن يتم تغيير إسمه إلى صيغة توحي بأنه ماكينة تهديفية ليس لها مثيل، فهو حقاً "ليفانجولسكي".

هذا المسمى، ما هو إلا عنوان يحمل أعلى درجات الإبداع من صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكتالونية، في تفاعلها مع هدف ليفاندوفسكي الثاني الذي منح به الفوز لبرشلونة على فريق أتليتك بلباو مساء السبت، في ثاني جولات الدوري الاسباني.

وهو فوز معنوي مهم للغاية، من شأنه أن يمنح برشلونة ثقة هو في أشد الحاجة إلى بداية الموسم، فقد أصبح في رصيده 6 نقاط من مباراتين، ومن يدري فقد تكون بمثابة الانطلاقة الحقيقية لكيان كبير تكبله العثرات، وتخنقه المشاكل المالية، وتحاصره أجواء من عدم الثقة.

ليفا لم يحصل على حقه المعنوي.. أبداً
بالعودة إلى "ليفا" أو ليفاندوفسكي، أو ليفانجولسكي وهو مسماه الجديد المستحق، فيمكن القول وبكل أريحية، أن هذا الهداف لم يحصل على حقه أبداً طوال مسيرته الكروية، فهو دون شك أحد أفضل المهاجمين في العالم في آخر 15عاماً، والمثير للدهشة أن أحداً (تقريباً) لا يضعه في هذه المنزلة، والأسباب تظل مجهولة.

ليفا لديه 687 هدفاً طوال مسيرته الكروية سواء مع الأندية التي لعب لها أو رفقة المنتخب البولندي، وهو رقم أسطوري مقارنة مع أساطير التهديف في الجيل الحالي.

سنوات البايرن.. لماذا لم تكن في الريال؟
وعلى الرغم من أنه أبدع مع بايرن ميونيخ على مدار 8 مواسم سجل خلالها 344 هدفاً، حصل خلالها على 18 بطولة، إلا أنه لم يستقر في وجدان جماهير الكرة العالمية كلاعب أسطوري، على الرغم من المكانة العالمية المرموقة للبايرن ككيان عملاق.

يبدو أن خطأ ليفاندوفسكي التاريخي يتمثل في عدم تلبيته نداء ريال مدريد حينما كان لاعباً في صفوف بوروسيا دورتموند، ومع كامل الاحترام للبايرن لكم أن تتخيلوا "ليفا" في صفوف الريال منذ موسم 2014 - 2015 حتى الآن؟

الملكي.. فرصة ضائعة
من المؤكد أن الريال كان سيمنحه المجد الكروي الذي يستحقه، والبطولات والأرقام والألقاب الفردية وغيرها من بصمات المجد والتاريخ، والأمر على هذا النحو يعني أن ريال مدريد "فرصة ذهبية ضائعة" في مسيرة ليفاندوفسكي، ولا أحد يعلم على وجه الدقة والتحديد، كيف لم تكتمل مفاوضات بيريز لجلب ليفا منذ 10 سنوات؟

هل يكون التعويض مع البارسا؟
"ليفانجولسكي" يبلغ 36 عاماً الآن، وهو في حالة بدنية رائعة قياساً بمرحلته العمرية، وبالطبع بلغ قمة النضج التهديفي، ويمكنه الآن أن يصنع التاريخ والمجد الذي لم يركب قطاره، فالفوز مع برشلونة بالبطولات سوف يحسب للنجم البولندي بدرجة كبيرة، فهو عنصر التأثير والخبرة في صفوف الفريق، ولكن المهمة تظل شاقة للغاية بالنظر إلى قوة الريال وتكامله، وجيش النجوم الذي يدافع عنه، وعلى أي حال نريد البارسا قوياً لكي نستمتع من جديد بإثارة وجاذبية المنافسة بينهما، فالكرة العالمية بدون بارسا متوهج وريال قوي (في نفس الفترة) تخسر ما يزيد عن نصف جاذبيتها.