في يوم مشهود سيبقى محفوراً في وجدان الأمة والعالم، تحقق الحلم الكبير للشعب السوري بانتصار الحرية على الاستبداد. بعد أكثر من نصف قرن من الظلم والقهر، سقط نظام بشار الأسد، النظام الذي حوّل سوريا إلى سجن كبير يسوده القمع والفساد. هذا اليوم التاريخي شهد نهاية عقود من المعاناة التي تحمّلها الشعب السوري، وفتح أبواب الأمل لمستقبل أكثر إشراقاً وحرية.
منذ أكثر من خمسين عاماً، عاش السوريون تحت ظل نظام قمعي استبدادي لم يدخر وسيلة لإسكات أصواتهم، لكنه لم يستطع إسكات روحهم. اليوم، أثبت الشعب السوري أن الإرادة الحرة قادرة على قهر الاستبداد مهما طال أمده. بسقوط هذا النظام، انطوت صفحة مظلمة من تاريخ سوريا، ليبدأ عهد جديد من الحرية والكرامة.
تحوّل النظام السوري لعقود إلى ما يشبه المزرعة العائلية، حيث تفشى الفساد والقمع، لكن الشعب صمد متحدياً كل محاولات الإخضاع. برغم الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوري من دمائه وأحلامه، جاء النصر ليؤكد أن كفاح الشعوب من أجل الحرية لا يمكن أن يُهزم.
مع سقوط النظام، فُتحت أبواب السجون التي كانت شاهدة على أفظع الانتهاكات. عاش آلاف المعتقلين، الذين قضوا سنوات طويلة في زنازين الظلم، لحظة طال انتظارها. خرجوا إلى النور حاملين معهم أحلاماً بوطن حر ودولة عادلة، تاركين وراءهم ذكريات قاسية، لكنهم متطلعين إلى مستقبل جديد.
النصر السوري لم يكن سهل المنال، فقد جاء بعد أعوام طويلة من القمع والدمار. دفع السوريون أثماناً باهظة، ليس فقط بدماء الشهداء، بل أيضاً بالتضحيات التي قدمتها عائلات بأكملها، والدمار الذي طال المدن والقرى. هذا الانتصار يمثل شهادة على نبالة الشعب السوري وشجاعته الفائقة، فقد أظهر وعياً وحكمة قلّ نظيرها في مواجهة الطغيان.
حظي هذا التحول التاريخي بمباركات واسعة من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية. وصف البعض هذا الحدث بأنه “ميلاد جديد لشعب عظيم”. وجّهت رسائل تهنئة أكدت على ضرورة الاستفادة من هذه اللحظة لبناء سوريا جديدة، دولة موحدة تحفظ حقوق كل مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهم.
دعت هذه الرسائل إلى بناء علاقات تعاون جديدة بين سوريا وجيرانها على أسس من الاحترام المتبادل، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وتجنب التدخلات الخارجية التي كانت سبباً في إطالة أمد معاناة الشعب السوري.
إقرأ أيضاً: سوريا التي تنعم بالفساد!
مع سقوط النظام، يتطلع الشعب السوري إلى بناء دولة ديمقراطية حرة تقوم على مبادئ العدل والمساواة. سوريا التي تعبّر عن كل أبنائها، والتي تمثل نموذجاً للتعايش والتعددية، هي الحلم الذي بات أقرب إلى الواقع.
الطريق نحو المستقبل ليس خالياً من التحديات، لكن الإرادة السورية التي استطاعت أن تسقط الطغيان ستتمكن من بناء وطن يحمي قيم الحرية والكرامة التي ناضلوا من أجلها.
اليوم، انتصرت سوريا. انتصر الشعب الذي ناضل من أجل حريته، وواجه القمع بكرامة وشجاعة. لم يكن هذا اليوم نهاية الطغيان فقط، بل بداية لعهد جديد تُشرق فيه شمس الحرية فوق كل مدينة وقرية في سوريا.
إقرأ أيضاً: سوريا وتضييق الخناق على حرية الرأي والتعبير!
ستكون سوريا الجديدة دولة ديمقراطية قائمة على قيم الحرية والعدالة، وعنواناً للتعايش بين كافة مكوناتها.
إنه ليس مجرد يوم تاريخي، بل صفحة جديدة في تاريخ الأمة العربية، ورسالة إلى كل شعوب العالم بأن الحرية قد تتأخر، لكنها حتماً ستنتصر. سوريا اليوم حرة، مستقلة، وموحدة، ومصممة على أن تصبح دولة تستحق التضحيات الجسام التي قدمها شعبها البطل.
هذا اليوم ليس فقط نهاية الطغيان، بل بداية لعهد جديد من الحرية والكرامة لكل السوريين.
التعليقات